المساجد في ماليزيا خليط من الثقافات المتنوعة

المساجد في ماليزيا خليط من الثقافات المتنوعة

المساجد هي بيوت الرحمن على الأرض ، وقد رفع الله شأنها حيث قال تعالى في كتابه الكريم ” في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ” صدق الله العظيم (سورة النور، الآية 36). وتحتل المساجد مكانة كبيرة في قلوب المسلمين ، ومن هنا جاء حرصهم على بنائها والاهتمام بها وتزيينها، والتفنن في معمارها في أشكال هندسية بديعه، مع الحفاظ على قدسيتها كأماكن للعبادة وإقامة الصلوات الخمس.

وفي ماليزيا الملقبة بـ” جوهرة الشرق الأقصى” تولي السلطات المحلية اهتماماً بالغاً بالفن المعماري للمساجد، حيث تحرص السلطات الماليزية على تقديم ماليزيا كنموذج متميز للدولة الإسلامية المتحضرة, وفي ذات الوقت إبراز المعالم الإسلامية كالمساجد على أنها واجهة مشرقة لموروثها الحضاري الدال على هوية الدولة.  (طالع : أفضل وجهات السفر في شهر رمضان 2014 )

ويدرك القائمون على بناء المساجد هناك جمال الطبيعه من الجزر الرائعة والغابات والشواطىء والبحيرات الطبيعية والاططناعية ، وهم يستلهمون منها إسلوب هندسة وبناء المساجد ، ويظهر ذلك جلياً في الأروقة والمساحات المفتوحة والحدائق والمسطحات المائية التي تحيط بالمساجد، بل إن بعضها بني على بحيرات .

ولايمكن أن نغفل اهتمام الماليزيين بعنصر الإضاءة الطبيعية والتي تتمثل في كثرة النوافذ وكبر حجمها ، وكذلك الإضاءة الصناعية المبهرة .

و تتميز المساجد في ماليزيا بمساحة واسعه من الداخل والخارج خاصة في فناء المسجد والساحة الخارجية التي عاده ماتكون محاطه بنوع من الأخشاب التي تمتاز بجمال الألوان والتصاميم، ووهذه المساحات الهائلة تعود من وجهه نظري إلى أن الماليزيين كشعب يعظمون الصلاة وهم يملئون ساحة المسجد من الخارج كل جمعه وفي صلاه العيدين.

المساجد في ماليزيا خليط من الثقافات المتنوعة

أثرت مجموعة من الثقافات المتنوعه على فن بناء المساجد في ماليزيا حيث تبرز فنون البناء الإسلامية القديمة والحديثة, كفنون الفسيفساء والقباب والشرفات والأقواس والمقرنصات والمآذن بأشكالها المتنوعة. كما تأثر فن بناء المساجد في ماليزيا بالاستعمار حيث ظهرت فيه الأنماط المغولية التي كانت سائدة في الهند ، كما ظهرت الأنماط والتصاميم المغربية والأندلسية.

ويمكنك أن تشعر بسهوله بالمسحة الآسيوية في بناء المساجد ، ويتسق ذلك مع طبيعة البناء في جزر أرخبيل الملايو ، من حيث استخدام مواد البناء الموجودة في الغابات والتصاميم الملايوية التقليدية التي تعكس براعة الحرفيين . ويقدم كل مسجد من المساجد الرئيسة في الولايات الماليزية نموذجاً باهراً ومنفرداً في البناء يشكل عامل جذب للسياح خاصة المسلمين .

ولايقتصر دور المساجد في ماليزيا على أداء الصلاوات الخمس فقط ، فهي تعتبر أيضاً مراكز اجتماعية وثقافية و تعليمية وترفيهية واقتصادية فهي بذلك أشبه بالجامعات المفتوحة، حيث تحتوي المساجد في ماليزيا على صالات استقبال، وصالات ألعاب للأطفال، وصالات للصلاة مخصصة للعائلات، وفصول للدروس الخاصة تطرح فيها موضوعات وقضايا معاصرة مثل تكنولوجيا المعلومات وتصنيع الأغذية وغيرها من الموضوعات والقضايا التي تهم الشباب وتجذبهم، كما يستخدم المسجد في الإجتماعات واللقاءات الرسمية ولعقد القران والاستشارات الأسرية والاجتماعية.

