قطارة الامام علي عليه السلام ينبوع وسط الصحراء

                                 قطارة الامام علي عليه السلام ينبوع وسط الصحراء

وهو عبارة عن ينبوع الماء الذي يسمى بـ« قطارة الإمام علي (ع) » ويقع في وسط الصحراء على بعد 28 كلم غرب كربلاء بالقرب من بحيرة الرزازة، وتقع القطارة في شق صخري عميق ينزل إليه بأكثر من سبعين درجة، ولا يزال الماء يتدفق داخل وحول القطارة، ويشرب منه الزائرون ويتبرك به الناس، وهو ماء عذب رغم أن مستوى ماء القطارة أوطأ من مستوى بحيرة الرزازة المعروفة بملوحتها.

 

ويروي المؤرخون أنه لما توجه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى صفين، لحق أصحابه عطش شديد ونفذ ما كان عندهم من الماء، فأخذوا يميناً وشمالاً يلتمسون الماء، فلم يجدوا له أثراً، فعدل بهم أمير المؤمنين عن الجادة وسار قليلاً فلاح لهم دير في وسط البرية، فسار بهم نحوه، حتى إذا صار في فنائه أمر مَن نادى ساكنه بالإطلاع إليهم، فنادوه فاطلع، فقال له أمير المؤمنين (ع): هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم ؟ فقال: هيهات، بيني وبين الماء أكثر من فرسخين، وما بالقرب مني شيء من الماء ولولا أنني أوتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشاً، فقال الإمام (ع): أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا: نعم، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أومأ إليه لعلنا ندرك الماء وبنا قوة ؟ فقال أمير المؤمنين (ع): لا حاجة لكم إلى ذلك. فلوى عنق بغلته نحو القبلة، وأشار بهم إلى مكان قريب من الدير، فقال لهم: اكشفوا الأرض في هذا المكان، فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه، فظهرت لهم صخرة ضخمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين ها هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي (أدوات الحفر)، فقال لهم: إن هذه الصخرة قائمة على الماء، فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء. فاجتهدوا في قلعها، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم، فلوى أمير المؤمنين (ع) رجله عن سرجه حتى صار على الأرض، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده، ودحى بها أذرعاً كثيرة، فلما زالت من مكانها ظهر لهم بياض الماء، فبادروا إليه فشربوا منه، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه… فقال لهم أمير المؤمنين (ع): تزودوا وارتووا، ففعلوا ذلك، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت، فأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره، فلما استوفى علم ما جرى نادى: أيها الناس أنزلوني، فاحتالوا في إنزاله، فوقف بين يدي أمير المؤمنين (ع)، فقال له: يا هذا أأنت نبيّ مرسل ؟ قال (ع): لا، قال: فملك مقرّب ؟ قال (ع): لا، قال: فمَن أنت ؟ قال (ع): أنا وصيّ رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين (ص). قال الراهب: ابسط يدك أُسلم لله تبارك وتعالى على يدك، فبسط أمير المؤمنين (ع) يده وقال له: اشهد الشهادتين. فقال الراهب: اشهد أَن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، وأشهدُ أنك وصيُّ رسول الله وأحق الناس بالأمر من بعده. فأخذ أمير المؤمنين(ع) عليه شرائط الإسلام ثم قال له: « ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟ فقال: إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلي لم يدركوا ذلك، وقد رزقنيه الله عز وجل، وإنّا نجد في كتاب من كتبنا ونأثرُ عن علمائنا، أن في هذا الصقيع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ، وأنه لابد من ولي لله يدعو إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره وبلغت الأمنية منه، فأنا اليوم مسلم على يدك ومؤمن بحقك ومولاك