ألارتباطات في صناعة السياحة

ألارتباطات في صناعة السياحة

1- ارتباط السياحة بقطاعات اقتصادية متعددة

تعد السياحة من أكثر الصناعات اتساعاً في مداها تشابكاً مع قطاعات الاقتصاد بمعنى انها تتطلب منتجات الكثير من قطاعات الاقتصاد ويعمل ملايين الناس في قطاعاتها المختلفة ويوضح الجدول (3) مجالات ارتباط السياحة بالقطاعات الاقتصادية .

جدول (3) مجالات ارتباط السياحة بالقطاعات الاقتصادية

القطاع

النشاط الاقتصادي

احتياجات السياحة من النشاط القطاعي

الزراعة

الانتاج النباتي

الانتاج الحيواني

الاراضي

    خضار، فواكه، زهور، حبوب، اعشاب

    لحم، سمن، حيوانات الزينة، حليب، لبن

    البحار، الغابات، حدائق ومتنزهات، نباتات الزينة

الصناعة

صناعة خفيفة

صناعة ثقيلة

صناعات يدوية ومهن

    سلع استهلاكية، مستلزمات تشغيل، معدات خفيفة

    الات، سيارات، كهربائيات، وسائل نقل

    منتجات حرفية، اقمشة، تذكارات، سلع محلية

الخدمات

التعليم السياحي

الصحة والبيئة

الأنشطة الاجتماعية

    تخصيصات مهن، علوم سياحية

    مركز صحي، تأمين صحي، نظم ادارة بيئية

    معارض، مهرجانات، فلكلور، رياضة، حفلات

المرافق العامة

الماء

الكهرباء

المرافق الصحية

الاتصالات

    الماء الصالح للشرب وللصناعة

    الطاقة الكهربائية، الانارة التزيينية

    معالجة المياه المالحة، الصرف الصحي العام

    بريد وهاتف، وفاكس وانترنت

المال والتمويل

النظم النقدية

تشريعات الاستثمار

النظم الكمركية

    تعليمات تداول العملات، الصرافة

    الحوافز – والتسهيلات، الاجراءات للمستثمرين

    الضرائب والرسوم الكمركية

التجارة

التجارة الداخلية

التجارة الخارجية

    مركز بيع، أسواق متخصصة، أسواق عامة

    اجراءات التصدير والاستيراد، المناطق الحرة

 المصدر : العمود (1) التقرير السنوي لمنظمة السياحة الدولية، 2001، منشور على موقع المنظمة على شبكة الانترنت www . World . tourism . org . p 48

 

لهذا السبب نجد ان في بعض الاحيان يكون لدى الدول مجلس اعلى للسياحة يضم متخصصين من القطاعات المختلفة* 

 

2- ارتباط السياحة بعلاقات معقدة مع مفاهيم السفر والضيافة ووقت الفراغ

سنوضح هذا الارتباط من خلال نظرة موجزة في هذه المفاهيم لتوضيح تلك العلاقة لها مع السياحة فمصطلح السفر Travel يشير إلى النقل المكاني للناس وأنشطة الناس الذين يسافرون خارج مناطق اقامتهم لأي غرض باستثناء الانتقال اليومي من و إلى عملهم([1])،  حيث يمكن السفر لاغراض السياحة او لأغراض أُخرى مثل الهجرة او الانتقال او الاستكشاف ويمكن ان يشمل السفر كلاً من سياحة الاعمال وسياحة المؤتمرات كنوعين مميزين عن سياحة التسلية   (الصرفة) حيث ان البعض يستبعد السفر لغرض الاعمال من تعريف السياحة كونه مرتبطاً بأنشطة كسبية([2]) لذلك يكون للسفر معنى اوسع من السياحة وتطبيق اكبر منها . برغم من ان البعض يستخدم مفهوم السفر ليدل على السياحة مشترطاً فيه ان يكون مؤقتاً وغير اجباري وغير ربحي او يبحث فيه عن عمل . اما مصطلح الضيافة (Hospitality ) فهي كلمة لاتينية تعادل الكلمة الفرنسية Hotel التي اشتقت منها بمعنى المكان المخصص لأقامة الضيوف([3])، وهي تهتم بتوفير خدمات الاقامة وتوفير خدمات الطعام والشراب وطريقة معاملة العاملين في الصناعة لهم (بالترحاب واللطف والصداقة)، والاهتمام الشامل بأن يكون المسافر في حالة جيدة والايواء والطعام والشراب والاستقبال من اساسيات الضيافة وجزءاً لا يتجزأ من صناعة السياحة . اما مصطلح وقت الفراغ (Leisuri ) فهو جزء من الوقت الحر المتاح للفرد بعد انجاز عمله الاساس ومهامه الضرورية والذي ينفقه الفرد على هواه([4]).