ومع كل هذه الأنشطة المرتبطة بالمساجد إلاّ أن العاملين في المسجد ورواده حريصون على الهدوء والسكينة احتراماً لقدسية المكان، والآن حان الوقت لنأخذكم معنا في جولة نتعرف من خلالها على أجمل مساجد ماليزيا.

مسجد الكريستال أحد أجمل المساجد في ماليزيا، يقع تحديدا في الحديقة التراثية في منطقة ون مان ايلاند في ولاية ترينغانو في مدينة كوالا تيرينغانو شمالي شرق ماليزيا والتي يبلغ عدد سكانها ثلاثمائة ألف نسمة، وهي محاطه ببحر الصين من ثلاث جهات.

الحديقة التراثية في منطقة ون مان ايلاند أو ما يسمى بـ (الحديقة الإسلامية – تامن تمدن إسلام) هي عبارة عن موقع سياحي يضم عدة نماذج لمساجد من جميع أنحاء العالم الإسلامي منها: المسجد النبوي, مسجد الصخرة, مسجد محمد علي,… إلخ

أمر ببناء المسجد سلطان ترينغانو السلطان ميزان زين العابدين في العام 2006 ليستغرق بناؤه عامين ، وافتتح في 8 فبراير من عام 2008 يتسع المسجد لأكثر من 15 ألف مصلْ، ويعد منطقة جذب سياحي رئيسية في أرض تيرينغانو.

ومن مميزات المسجد أنه مبني على قواعد من الصلب ومجهز بألوان مختلفة من التكنولوجيا العصرية، مثل الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلان ، كما تبث منه عدة برامج دينية بثًّا مباشرًا عبر شبكة الإنترنت.

المسجد الوطني .. تلاحم شعب !!

يعتبر المسجد الوطني واحد من أكبر مساجد ماليزيا وقارة آسيا بل والعالم حيث تبلغ مساحته حوالي 5 هكتار، ويقع بالقرب من محطة قطار كوالالمبور القديمة التى تعد معلماً أثرياً هاماً، وكذلك بالقرب من حدائق بردانا فى كوالالمبور المعروفة بـ(لييك جاردن) والتي تتكون من عدة حدائق ومواقع سياحية جديرة بالزيارة كحديقة الفراشات، وحديقة الطيور ،وحديقة الزهور، والمتحف الأسلامي، ومتحف الشرطة وطبعاً المسجد الوطني .

وأهم مايتميز به هذا المسجد هو لوحات مكتوب عليها بالخط اليدوي التقليدي ، وكذلك النقوش والزخارف الجميلة المستمد من المشرق ـ والتي تم تصميمها لتعكس الإبداع الإسلامي بإسلوب معاصر . كما يتمتع هذا المسجد بوجود مجموعة من المعالم الرائعة في الساحة الخاصة به مثل النافورات وأحواض المياه الرائعه.

مسجد نيغارا أو المسجد الوطني

تم تصميم هذا المسجد من قبل مهندسين ماليزين وقد بني المسجد في عام 1965م في موقع كنيسة سابق ، وتأخذ مأذنته الشكل المربع ويبلغ ارتفاعها 73 متراً، أمّا منارته فتأخذ شكل المظلة الشمسية ويبلغ ارتفاعها 245 متراً .

 

أمّا عن سر تسميته بالمسجد الوطني .. فذلك يعود إلى أن الشعب الماليزي يتكون من عده أعراق وهو مايجسده المسجد في تصميمه الخارجي حيث القبة التي تمثل بأطرافها الثلاث عشر ولايات ماليزيا ، وسقف المسجد الذي يظهر في شكل مظله تضم تحتها هذه الولايات في صورة معبرة عن تلاحم الشعب الماليزي ووحدته رغم اختلاف وتعدد أعراقه.