مشاعر الكيمياء

بقلم: رولا خرسا

 

هل فكرت يوما ما الذي يجعلك ترتاح لشخص أكثر من آخر؟ هل فكرت لماذا من الممكن أن يعطيك شخص ما كل مشاعره ورغم هذا ترفضها؟ هل فكرت لماذا يحب أحدنا شخصا يرى كثيرون أنه لا يناسبنا على الإطلاق ورغم هذا نتمسك بِه ولا نستطيع الاستغناء عنه؟ كلمة السر في الكيمياء ..هذه المادة التي كنّا ندرسها في المدرسة معتبرين أنها مادة علمية جافة ولم يشرح لنا أحد أن وجودها هو مكون السعادة الرئيسي لأي علاقة سواء كانت صداقة أو حبا..هناك أشخاص تجد نفسك لا ترتاح لهم على الإطلاق وتقول ليس هناك كيمياء بيننا، وفي العمل تجد فريقا منتجا لأن الكيمياء تجمعهم والتناغم، وفريق لا يطيق بعضه البعض وينعكس هذا على عمله.. كيف تعرف أن هناك كيمياء بينك وبين شخص ما؟ أنت تعرف فحسب.وإذا ما تحدثنا عن الكيمياء بين الرجل والمرأة فأول دليل يكون عندما تتصرف على طبيعتك أمام الآخر، عندما تضحكان لنفس الأشياء ويكمل أحدكما عبارة الآخر. أما من الناحية الجسمانية فالكيمياء تشعر بها على شكل تسارع في دقات القلب عندما يدخل  الآخر أو احمرار في الوجنتين عند أي كلمة إطراء.وأقوى أنواع الكيمياء هو الخاص بالعلاقة الجنسية. إذ يعتقد الأطباء والمحللون النفسيون أن الزواج لا يمكن أن يستمر لو لم تكن هناك كيمياء جنسية بين الزوجين ولو على العكس الكيمياء بينهما قوية فإنها كفيلة لهما بالتغلب على تحديات الحياة الكثيرة ..لذلك فإن كنت في فترة تعارف وبعد لقاءين أو ثلاثة لم تشعر أو تشعري برغبة في لمس الآخر فاعلما أن العلاقة مصيرها الفشل..وأنا هنا لا أتحدث عن بعض الرجال «الرمرامين» كما أحب أن أطلق عليهم الذين يدخلون علاقات كثيرة  من أجل متعة وقتية، هؤلاء لا علاقة لهم لا بفيزياء ولا بكيمياء هؤلاء مرضى بالجشع يأكلون ولا يشبعون ويقولون هل من مزيد؟ ولا يعرفون أهمية الكيمياء في حياتهم..الكيمياء بين شخصين أشبه بالمغناطيس كل واحد يشعر أنه مشدود بشدة للطرف الآخر، يشعر برغبة فظيعة في احتضانه طوال الوقت..والسؤال هل تقل الكيمياء؟ الإجابة لا..في رأيي لا شيء من شانه أن يقلل الكيمياء فإن حدث اشتعال يبقى شرط أن تضعه في بيئة مناسبة ولا تطفئه بتصرفات تقتل أي مشاعر ومن بينها الكيمياء..هل الكيمياء شرط لوقوع الحب؟ نعم  فلا حب بدون كيمياء وإلا لما كان حبا..ولكن الحب كي يستمر يحتاج إلى رعاية واهتمام وتضحيات من الطرفين فإن كبر الحب حدث تفاعل كيميائي أكبر بل ووجد الطرفان بابا كلما اشتدت عليهما ظروف الحياة فتحاه ودخلاه معا..الكيمياء لها قوة غريبة مسيطرة،فهي قادرة على تحويل حياة الأشخاص وتبديلها،قادرة على التوغل داخلك لتخلق منك  شخصا آخر..قوة الكيمياء بأنها صاحبة القرار فأنت لا تستطيع فرضها على أحد وإن أتت لا يستطيع أحد مقاومتها.