ان الوقت الحر يتضمن الفراغ وكذلك الأنشطة الأُخرى التي نمارسها خارج العمل ويتضمن الوقت الحر كذلك الأنشطة الخاصة باشباع الحاجات الضرورية الشخصية المتعلقة بالاكل والنوم والعناية والصحة والمظهر والالتزامات الاسرية والاجتماعية([5])، ان المشكلة تكمن في التمييز بين أنشطة العمل ووقت الفراغ والأنشطة التي تؤدى بغرض البقاء على قيد الحياة مثل الطعام حيث يمكن عد الأنشطة نفسها على انها راحة وعلى انها التزامات من قبل الافراد المختلفين.

ان وقت الفراغ يرتبط بمفهوم الترويح recreation  * الذي يعني الممارسات والأنشطة او (عدم النشاط) المبذولة في اثناء وقت الفراغ بغرض الترويح الطبيعي والنفسي والروحي والذهني بعد العمل لاعداد الفرد للعمل المستقبلي  ويمكن ان تشمل أنشطة الترويح اللعب والمباريات وممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والتسلية والاسترخاء والاستمتاع وكذلك السفر والسياحة فالترويح موقف تجاه الأنشطة، ويكون النشاط ترويحاً عندما لايشتمل الشعور بالالتزام ويكون ممكناً اثناء وقت الفراغ الا انه لا يمكن عد كل أنشطة وقت الفراغ ترويحاً فزيارة الاقارب والأنشطة في الرياضة يمكن عدهما عملاً او ترويحاً بحسب نظرة الاشخاص لها، فالترويح هو نشاط اختياري بناء وممتع يحدث في اثناء وقت الفراغ وهذه اهم خصائصه([6]) فالسياحة اذن تعد احدى صيغ الترويح ولاسيما الترويحية منها فهي تشكل الجزء الأكثر معنوية في السياحة الا انها قد تشتمل أنواعاً مثل السياحة العلاجية والدينية قد لايصاحبها ترويح كما انها تشترط تغيراً مؤقتاً في مكان الاقامة والمبيت، ولا يمكن ان تحدث في اثناء وقت العمل وفيها تضمينات أكثر معنوية للاقتصاد، بينما الترويح قد يحدث وقد لايتطلب تغيراً في مكان الاقامة ويحدث في المنزل والمجتمع المحلي وتوافره الحكومة والتنظيمات الاجتماعية من دون مقابل وقد يتطلب تعلم مهارات او شراء معدات خاصة وهو في هذه الناحية يختلف عن السياحة لذلك نلحظ مما تقدم ان الضيافة ترتبط مع السياحة من ناحية توفير السلع والخدمات لها ووقت الفراغ يرتبط بها كونه الوقت الذي تحدث فيه السياحة والترويح مفهوماً للنشاط في وقت الفراغ وعادة ما يكون الترويح غرضاً رئيس للمشاركة في السياحة والسفر يكون مرادفاً للسياحة على وفق شروط خاصة . لذلك نجد ان كل هذه المفاهيم تتسم بعلاقات معقدة جداً مع بعضها ببعض .

