أصفهان نصف الدنيا

 

أصفهان مدينة إيرانية ، بين طهران و شيراز، في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبا. وتحتضن هذه المدينة الساحرة بجمالها وخضرتها السياح على مدار العام لطبيعتها الخلابة على طول مساحتها الشاسعة.

       بالعودة لتاريخ هذه المدينة التاريخية نجد أنها ظلت عاصمة لإيران لفترة طويلة إبان حكم الصفويين، فقد حازت المدينة أهمية وصارت من المدن الكبرى في عهد الشاه عباس الكبير الذي اتخذها عاصمة له. وقد عرفت هذه المدينة منذ القديم بهذا الوصف “أصفهان نصف الدنيا”. ويقدر تعداد سكانها اليوم بنحو مليون نسمة. وأصفهان من بين المدن الإيرانية التي تعد الأكثر ثراء في التاريخ والعمارة.

    تضم أراضي اصفهان العديد من القصور العملاقة التي تحكي تراث وآثار وتاريخ الماضي العريق ، مثل:

قصر علي قابو

     يقع غرب ميدان نقشي جاهان ويعود هذا المبنى إلى العصر الصفوي، كان الغرض من بنائه استقبال السفراء والرسل من الدول الأجنبية، ويتكون القصر من ستة طوابق تحوي العديد من الشرف، وتعد الزخارف الجصية واللوحات الموجودة في هذا القصر من الأشياء التي تبعث على الدهشة. ويجد الزائر لقصر علي قابو الكثير من الزخارف والنقوش والرسوم المنحوتة على الجدران والسقوف.

قصر هاشت بهيشت

      يقع بالقرب من طريق شهار باغ في مقابل طريق شيخ باهاي الحالي، وقد تم تشييده في القرن السادس عشر إبان حكم الشاه سليمان الثاني وتعد الأسقف المحلاة بالرسوم والمشغولات واللوحات الحائطية من الأشياء التي تجعل هذا القصر جديرا بالزيارة.

القصر الملكي

     يقع في الجنوب الشرقي من الميدان الواقع في وسط أصفهان والذي كان يطلق عليه من قبل “ميداني شاه” ويعني الاسم البوابة الكبيرة، وقد كان الغرض من مدخله الباهر أن يكون رمزا يعكس سلطان ملوك الصفويين الذين حكموا البلاد كما تبين ذلك اللافتات المعلقة بالشرفة، وقد ظل هذا الإبهار موجودا حتى الوقت الحاضر. وقد تغير اسم الميدان إلى “ميداني إمام”. وتمثل الشرفة مكانا نموذجيا يمكن من خلاله مشاهدة مسابقات رياضة البولو التي كانت تقام في الميدان. وكانت تلك الشرفة محلاة بأشكال الطلاء على الجص الخارجي في الجزء الخلفي منها والزخارف الشجرية المتطاولة في السقف. أما الأعمدة كتلك القائمة في “شيهل سوتون” فقد كانت مغلفة بالمرايا الزجاجية بحيث تعطي منظر سقف طاف في الهواء، وقد اتخذت الأعمدة من نفس نوع الأشجار الذي اتخذت منه أعمدة “شيهل سوتون”. ولم تحظ الطوابق السفلية بنفس ذلك القدر من الروعة والبهاء بل قد اتخذت إيواء للحرس.

قصر الأربعين عموداً

    يعود تاريخه إلى عهد الملك الصفوي السابع شاه عباس الثاني وقد بني عام 1057هجري حسب الدراسات التاريخية لعلماء الآثار، وتتألف أعمدة هذا القصر من جذوع إحدى الأشجار التي طليت بطبقة رقيقة من الألواح المصبوغة، في حين زينت كل جدران القصر بالمرايا والزجاج الملون والرسوم المختلفة. ويعد هذا القصر من أجمل القصور التي بنيت في مدينة أصفهان في العصر الصفوي. وقد أخذ القصر اسمه من الأعمدة المنتشرة في الشرفة، فمنها عشرون قد صفت في ثلاث صفوف كل منها يتألف من ستة أعمدة بالإضافة إلى عمودين آخرين على جانبي المدخل، وعندما كانت تنعكس هذه الأعمدة على سطح مياه البركة يصبح عددها وكأنها أربعون عمودا.

كما يوجد في هذه المدينة الكثير من الحدائق الساحرة بروعتها وجمال تصميمها منذ عشرات السنين لدرجة أن بعضاً من هذه الحدائق يعود عمرها ل(350) سنة مثل حديقة قاعة استقبال قصر “الأربعين عمودا”، كما تزين أصفهان مزارع الفواكه والخضار المختلفة حيث خصوبة الأراضي وصلاحيتها للزراعة.

      كما تكثر بأصفهان المصانع خصوصاً مصانع المياه، وفيها كذلك عدد من الجسور التي تقطعها الأنهار ومنها جسر (وردي خان) وجسر (خاجو) اللذان تتوزع بجوارهما الجلسات للاستمتاع بمناظر المدينة الخلابة. وجسر شهرستان: الذي تم بناؤه في القرن الرابع عشر من الميلاد في شرق مدينة أصفهان، وجسر سي أو سيه بول الذى يتكون من ثلاثة وثلاثين قوسا وقد أصدر الشاه عباس الأول تكليفا ببنائه لأحد قواده عام 1010هـ / 1602 م. واسم “سي أو سيه بول” مشتق من العبارة الفارسية “سي أو سيه” التي تعني ثلاثة وثلاثين.