دهر الطلائع

دهر الطلائع

 

دهر الطلائع أو الحياة الأولية أو الحياة المبكرة (بالإنجليزية: Proterozoic)، (باليونانية : próteros = πρότερος = “مبكر”، و zôon= ζῶον = “حياة”)، يمتد من 2,500 إلى 542 مليون سنة مضت، ودام نحو 2 مليار سنة. وهو الجزء الأخير من الدهور الجيولوجية لما قبل الكامبري ويمثل الفترة التي سبقت أول حياة مركّبة على سطح الأرض. انتشرت فيها الحياة المائية وكانت بسيطة في هيئة ميكروبات وكائنات وحيدة الخلية. تميزت تلك الكائنات بإنتاجها للأكسجين. ومن ابرز الاحداث في هذا الدهر:

تكون الأكسجين في الغلاف الجوي خلال حقبة الطلائع الوسطى (1,600 – 1,000 مليون سنة مضت).

العديد من التجلد، بما فيها الكرة الأرضية الثلجية الافتراضية خلال العصر الكرايوجيني في أواخر حقبة الطلائع الحديثة (1,000 – 541 مليون سنة مضت).

العصر الإدياكاري (635-541 مليون سنة مضت) الذي يتميز في تطور الكائنات الرخوية المتعددة الخلايا.

الأقسام الفرعية

الأمد

الدهر

الحقبة

المدة (م.س)

 

البشائر

الأولية

أحدث

قبل
الكمبري

الطلائع

الطلائع الحديثة

1000 – ~541

الطلائع الوسطى

1600 – 1000

الطلائع القديمة

2500 – 1600

السحيق

الحديثة

2800 – 2500

الوسطى

3200 – 2800

الأولى

3600 – 3200

السفلى

4000 – 3600

الجهنمي

إمبرية مبكرة

3850 – 3800

النكتارية

3920 – 3850

مجموعات الأحواض

4150 – 3920

الكريبتية

4570 – 4150

الغلاف الجوي

من اوصاف دهر الطلائع “بروتيروزيكوم” هو وجود غلاف جوي يحتوي على الأكسجين . قبل دهر الطلائع ساد دهر الأركي (أو الدهر السحيق) الذي بدأت فيه نسبة الأكسجين في الجو ترتفع . مع أن انتاج الاكسجين عن طريق التمثيل الضوئي للأحياء كانت قد بدأت قبلها بمليار سنة في البحر ، فقد توافرت نسبة الأكسجين ابتداء من عصر الطلائع في الجو . فقد كان الاكسجين المتولد قبل ذلك في المياه يستهلك في أكسدة المواد المعدنية الذائية في الماء ، وعلى الأخص الحديد و المعادن الثقيلة ، مما قلل أولا من انتشار الأكسجين في الهواء ، فكانت نسبة الأكسجين في الجو نحو 1% من قدرها الحالي.

وبارتفاع تركيز الأكسجين في جو الأرض فقد تكونت طبقة الأوزون ، وكان في قدرة الأوزون حجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة للاحياء على الأرض . وقد افسحت نسبةالأكسجين العالية في الجو على تطور حياة الأحياء الحيوانية .

كذلك كان للمناخ وقع أشد كثيرا على الحياة عما هو في العصر الحالي ، فقد توصل الباحثون إلى ما يشير إلى حقبة انتشر فيها الجليد على سطح الارض كلها ، ومضى عليها عهد يسمونها “الكرة الجليدية” Snowball Earth.

تطور الحياة

طحالب Grypania spiralis من دهر الطلائع الوسطي والحديث ، وهي من أقدم حقيقيات النوى كثيرة الخلايا (طولها 1 إلى 3 سنتيمتر) . أقدم أحفوراتها يعود إلى 1و2 مليار سنة من تكوينات الحديد في نيجاوني، ميتشجان ،الولايات المتحدة .

