أوديسا

أوديسا

 

أوديسا هي مدينة ميناء على البحر الأسود ومركز لواء أوديسا. يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة وهي رابع مدن أوكرانيا. كانت أوديسا مدينة ميناء حرة من 1819 وحتى 1858. كما كانت في فترة الاحتلال السوفييتي أهم ميناء في الاتحاد السوفييتي وقاعدة عسكرية بحرية له. وفي مطلع عام 2000 أُعلن ميناء أوديسا ميناءً حرًا ومنطقة تجارة حرة لخميس وعشرين سنة.

كما أنّ مياه ميناء أوديسا لا تتجمد في الشتاء، ومع ذلك فإنها ليست ذات قيم عسكرية حيث أدت سيطرة تركيا على البوسفور والدردنيل إلى تمكين سيطرة حلف شمال الأطلسي على الحركة البحرية بين أوديسا والشرق الأوسط.

يوجد في أوديسا بالواقع ميناءان كبيران: أوديسا نفسها وميناء فيوجني (ميناء نفط دولي هام) الكائن في ضواحي المدينة. كما يقع ميناء هام آخر (ألييتشوفسكي) جنوب غرب أوديسا. وتشكل هذه الموانئ مجتمعة مركز مواصلات ضخمًا يرتبط أيضًا بخطوط سكك حديدية.

كما تتميز أوديسا  بكونها مدينة تجاري هامة أيضًا؛ ففي القرن التاسع عشر كانت ثالث كبرى مدن الإمبراطورية الروسية، بعد موسكو وبيتربورغ. كما أنّ أسلوبها المعماريّ متأثر بالطراز الباروكي والروكوكو والقوطي الذي كان شائعًا في أوروبا الغربية، كونها تأثرت كثيرًا بالتوجهات الفرنسية والإيطالية. كما تتمتع أوديسا بجوّ من الحرية والموسيقى الكلاسيكية وشكلت نافذة مُطلة على شعوب حوض المتوسط.

تقع أوديسا على تلال مدرّجة تُطل على خليج صغير. مناخها مريح وجافّ (نسبيًا لأوروبا الشرقية) ومعدل درجات الحرارة في كانون الثاني/يناير هو درجتان مئويتان وفي تموز/يوليو 22 درجة مئوية. اللغة الأساسية المتداولة في أوديسا هي الروسية مع أنّ الأوكرانية هي اللغة الرسمية. كما تحوي أوديسا خليطًا من الشعوب من بينهما الأوكرانيون والروس واليهود.

وتشكل أوديسا مركزًا ثقافيًا وسياحيًا رائجًا جدًا، وفيها ينابيع طبية وطبيعية في داخل المدينة وخارجها. ويمكنكم زيارة بيت عائلة الأديب الروسي الكبير ليف تولوستوي الذي ما يزال قائمًا فيها. غالبية منازل ومدن أوديسا شُيدت في القرن التاسع عشر من الحجارة الكلسية التي استخرجت من محاجر محاذية للمدينة، التي تحولت فيما بعد إلى متاهة معقدة من الأنفاق الممتدة تحت أوديسا نفسها واسمها “كاتكومبا”، وهي اليوم عنصر جذب سياحي من الدرجة الأولى لمُحبي المغامرات.

 

يعتبر ارع الدرباسوف سكيا مركز أوديسا، وغالبية سكانها من المسيحيين. كما يوجد في أوديسا أربعة مساجد للمسلمين، وفيها عدد كبير من الأجانب من مختلف دول العالم من طلاب وتجار. كما تجدون فيها مسرحًا للأوبرا والباليه، ومسرح الموسيقى والكوميديا، وعدد كبير من المتاحف والمكتبات العامة.