دور التعليم في التنمية السياحية وبناء المهارات

دور التعليم في التنمية السياحية وبناء المهارات

يعبر مصطلح التنمية السياحية Development Tursim عن مختلف البرامج التي تهدف إلى تحقيق الزيادة المتوازنة في الموارد السياحية وتعميق وترشيد الانتاجية في القطاع السياحي وهي عملية مركبة متشعبة تضم عدة عناصر متصلة ببعضها متداخلة مع بعضها البعض تقوم على محاولة عملية تطبيقية للوصول إلى الاستغلال الامثل لعناصر الانتاج السياحي وعرفت بأنها عملية تكامل طبيعي ووظيفي
بين عدد من العناصر الطبيعية الموجودة في المنطقة والمرافق العامة التي يتحتم وجودها كأساس لاقامة الاستثمارات السياحية وكذلك مجموعة الأنشطة التنظيمية

ولحدوث عملية التنمية السياحية لابد من وجود تخطيط علمي مدروس لها ويمكن ان تعرف التنمية السياحية بأنها “عملية تغيير واستغلال على نحو منظم للموارد السياحية المتاحة في منطقة معينة كي تسهم في تحقيق اهداف التنمية الوطنية الشاملة والمتوازنة ولكي نتناول دور التعليم في التنمية السياحية وبناء المهارات، لابد من ان نعرف بأن اية تنمية اقتصادية كما يقول باول سترين
(
pawle streetn) ترتبط بتهيئة التخصصات المهنية اللازمة من الايدي العاملة وان البلدان التي تعاني من ندرة بعض انماط القوى العاملة فان هذه الندرة هي بمقام عقبة اقتصادية لابد من مواجهتها باجراءات اقتصادية ضمن اطار برامج التنمية”

وان التعليم هو الاداة التي يمكن بواسطتها تهيئة الانماط اللازمة من الايدي العاملة وتحقيق نوعية من تركيبة القوى العاملة لذا فالتعليم الذي نقصده لايقتصر على التعليم النظامي ولكن يمتد إلى كافة سبل زيادة المعرفة وتطوير كفاءة العاملين وهذا يدل على ان الانفاق على التعليم هو استثمار في رأس المال البشري ان الاستثمار في التعليم السياحي يعد استثماراً ذا جدوى اقتصادية ناجماً عن ارتباطه بظاهرة متنامية ومتطورة مثل السياحة فالأهمية المتزايدة التي يمتلكها القطاع السياحي في تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها جميع البلدان كبيرة إلى الحد الذي عدت فيه عناصر التنمية السياحية متطابقة تماماً مع التنمية الشاملة فكل مكونات التنمية الشاملة هي مقومات التنمية السياحية لقد قدم والتر (Walter) انموذجاً للمهارات بحسب المستويات الاساسية في المنظمة السياحية بحسب الوظائف والمسؤوليات والقدرات التي يجب ان يتصف بها كل مستوى في هذه المستويات والتي تمثل مهارات المخرجات الاساسية للتعليم السياحي في المانيا.

 

إذ نلحظ ان الادارة العليا يجب ان يكون لها تفاعل معرفي عام لانها مسؤولة عن رسم السياسات والاستراتيجيات والتخطيط والتنظيم ولها قدرات ومهارات تحليلية وتخطيطية وكفاءة اجتماعية وتعرف مايحدث حولها وتفسره وتبرره فيما يكون المستوى الثاني (التنفيذيونExavtion) مسؤولاً عن توجيه الموظفين وقرارات تنمية القدرات اي ما يتعلق بالتدريب ولديهما مهارات تنظيمية وكفاءة اجتماعية بينما المستوى الاخير (الموظفون Staff) فهم مسؤولون عن عمليات التشغيل ومما لاشك فيه لديهم قرارات محدودة ولكن لديهم مهارات فنية متخصصة وتعرف كيف تتقن عملها والحقيقة ان طبيعة العمل تستلزم ايجاد عدة مستويات لادارة العمل من الاعلى إلى الاسفل تبعاً لسلطاتها ومسؤولياتها  وخلاصة القول ان التعليم السياحي يزود الفرد بمهارات العلاقات الانسانية وهي مهمة بصورة واضحة في صناعة السياحة وبمهارات فكرية تخطيطية تجعله قادراً للاستجابة لاي تغير يحدث في بيئة العمل ومهارات تقنية لان السياحة في جزء كبير منها هي صناعة الخدمة وتحتاج إلى اشخاص يمتلكون مؤهلات في المظهر والمعرفة والثقافة وامكانية التصرف والثقة بالنفس والامانة والصبر والصحة والالمام بالقوانين على ان يكون الشخص العامل فيها له رغبة كبيرة في خدمة الناس وحبهم والتأقلم معهم مع قدرة عالية جداً للسيطرة وضبط الاعصاب في المواقف الحرجة فالسلوك الوظيفي الناجح في هذه الصناعة هو المهم وليس المهم عدد الضيوف خلال مدة زمنية بل المهم هو نسبة الضيوف الذين سوف يكررون المجيء إلى المنشأة السياحية