3- ارتباط السياحة كنشاط وصناعة بالخارج :-

السياحة كما هو معروف ظاهرة اقتصادية واجتماعية متولدة عن الاسفار([7])  وهي كنشاط ترتبط بالخارج بصورة اساسية لانها ترتبط باقامة الشخص الاجنبي بشكل مؤقت ولذلك فالطلب السياحي دائماً يرتبط بمفهوم الخارج حيث يشير الدباغ([8]) بأنه لاتوجد في ادبيات السياحة تعريفاً صريحاً للطلب على السياحة الداخلية برغم من ان منظمة السياحة العالمية تصنفها إلى سياحة محلية وسياحة مغادرة وسياحة وافدة، الا ان التصنيفين الاخيرين فيها هو تعبير عن حركة السائح الدولية سواء أكان وافداً ام مغادراً . هذا الارتباط بالخارج من وجهة نظر الباحث ادى إلى ظهور ثلاثة تأثيرات اساسية هي الأُخرى مترابطة تمثل ذلك في ظهور المنظمات الدولية
 
International organization  والتي هي شكل من أشكال العلاقات الدولية وهي عامل حاسم في نمو هذه العلاقات الدولية وهي عادة ماتنشأ نتيجة لمواثيق تعقد بين الدول المؤسسة([9]) ولعل منظمة السياحة العالمية (W . T . O) المنظمة الأكثر شهرة في مجال السياحة ويتواجد مقرها في مدريد حيث تقوم بتنفيذ مسوح منتظمة للسياحة العالمية لتشجيع وقياس كل من التقدم والعقبات في طريق تقدم اشمل للسياحة كما تحاول تيسير السفر السياحي من خلال الحد او تخفيض اجراءات السفر السياحي الحكومية كما هو الحال تجاه وضع معايير متطلبات جوازات السفر والتأشيرات كما تقدم منظمة السياحة العالمية مساعدتها الفنية للدول النامية وبصفة اولية عن طريق الامم المتحدة([10]).

والثاني قضايا البيئة Inveironement حيث تبين استحالة فصل قضايا التنمية السياحية عن قضايا البيئة ولقد تبلور هذا المسار بشكل واضح ومتميز في اعقاب مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية المنعقد في مدينة ريودي جانيرو في حزيران عام 1992 وظهر مفهوم التنمية المستدامة التي تعني التنمية التي توجه او تستجيب لاحتياجات الحاضر من دون ان تعيق امكانات الاجيال القادمة في مواجهة احتياجاتهم([11]) وكان من الطبيعي ان تهتم الدول والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في المجال السياحي بقضايا البيئة حيث اكدت على ضرورة تبني الدول المهتمة بالسياحة خطوات جادة تفرض على المنشآت السياحية منها العمل بنظم الادارة البيئية المتكاملة والتي يمكن ايجاز اهم اهدافها بتحقيق الجودة للخدمة السياحية وترشيد استهلاك الموارد من دون الاخلال بجودة الخدمة والحفاظ على صحة العاملين في قطاع السياحة وتبني نظم تحليل المخاطر الصحية والتحكم فيها (Hazard Analysis for critical control points ) (نظام الهاسب (HACCP )) في خدمات المطاعم ومناطق الترفيه وحمامات السباحة مع صيانة الطبيعة في المناطق السياحية المرتبطة بالمحميات والموائل الطبيعية([12])،  والثالث تأثير العولمة Globalization  وهي تشير إلى لفظ العالمي وهي كلمة من أصل انكليزي مرتبط بالقرية مما يعني مصطلح القرية العالمية([13]) وهي كما يعبر عنها توماس فريدمان Thomas Fredman  نظام عالمي جديد وليست حالة حضارية جديدة يعيد صياغة الدول والمجتمعات والافراد والقناعات ولها صور عديدة منها العولمة الثقافية والتي تعني تعميم ثقافة ما على العالم كله بحجة ضعف ومظاهر السلبية في الثقافات الأُخرى ومنها العولمة السياسية التي تعني تراجع دور الدولة وسلطانها وفاعليتها داخلياً وخارجياً لمنظمات وهيئات دولية وشركات متعددة الجنسية ومنها العولمة الاقتصادية التي تشير إلى انضواء العالم بمختلف وحداته تحت مظلة نظام اقتصادي واحد يتمثل بحرية تبادل السلع والمنتجات والأسواق وانتقالها ورؤوس الاموال والخدمات والخبرات والتقنيات بين الدول([14]) 

