نبذة  تاريخية  عن التنمية المستدامة

بحلول أواخر السبعينات وبدايـة الثمانينات ظهرت نظريات تنموية أكثر تقدما ، وكانت هذه الأخيرة تنطوي على وجهة نظر عمقا وشمولا بالنسبـة للنمو والتنمية ، حيث تم التطرق الى مسائل اجتماعية وبيئية مثل : الفقر، نضوب الموارد الطبيعية ، التلوث ، وقد بنت التوقعات العالمية بأنه إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية في النمو الديمغرافي والانماط الاستهلاكية فستزداد الضغوط بصورة كبيرة على البيئة الطبيعية تفوق قدرتها الاستيعابية ، ولعل أول فكرة لظهور الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة هو إنشاء نادي رومـا سنة 1968 ، الذي ضم عدد من العلماء والمفكرين والاقتصاديين وكذلك رجال الأعمال من مختلف انحاء  العالم ، وخلال نفس السنة انعقدت الدورة الخامسة والاربعين  المجاس الاقتصادي والاجتماعي ( الأمم المتحدة 1968 ) حيث اتخذ قرار أكد فيه الحاجة لإجراء مكثف على المستويين اللوطين والدولي، للحد من مخاطر التي تواجه البيئة ، ودعت الى عقد مؤتمر 1972 حيث مت تشكيل لجنة تحضرييه مؤلفـة من ممثليـن 27 دولة  [1]

وفي نفس السنة أصدر نادي روما تقريرا مفصلاً حول تطور المجتمع البشري وعلاقة ذلك بموارد الاقتصادية وتوقعاته ، ولعل من أهم نتائجه هو أن مسار النمو الاقتصادي في علم تسوق يحدث خلل بسبب التلوث ونضوب الموارد الطبيعية ، وتعرية التربةالخ ، وأنه إذ استمر نفي باحتياجات المستقبل وأن استنزاف الموارد المتجددة والغير متجددة يهدد الأجيال الحالية والمستقبلية [2] .

وبتاريخ 16 جوان من نفس السنة عقدت الأمم المتحدة مؤتمر بستوكهولم، بحضور 112 دولة والذي يظهر لأول مرة العلاقة  بين المجتمع والخطر البيئي والفعالية الاقتصادية [3]

[1] عماري عمار، إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها، الملتقى الدولي حول التنمية المستدامة والكفاءة الاستخدامية للموارد المتاحة، جامعة سطيف ، ابريل 2008 م ، ص  .36

[2] فروحات حدة ، استراتيجيات المؤسسات المالية في تمويل المشاريع البيئية من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، مجلة الباحث ، الجزائر ، 2009 ، ص  .125

[3] طاهر خامرة ، المسؤولية البيئة والاجتماعية ، مدخل لمساهمة المؤسسات الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة ، الجزائر،  جامعة ورقـلة ، 2007 ، ص . 25