وردة … لأحمد عطا

أحمد الله كثيرا على نعمة العقل والقلب,الله خلق لنا العقل كي نفكر به وخلق لنا القلب كي نشعر به ولكن في معظم الأحيان الكثير من الناس يحكمون قلبهم في الكثير من المواقف فهل هذا يصح! يقول الكثير أن من عنده قلب يملك الكثير ولكني أعتقد أن من عنده قلب وعقل يملك أكثر من الكثير!

وردة هي نهاية قصتي ولعلها تكون البداية! فهي قضية أو من الممكن أن تكون حادثة تناولها الكثير من الكتاب,لاشك إن كانت في غاية البراعة ولكنها كانت في معظمها من خيالهم, وإني أقر وأعترف أنني لست بالمهارة الكاملة لكي أمارس فن الكتابة ولكني شخص تعايش مع عدة مواقف جلبت له الكثير وأجلبت عليه الأكثر,ربما هذه المواقف هي سبب لكتابتي القصة لاشك, فحياتي كلها مثلها مثل حياة أي شخص فلا أدعي التفوق ولا المهارة..!

وردة كانت أفضل هدية جلبت لي ولكنها في النهاية أصبحت أبغض شيء أتذكره فهذه القصة تعايشت معها لحظة بلحظة,كانت أجمل قصة بحياتي كانت تمثل لي حياة بأكملها وبرغم مدى الألم الذي سبب لي المرض إلا إنني لا أستطيع نسيانها ولا أسمح لنفسي الإغفال عنها فهو شيء عشت لأجله وسوف أموت من أجل الوصول إلى تحقيقه.!

حقا هي وردة,ولكنها أجمل وردة في بستان الزهور إنها قصة مهما كان رد فعل الجميع عنها إلا أنها لن تنتهي وفي هذه اللحظة التي اكتب فيها لا أعلم إلى أين سوف تنتهي هذه الوردة الجميلة قاسية العقل رحيمة القلب.! إنها حقا وردة ولكنها ليست ككل الورود,بالفعل هي بالرغم من أنها تدعي أنها فارقتني إلا أنني لا أدع قلبي ولا عقلي على استيعاب هذه الكلمة,فهي أعادت لقلبي النبض والحياة ,فعالمي كله يتوقف على خمس مواقف ,بدايته نظرة,أوسطه مرضي وأخره وردة. بئس هذه الكلمة كلمة أخره لا أسمح لنفسي باستيعاب النهاية,فإني أعتقد أن مادام الله يبقي روحي في هذه الدنيا فلن أحاول ختامها أبدا ,ولهذا فكرت في الكتابة لعل الناس والمقربين يداومون على تذكرها حتى وإن فارقتني الدنيا,إني أدعو الله الذي لا إله إلا هو أن يبقيني في هذه العالم كي أنهي قصتي وأشاهد الوردة وهي مزدهرة في بستان الزهور يطوف حولها العصافير وهي تغرد..!.

فهذه كلمات أكتبها لكم بأحرف من أدمعي لعلها تخفف عن عذابي شيء,ولكن ماهي الراحة بدون هذه الوردة,أي رائحة للهواء بدون رحيقها وطيب هوائها,أي جمال إلي عيني بدون جمالها وجمال أوراقها,أي راحة إلى جسدي بدون لمسة من أوراقها,فهي من علت الأمل يدب في قلبي وهي من سرقت مني السعادة,هي من أحببتها وهي من كرهت الحياة من أجلها,هي من وعدتني وهي أيضا من خدعتني! هي من طعنتني وهذه الطعنة هي من ردت إلى قلبي الحياة! حياة ثم حياة ثم موت ثم مرض ثم وردة! هذه قصتي بكل بساطة,بكل خجل,بكل حزن وبكل سعادة! حزن لأني لا أستطيع الوصول إلى الوردة لا أستطيع أن أراها كما كنت أراها كل يوم,حزن لأني لا أقدر على التحدث معها,حزن لأني أشم رحيقها في كل وقت وفي كل مكان فهي كانت تلازمني حتى أفكاري ومشاعري. وسعادة لأني مازلت أحبها ومازال قلبي يشعر بشغف تجاهها,وسعادة لأني مازلت قادرا للتحدث مع عقلي وقلبي على جمال أوراقها وصلابة براعمها وتمايلها وسط الزهور بصوت العصافير والنحل. فهي مازالت وردتي التي أحاول الوصول إليها وأحاول استيعاب فراقها.