تجفيف الاهوار

تعرضت اهوار جنوب العراق الى عمليات تجفيف استمرت لأكثر من عشر سنوات أدت الى زوال الغطاء النباتي وقلة المساحات الزراعية واختفاء الثروة السمكية وموت اغلب الحيوانات التي كانت تعيش في تلك البيئة اضافة الى استشراء التصحر وانتشار الاوبئة والامراض.

وقد تم تكثيف الانهار في محافظة ميسان من اجل انشاء سدود ترابية تتراوح اطوالها بين (6- 18) كم لكل سدة على جانبي الانهار الرئيسية التي تغذي اهوار العمارة وتم انجاز العملية تماما خلال شهر تموز من العام (1992م) واسفرت عن قطع المياه عن عشرات الروافد والجداول التي كانت تأخذ مياهها من الانهار الرئيسية متجهة نحو الاهوار لسقي الاراضي الواقعة على جانبي الانهر جنوب مدينة العمارة وحتى حافات الهور , حيث كانت تصب المتبقي من مياهها في الهور نفسه . كذلك تم انشاء سدتين ترابيتين طول كل منهما (90) كم بارتفاع (6) م سميت بنهر العز تقطعان نهايات جميع الانهار والروافد والجداول المتجهة الى هور العمارة قبيل وصولها اليه وجمع مياهها في المجرى الحاصل بينهما . انجزت العملية اواخر شهر ايلول عام (1992م) وادت الى قطع اكثر من (40) نهرا وجدولا وتحويل مسارها باتجاه الشرق الى منطقة ابو عجل ثم باتجاه الجنوب حتى ينتهي في نهر الفرات في منطقة بني منصور (غرب القرنة) مما ادى الى حرمان سكان الاراضي المعتمدة على هذه الانهر من مياه السقي والشرب وانخفاض منسوب المياه في هور العمارة التي كانت تصب فيه .  كما تم تحويل مياه نهر الفرات من مجراها ابتداء من مدينة الناصرية الى مجرى المصب العام ليصبح مبزلا لسحب مياه هور الحمار حيث يمر جنوبه وفي منطقة اخفض منه اضافة الى تحويل المجرى الطبيعي والتاريخي لنهر الفرات ابتداء من الناصرية الى القرنة الى مبزل لسحب مياه اهوار العمارة حيث يقع في منطقة منخفضة اسفل منها . اضافة الى تكثيف نهر الفرات لمنع مياهه من التسرب جنوبا نحو هور الحمار بأنشاء سدة ترابية بمحاذاة الفرات من الجهة الجنوبية (الضفة اليمنى ) بطول(145) كم وبارتفاع (6) م تقع بين المدينة والناصرية مرورا بالجبايش وأسفرت عن قطع مياه مجموعة من الانهار والروافد والجداول الاخرى التي تغذي هور الحمار . مع انشاء عدد من السداد لتجزئة الاهوار وبالتالي تسهيل عملية تحفيفهما الى الاستفادة من عدد من السداد التي كانت قد انشأت خلال الحرب العراقية الايرانية(1).