ان ظاهرة العولمة برزت بسبب ظهور تكنولوجيا المعلومات والتي تمثل وسائل الكترونية بتجميع ومعالجة وتخزين ونشر المعلومات([15])  

 وهي من القضايا الحديثة التي تعكس أهمية المعلومات المعالجة الكترونياً في خدمة جوانب متعددة من المجتمع وظهور التكتلات الاقليمية وهي عبارة عن علاقة تعاقدية بين دولتين او أكثر يتعهد بموجبها الفرقاء المعنيون بالمساعدة المتبادلة([16])  مثال ذلك المجلس السياحي الاعلى
(
Tourism ciunci ) وهو تكتل يضم بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة ومقره بروكسل وسبب اخر هو اتفاقية الجاتا (GATT) وهي الاتفاقية العامة على التجارة والتعريفة الكمركية وهي معاهدة عمرها الان أكثر من 63 عاماً صممت لترويج التجارة العالمية عن طريق تقليل التعريفة الكمركية حيث بلغ عدد دولها الاعضاء أكثر من 146 دولة وظهور الشركات العالمية وهي تعني الشركات التي تكسب عن طريق العمل في أكثر من دولة واحدة مميزات تسويق وانتاج وابحاث وتطوير وتمويل في تكاليفها وسمعتها التي لاتكون متاحة للمنافسين المحليين([17]) ان هذه الاسباب مجتمعة افضت إلى ظهور العولمة وتأثيراتها في الثقافة والسياسة والاقتصاد واصبحت نظماً اساسية في العولمة فاتفاقيات منظمة التجارة العالمية دعت إلى المساواة في معاملة الخدمات المحلية والاجنبية والتقليل من التميز في تجارة الخدمات بما في ذلك السياحة كما دعت إلى تسهيل النفاذ للسوق للموردين الاجانب الذين يوافرون خدمات من قبيل تشغيل الفنادق ووكالات السفر والرحلات([18]) ان اثار العولمة في هذا المجال خطيرة على دول نامية مثل العراق كونها غير قادرة على المنافسة للدول المتقدمة في تقديم خدمات ذات جودة ونوعية متميزة بحيث لم تعتمد معايير الجودة في التعليم والتدريب السياحي لدى اغلب هذه الدول حيث تشكلت فجوة كبيرة في هذا المجال بين القيمة العالية للعرض الطبيعي والبشري المتوافر فيها والخدمات المتدنية التي تقدمها والتي لاتتناسب مع قيمة هذا المعروض كما ان تقلص دور الدولة الذي تنادي به العولمة والذي يفضي إلى مشكلات تهدد استقرار الشعوب نفسها في هذه الدول



 

 

 

 

([4]) محمد، د. محمد علي، وقت الفراغ في المجتمع الحديث، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، من دون تاريخ، ص 90 .

([5]) جاي ككاندا امبولي، كوني بوك، بيفرلي سباركس، ادارة جودة الخدمة في الضيافة والسياحة ووقت الفراغ . تعريب د. م. سرور ابراهيم، دار المريخ للنشر، السعودية، 2007، ص 37 .

* مفهوم الترويح قد يقصد به الترفيه فالمصطلحان يستعملان بصورة مترادفة على نطاق واسع

([6]) الحسن، د. احسان محمد . علم اجتماع الفراغ، دار وائل للنشر، عمان، الاردن، 2005، ص 66  .