ساحة تقسيم.. قلب اسطنبول النابض

ساحة تقسيم.. قلب اسطنبول النابض

تعد ساحة تقسيم الواقعة في اسطنبول من أشهر ساحات العالم وأجملها بل وأكثرها ازدحاما أيضا، ولا عجب في ذلك فهي الساحة التي يزورها الآلاف يوميا، كما أنها ساحة ذات تاريخ عريق و يمكننا ان نقول عليها “قلب اسطنبول النابض”. فهي منطقة سياحية وترفيهية كبرى تشتهر بالمطاعم والمحلات ويعد ميدان تقسيم مركز رئيسيا للعديد من الأنشطة كما أنه يعد أيضا مقصدا رئيسيا للسياح، ويحتوي شارع الاستقلال الذي يعد شارع تسوق ومشاة طويل، ينتهي في هذه الساحة على العديد من المحلات التجارية و المباني الأثرية والمكتبات والمصارف والسينمات والمقاهي,والمطاعم المختلفة بالاضافة لوجود العديد من السفارات والقنصليات مثل القنصلية الأميركية والفرنسية واليونانية والبريطانية .

 إبان الحكم العثماني في تركيا كان يسمى هذا الشارع بـ الشارع الكبير وكان المثقفون يجتمعون في هذا الشارع وعندما تم إعلان الجمهورية 29 أكتوبر عام 1923 تم تغيير اسمه لـ لشارع الاستقلال لإحياء ذكرى انتصار حرب الاستقلال التركية.

التجارية والفنادق

شارع الاستقلال خلال الأعياد

ويبلغ طول شارع الاستقلال حوالي 3 كيلومترات ونصف ويمتد من ميدان تقسيم وحتى منطقة النفق TUNEL ويربط الشارع بمنطقة كراكوي karakoy مرورا بـ منطقة بيرا , وهي منطقة تابعة لمنطقة بيوغلو beyoglu في القسم الأوروبي من اسطنبول.

أما ميدان تقسيم فقد أطلق عليه هذا الاسم السلطان محمود الأول حيث كانت نقطة تجمع خطوط المياه الرئيسية والتي يتفرع منها إلى باقي المدينة. أما الآن فيعد ميدان تقسيم هو محور النقل الرئيسي ومقصد السياح والسكان المحليين من اسطنبول.

وتضم ساحة تقسيم العديد من وكالات السفر والفنادق والمطاعم الدولية للوجبات السريعة مثل بيتزا هت ، ماكدونالدز ، مترو الانفاق ، و برغر كينغ . بل هو أيضا موطن لبعض من أروع الفنادق في اسطنبول ومنها انتركونتيننتال ، و فندق ريتز كارلتون، وفندق مرمرة.كما أنها أيضا المكان المفضل للمناسبات العامة مثل المسيرات، احتفالات رأس السنة الجديدة، أو التجمعات الاجتماعية الأخرى.

و يحتوي شارع الاستقلال على ترام واي قديم يعمل حتى يومنا هذا وهو ثاني أقدم خط المترو في العالم بعد مترو الأنفاق في لندن حيث يعود إلى العهد العثماني، و هو شارع للمشاة فقط فلا تدخله المركبات أو السيارات الخاصة، إلا أن ساحة تقسيم هي محورا هاما للنقل العام في اسطنبول، بالإضافة إلى كونها نقطة التحويل الرئيسية لنظام الحافلات العامة..

ولعلك إذا قمت بزيارة هذه الساحة سيجذب انتباهم تمثال قديم يعود إلى عام 1928 وقد بناه الفنان الايطالي بيترو بنحت ليخلد به ذكرى أتاتورك والانتصار في حرب الاستقلال ويحتوى النصب التذكاري على العديد من الشخصيات البارزة في عهد أتاتورك والتي كان لها دورا كبيرا في الحياة السياسية في تركيا، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يمتد إلى إقامة الاحتفالات بالقرب من هذا النصب التذكاري تخليدا لذكرى أتاتورك وذكرى حرب الاستقلال.

وللميدان أيضا بعد آخر غير الاحتفالي والوطني، فهو يعتبر مسرحاً مهماً للمظاهرات السياسية منذ وجوده. فالجماعات من شتى ألوان الطيف السياسي بالإضافة للمؤسسات الأهلية، تتظاهر من أجل قضاياها في هذا الميدان لأهميته.

فبعد أن بنى السلطان “سليم الثالث” مطلع القرن الـ19 قلعة قرب هذا الميدان كانت ضمن ثكنة عسكرية وفق طراز معماري يحمل بصمات هندية وروسية،  انطلقت منها شرارة الأحداث التي أدت نتائجها لعزل السلطان “عبد الحميد الثاني” عن العرش, ثم استخدمها المنتفضون ضد حكم حزب “الاتحاد والترقي”. ثم هـُدمت بالكامل عام 1940 بعهد حزب مصطفى أتاتورك (حزب الشعب الجمهوري), وأنشئ مكان الثكنة حديقة للتنزه سمي “متنزه غيزي”.

كما بدأت احتجاجات منتزه ميدان تقسيم في تركيا في 28 مايو 2013. في البداية، قاد ناشطون بيئيون الاحتجاجات ضد إزالة أشجار في ميدان تقسيم وإعادة إنشاء ثكنة عسكرية عثمانية (هدمت في 1940).

 

وتطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب بعد أن هاجمت قوات الشرطة المحتجين. واتسع موضوع الاحتجاجات ليشمل الاعتراض على سياسات الحكومة، وانضمت مدن أخرى للتظاهر.