للمرة الأولى في التاريخ أسعار النفط الأمريكي تتراجع  إلى ما دون الصفر:

    تراجع الطلب على النفط ومشتقاته خلال الأشهر الماضية بسبب إجراءات الإغلاق في مختلف دول العالم الناتج عن تفشي وباء كورونا واضطرار الناس للبقاء في منازلهم، وتوقف العمل في العديد من المصانع واضطرار شركات النفط إلى استئجار ناقلات نفط ضخمة لتخزين النفط الخام الفائض، الذي اجبر الشركات النفطية الى ان تدفع للمشترين لنقل الخام بعيدا عن منشآتها تفاديا لدفع أموال أكثر لتخزينه، كل ذلك كان له الاثر الكبير في انخفاض سعر برميل النفط الامريكي إلى( – 37.36 دولار)، قابلة للنزول، وفي تصريح للخبير النفطي في مركز ابحاث “سي إف إر إو”  ستيوارت غليكمان ، إن صدمة انخفاض الطلب ضخمة لدرجة أنها تتخطى كل التوقعات السابقة. اما بالنسبة لتعاقدات تسليم شهر يونيو/حزيران المقبل، وصل سعر البرميل إلى 20 دولارا فقط. وتراجع خام برنت القياسي في نفس الفترة بنسبة تقترب من %9 ليصل إلى 26 دولارا. وقال غليكمان إن التراجع التاريخي في أسعار النفط يذكر الجميع بالعقبات التي تواجهها شركات النفط العالمية، محذرا من إمكانية تراجع تعاقدات شهر يونيو/ حزيران أيضا إذا استمرت حالة الإغلاق الاقتصادي في أغلب أنحاء العالم.

  ويعزى تاثر أسعار النفط العالمية خلال الأشهر الماضية الى عاملين رئيسيين هما :-

 – تراجع الطلب العالمي على النفط بسبب حالة الكساد التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي.

– الصراع الواضح والمعلن بين منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وروسيا بسبب الخلافات على حجم الإنتاج اليومي. وفي وقت مبكر من الشهر الجاري، اتفق أعضاء أوبك وحلفاؤهم أخيرا على صفقة تاريخية لتخفيض المنتج اليومي بنحو 10 % وهو ما يعد أكبر تخفيض من نوعه، رغم ذلك يرى الخبراء أنه غير كاف لتغيير الوضع الراهن.

  وجاء تهاوى أسعار النفط اليوم كنتيجة لمخاوف المستثمرين من عدم وجود أماكن لتخزين الخام إلى الدرجة التى من الممكن أن يضطر معها المنتجون الأمريكيون إلى دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.، وهوت عقود الخام الأمريكى الآجلة بنسبة 95%، اذ انخفضت الى ما دون الصفر  ويعود هذا المستوى الذى سجله الخام الأمريكى “غرب تكساس الوسيط” الأدنى فى التاريخ، وعزا خبراء هذا الهبوط لتراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس كورونا، واقتراب مستودعات النفط الأمريكية من الامتلاء، ويأتى الانهيار فى أسواق النفط وسط حالة من الركود الاقتصادى بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، والإجراءات التى تم اتخاذها لمكافحته.، ويحذر صندوق النقد الدولى من أن دخول اقتصادات العالم فى دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم فى الثلاثينيات من القرن الماضى.

 ومن تداعيات انهيار اسعار الخام الامريكي اعلنت شركة هاليبورتون الأمريكية، عملاق خدمات حقول النفط، امس الاثنين عن خسارة قدرها مليار دور في الربع الأول ومخصصات لإنخفاض القيمة 1.1 مليار دولار بينما قدمت توقعات قاتمة بشأن حقول النفط الصخري في أمريكا الشمالية بعد تراجع الأسعار جراء فيروس كورونا. 

واعلنت هاليبوتون، التي تزاول معظم انشطتها في أمريكا الشمالية، عن انخفاص الإيرادات من المنطقة بنسبة25  % إلى 2.46 مليار.

وقال الرئيس التنفيذي لهاليبورتون جيف ميلر “بالنسبة للفترة المتبقية من العام تتوقع الشركة مزيدا من التراجع للإيرادات والربحية لاسيما في أمريكا الشمالية”.

وقالت الشركة إنها ستخفض الانفاق الرأسمالي هذا العام إلى 800 مليون وستخفض التكاليف بنحو مليار دولار. واستغنت الشركة عن مئات العاملين ومنحت إجازات لبضعة آلاف، بينما أعلن فريقها التنفيذي عن خفض طوعي للأجر.

وتعرضت الشركة الى خسائر صافية بلغت 1.02 مليار دولار، أو 1.16 دولار للسهم، في الربع الأول مقارنة مع أرباح 152 مليون دولار، أو 17 سنتا للسهم قبل عام.

 

ا.م.د عادل عيسى كاظم الوزني

كلية العلوم السياحية

جامعة كربلاء

الثلاثاء 21-4-2020