الأثر البيئي على المعالم الجمالية

 

     تنطوي السياحة علي إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم، فكلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشت. وتبدو للوهلة الأولي أن السياحة هي إحدى المصادر للمحافظة علي البيئة وأنها لا تسبب الإزعاج أي ليست مصدراً من مصادر التلوث، لكنه على العكس، فعلى الرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدراً رئيسياً من مصادر التلوث في البيئة والتي تكون من صنع الإنسان أيضاً، فلابد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبينها وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية التي هي في الأساس تقوم عليها.

      هناك علاقة بين البيئة والسياحة تظهر أهميتها من خلال كون البيئة الأساس الذي يرتكز عليه النشاط السياحي  وعلى الخصوص البيئة النظيفة التي تعدّ الضمان لسياحة مستدامة ، إذ إن تنمية الموارد البيئية يؤدي إلى استمرار ونمو النشاط السياحي .فضلاً عن البيئة من أهم العوامل المؤثرة على الاستثمار السياحي في المستقبل .

     ومن هنا نجد التلازم بين السياحة والبيئة والتي صنف الباحثين هذه الملازمة بما أطلقوا عليه السياحة البيئية التي لها أهمية خاصة اكتسبتها من كونها تعمل على تحقيق مجموعة متكاملة من الأهداف. لذا ترتكز أهمية السياحة والبيئة في علاقتها الوطيدة في آثارها الآيجابية على البيئة، من خلال المحافظة على التوازن البيئي وحماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث. ووضع ضوابط الترشيد السلوكي في استهلاك المواد أو في استعمالها، أو استخراجها بما يحافظ على الصحة والسلامة العامة وتجدد الموارد وعدم هدرها أو فقدها أو ضياعها وفي نفس الوقت تحقيق أعلى قدر من المحافظة على الطاقة وسلامة المجتمع وحيويته وفاعليته. فضلاً عن توفر الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر بمنع الضوضاء والانبعاثات الغازية التي تؤثر على كفاءة الانسان حيث تقترب به إلى الفطرة الطبيعية والحياة البسيطة الغير معقدة.

   نعم … تعدّ أماكن ممارسة السياحة البيئية من أكثر الموارد ندرة في العالم ما يؤدي الى الاستفادة من عنصر الندرة في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق العوائد والارباح، فضلاً عن توفير فرص العمل والتوظيف للعاطلين. فهي تساهم في إيجاد المجتمعات الجديدة نتيجة التوسع والاستثمار السياحي وإعادة توزيع السكان بشكل أفضل. وتعمل السياحة البيئية على تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع ونقل المجتمعات المنعزلة إلى مجتمعات منفتحة، إذ تعمل على إبقاء المجتمع في حالة عمل دائم والتقليل من المخاطر الموسمية وما ينشأ عنها من قلق واضطراب إجتماعي. فضلاً عن نشر المعرفة وزيادة تأثير المعرفة على تطوير وتقديم البرامج السياحية البيئية ونشر الثقافة المحافظة على البيئة والمحافظة على الموروث والتراث الثقافي الإنساني، وثقافة الحضارة والمواقع التاريخية، وصناعة الأحداث والمناسبات الثقافية والعمل على الاستفادة من الثقافة المحلية مثل الفنون الجميلة والآداب والفلوكلور وسياحة الندوات واللقاءات الثقافية. فهي تساهم فيالحفاظ على التقاليد والعادات الموروثة للمجتمعات والتي تؤدي إلى ازدياد إقبال السياح على تلك المجتمعات للتعرف على تقاليدها وعاداتها.

    وتعمل البيئة كذلك على توفر الحياة الجميلة للإنسان حيث تقدم له العلاج من القلق والتوتر وتوفر له الراحة والانسجام واستعادة الحيوية والنشاط والتوازن العقلي والعاطفي وصفاء النفس وعلاج أمراض العصر من جهة، ومن جهة أخرى تشجع على إعادة بعث وترميم الآثار القديمة والكنوز التاريخية، وتقدم سبباً كافياً لإنشاء المتاحف والعناية بعرض قطع التراث القديم. وتحسين وتطوير المزارات السياحية وصيانتها وترميمها كالمراقد والمساجد والمقامات وغيرها وعرضها ضمن المنتج السياحي للمقصد السياحي .

 

ومن هنا فإن الاختيار الأفضل للأنماط السياحية التي تتناسب وطبيعة المجتمع وكذلك التصميمات المعمارية الملائمة والتي تعكس ثقافة المجتمع وأصالته .