أصل مدينة كربلاء والمراحل التاريخية التي مرتبها

 

تقديـــم :

للدور الكبير الذي تمثله مدينة كربلاء المقدسة بالنسبة لحركة السياحة الدينية في البلد ونظرالأهمية التعرف على كل ما يتعلق بالمدينة ، لذلك سيتناول هذا المبحث كلما يتعلق بأصل تسمية هذه المدينة وموقعها ومكوناتها وابرز طرق النقل المؤدية اليها .

 

اولا … تسميتها :

 

تعتبر مدينة كربلاء من المدن العراقية القديمة التي يعود تأريخها الى العهد البابلي ، وقد استطاع المؤرخون والباحثون التوصل الى معرفة لفظة (( كربلاء )) من نحـت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة (( كور بابل )) العربية ، وهي عبارة عن مجموعة قرى بابلية قديمة منها((نينوى)) التي وجدت منذ العصور الغابرة وهي الآن سلسلة تلال أثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي في الاهوار . ومنها (( الغاضرية )) وهي الاراضي المنبسطة التي كانت مزرعة لبني اسد وتقع اليوم شمال الهيابي وتعرف. بأراضي الحسينية. ثم (كربلة) بتفخيم اللام  وتقع الى شرق كربلاء وجنوبها ، ثم         (( كربلاء او عقر بابل )) وهي قرية في الشمال الغربي من الغاضرية وبأطلالها أثريات مهمة ، ثم       (( النواويس )) وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الاسلامي وتقع في اراضي ناحية الحسينية قرب نينوى . وان الاطلال الكائنة في شمال غربي كربلاء التي تعرف بـ (( كربلاء القديمة )) قد استخرج منها بعض اكباب الخزفية التي كان البابليون يدفنون موتاهم فيها(1)

 

وقد أشار ( ياقوت الحموي ) في معجمه الى معنى كربلاء لعدة احتمالات منها ، كربلاء بالمـد وهو الموضع الذي قتل فيه الحسين بن علي (ع) في طرف البرية عند الكوفة ، فأما اشتقاقه فالكربلة / خاوة في القدمين يقال جاء يمشي مكربلا في جوز ، على هذا ان تكون أرض هذا الموضع رخوة ، فسميت بذلك (2)وقد سميت ايضا (( باكائر)) وهي الاراضي المنخفضة التي تضم موضع قبر الحسين (ع)الى رواق بقعته الشريفة ، وقد حار الماء حولها في عهد المتوكل العباسي ، وكان للحائر وهده فسيحة ممدودة بسلسلة تلال ممدودة وربوات متصلة في الجهات الشمالية والغربية والجنوبية منه تشكل للناظـرين نصف دائرة مدخلها الجبهة الشرقية حيث يتوجه منها الزائر الى مثوى سيدنا العبـاس بـن علي (ع) ، اضافـة الى ما ذكرته مجلة ( العراق الجديد ) في موضوعها لمحة تاريخية عن كربلاء حيث قالت بأن أصل تفسير أسم مدينة الحسين يعود الى انه آشوري مركب من كلمتين هما (( كربا – ايلو )) ومعناهمـا قرب الاله ، ويستندون في ذلك الى احتمال لم يتأيد بعد ، بأن قوما من الآشوريين سكنوا هـذه المنطقـة بعد تخريب عاصمتهم في الشـمال (( نينوى )) واطلقوا على مستوطنهم الجديد اسم عاصمتهم السابقة لشدة تعلقهم بها ، فسـميت هذه الارض ( نينوى ) ثم عرفـت تبعا((كربا – ايلو )) اشارة الى ما وفرته لهم نينوى الجديدة من اجواء طيبة نسوا في ظلها غربتهم. (3)

 

(1)الطعمــة ، سـلمان هـادي ، تــراث كـربلاء ، مؤسـسة الاعلمـي للمطبوعـات – كـربلاء ، الطبعـة الاولـى( 1964) ص18

(2)الخليلــي، جعفــر، المـدخل الـى موسـوعة العتبـات المقدسـة ،الطبعـة الاولـى ، دار المعـارف ، بغــداد ، 1965)ص110

(3)الطعمة سلمان هادي ، تراث كربلاء مصدر سابق ص19