يشير عهد الطلائع Proterozoicum إلى أنه العهد الذي بدأنت فيه حياة الحيوان على الأرض . فقد عثر على أحفورات من ذلك العهد لباقيا أحياء ، وهي تختلف تماما عما نعرفه عن شعب الحيوانات في حاضرنا ويصعب ايجاد علاقات بينها .

كانت تلك الأحياء الحيوانية الأولية من دون هيكل عظمي ولم يكن لها أجزاء صلبة ، وكثير من البنيات لا يبدو لها تقسيمات جسمية ، ويصعب تقدير أشكالها . وعلاوة على ذلك فإن طبقات الارض الحاملة للأحفورات قد تعرضت خلال هذا الزمن الطويل إلى تغيرات جيولوجية . وكانت مستعمرات الأحياء مثلما نجده في أحفوراتإدياكارا بيوتا التي عثر عليها فهي قد نشأت في مياه دافئة غير عميقة قريبة من السواحل .

ومع نهاية عهد الطلائع والانتقال الي عصر الكامبري فيبدو أن أصول مملكة الحيوان التي ظهرت على الأرض خلال الانفجار الكامبري كان قد تمهدت في أحياء عهد الطلائع .

تزايد الأكسجين

بقايا حوض أحمر من صخور رملية تحتوي على أكاسيد الحديد ، بالقرب من متلول ، تونس.

من أهم ظواهر دهر الطلائع زيادة نسبة الاكسجين في الجو . فبينما تشير البحوث إلى تكوين الاكسجين عن طريق التمثيل الضوئي خلال الحقبة التي سبقت و هو الدهر السحيقArchean إلا أنها لم تساهم كثيرا في نسبته في جو الأرض حتى انتهاء عمليات تأكسد الحديد و الكبريت في المياه. أي قبل نحو 3و2 مليار سنة كانت نسبة الأكسجين في الجو من 1% إلى 2% من نسبته الآن[1]

انتشرت طبقات الحديد وهي التي تمدنا اليوم بخام الحديد وكانت تستهلك من الأكسجين في تأكسدها ، وقل امتصاصها للأكسجين قبل 9و1 مليار سنة ، بسبب زيادة الأكسجين أو على الأرجح من اختلاط طبقات مياه المحيط . .[2]

وجود الاحواض الحمراء التي يظهر فيها لون الهيماتيت تشير إلى زيادة نسبة الأكسجين في الجو قبل نحو 2 مليار سنة ، ولم توجد في صهور اقدم من ذلك[2] وربما كان تزايد الأكسجين ناشئا من عاملين : انتهاء عمليات أكسدة المعادن و زيادة في الكربون المرتبط ، الذي تراكم في مركبات عضوية .[3]

احفورات عهد الطلائع

ستروماتوليت stromatolites من دهر الطلائع السفلي ، من بوليفيا ، أمريكا الجنوبية.

ان الاحفورات التي عثر عليها من دهر الطلائع Proterozoic كانت احسن كثيرا عما عثر عليه من العه الذي سبقة ، الدهر السحيق (Archean). فبينما ظهرت الحياة خلال الدهر الأركي في أعماق البحار فقد نشأت الحياة خلال عهد الطلائع في طبقات بحرية قريبة من السواحل ، وعلاوة على ذلك فإن صخور دهر الطلائع لم تكن متغيرة كما كان الحال في الدهر السحيق ، وكثير منها لم يتغير عبر الزمن .[4]

وتشير دراسة الصخور إلى تزايد انكماش في صفحة الأرض حدث خلال الفترة الأخيرة من الدهر السحيق (الأركي) ، كما بدأ ظهور قارة عظمى وما اعتراها من دورات في تغيير شكلها وماتبعه من نشاطات حركات أوروجينية.[1]

 

اول مؤشرات لحدوث التجلد ظهرت في دهر الطلائع ، وظهر الأول مع بدائة الإيون eon, ويبدو أن تبعها أربعة دورات للتجلد خلال دهر الطلائع المتأخر ، والتي تمثلت قمتها فيما يسمى بافتراض “الارض الجليدية” من تجلد ستروتيان و تجلد مارينوان .[1]