الاقتصاد الرقمي في العالم العربي

الاقتصاد الرقمي في العالم العربي

 سنحاول من خلال هذا المحور إلقاء الضوء على واقع الدول العربية في مجال الاقتصاد الرقمي و نشاط التجارة الالكترونية و ذلك من خلال ما يلي

: أولا: الاقتصاد الرقمي بالدول العربية

 ومن أهم ما يلاحظ الآن أن الاقتصاد الجديد أضاف “عنصر المعلومات” إلى جانب العناصر الثلاثة التقليدية للإنتاج التي تتمثل في العمالة ورأس المال والموارد الطبيعية ، وقد برزت تقنية المعلومات كأهم عناصر التكنولوجيا الحديثة ، بحيث يتعدى تأثيرها على الإنتاجية ليصل إلى العلاقة بين الاقتصادات المتطورة وبين القطاع العام والقطاع الخاص وليتخطى الحضارات والطبقات والدول ، ولأن الثورة التقنية أصبحت عنوان الاقتصاد الجديد فان الدول العربية مطالبة بعبور هذه الثورة لتلحق بركب التقدم وعدم ترك الفجوة الرقمية بيننا وبين الغرب عرضة للاتساع والتفاقم لاسيما وان الاقتصاد الرقمي سوف يفتح آفاقا جديدة أمام المستقبل العربي . و يمكن الوقوف على واقع الاقتصاد الرقمي بالدول العربية و ذلك من خلال الاطلاع على أهم مؤشراته منها البنية التحتية اللازمة لقيامه والنهوض بالتجارة الالكترونية على وجه الخصوص وذلك بالتطرق إلى:

I.                   وضع الفجوة الرقمية في الدول العربية :

تدل الحقائق التالية على الوضع الحالي للدول العربية في الاقتصاد الرقمي: – يقدر عدد مشتركي الانترنت في الدول العربية بنحو 550 ألف مشترك منهم 29% في دولة الإمارات و18% في السعودية و12% في لبنان و10% في مصر . –

 كما يقدر عدد مستخدمي الانترنت في الدول العربية بنحو 1.9 مليون شخص بمعدل 3.5 مستخدم لكل اشتراك حيث تمثل نسبة مستخدمي الانترنت في الدول العربية نحو 0.6 % من عدد مستخدمي الانترنت في العالم الذي يبلغ 304 ملايين شخص و0.7 % من إجمالي عدد السكان في الدول العربية الذي يبلغ حوالي 273 مليون نسمة وتستأثر مصر بأكبر عدد من مستخدمي الانترنت (350 ألف مستخدم)تليها الإمارات (300 ألف) ولبنان (280 ألفا) والسعودية (175 ألفا) والكويت (125 ألفا) والأردن (100 ألف) وفق بيانات عام 1999.

 – تتمثل أعراض الفجوة الرقمية في العالم العربي في عدم وجود البنية التحتية اللازمة للاتصالات و المعلومات بشكل أساسي، فمازالت الكثافة الهاتفية في حدود السبعة خطوط لكل مائة من السكان ، علما أن هذا القطاع يستقطب . و الجدول رقم – 2- الموالي يعطي دلالة حول الفجوة الموجودة بين الدول 11 استثمارات بنحو 2 مليار دولار سنويا العربية و الدول المتقدمة

– المعلوماتية و تكنولوجيا الاتصالات في الدول العربية بالمقارنة بدول متقدمة المؤشرات في الدول المتقدمة في الدول العربية مستخدمو أجهزة الكومبيوتر 70 ٪ في الولايات المتحدة الأمريكية 50 ٪ في دول غرب أوروبا ٪ 1.2 استخدام الانترنت 57 ٪ في أمريكا الشمالية 21 ٪ في أوروبا ٪ 0.6 المشتركون في خدمات الانترنت 64 مشتركا لكل 1000 نسمة في دول منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية 2.1 مشترك لكل 100 نسمة خطوط الهاتف لكل 1000 نسمة 561خطا في دول: 109 OECD خطوط متوسط تكلفة مكالمة هاتفية دولية ل3 دقائق دولارات 5.8 دولار 2.4

وتتوزع استخدامات الانترنت على 59% لإرسال البريد الالكتروني و22% لتصفح المعلومات و13% لأغراض العمل و6 % لأغراض التجارة الالكترونية.

ويقدر حجم الإنفاق على المعلوماتية في الدول العربية بنحو 20 دولارا للفرد، كما تقدر نسبة الإنفاق على البحث والتطوير للناتج المحلي الإجمالي للدول العربية نحو 0.4 % فقط.

كما يقدر وجود 40 جهاز هاتف نقال بالمعدل لكل 1000 شخص في الدول العربية عام 1999 ، وبالنسبة لمصر يقدر عدد مشتركي جهاز الهاتف النقال (المحمول) بنحو 2.2 مليون مشترك بنسبة انتشار 3% من عدد السكان ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 10% عام 2008 مع النمو الذي يشهده قطاع الاتصالات في مصر .

ويقدر حجم التجارة الالكترونية في الدول العربية بحوالي 40 مليون دولار عام 1999 وتمثل 0.01 % من إجمالي التجارة الالكترونية العالمية وبمعدل 3.5 عملية للشخص في السنة وبقيمة 185 دولارا للعملية، وتوقع أن تنمو إلى نحو مليار دولار عام 2004.

 

وتتوزع التجارة الالكترونية في الدول العربية على البرمجيات (48%)، الكتب (28%)، أجهزة الحاسوب (26%)، الأقراص الموسيقية (11%) والهدايا (7%) والألبسة الجاهزة وتذاكر السفر (5%) ومنتجات الاستهلاك الالكترونية والرسوم (4%) والمنتجات الغذائية (1%).

وتتراوح كلفة استخدام الانترنت بالساعة ما بين 0.5 دولار إلى 3.7 دولار للساعة وتعتبر دولة الإمارات الأقل كلفة ويقارا دول مجلس التعاون الخليجي وترتفع الكلفة في لبنان والأردن وسوريا حيث بلغ حجم سوق أجهزة الحاسوب الشخصية حوالي مليون جهاز في الدول العربية عام 1999 منها 33% يباع في السعودية لوحدها تليها مصر بنسبة 28%

وقد قطعت بعض الدول العربية مثل دولة الإمارات شوطا كبيرا في الاقتصاد الرقمي جعلها تقترب من المستويات العالمية في بنية الاتصالات والمعلومات والتجارة الالكترونية وخاصة مع إطلاق مشروع مدينة دبي للانترنت، الذي 13 يعتبر مشروعا رائدا في المنطقة لاستقطاب وإطلاق شركات الاقتصاد الجديد ومشاريع حاضنات الأعمال مع إقامة مراكز متخصصة وجامعة ومعارض دائمة، وقد نجحت هذه الجهود حتى الآن في استقطاب استثمارات خاصة وأجنبية بحدود 250 مليون دولار من 160 شركة

وكذلك الحال في مصر التي تعمل لتكون مركزا متميزا لتطوير برمجيات تقنية المعلومات وتصديرها، و الأردن التي أطلقت مبادرة لتعميق استخدامات الحاسوب في التعليم وتنمية الموارد البشرية في علوم الحاسوب وتطبيقاته وتعزيز جهود البرمجة وتطبيقاا وشركات الاقتصاد الجديد.