اهمية الاهوار وتكوينها (نشوء الاهوار) 

منشأ الاهوار

يمكن حصر ما قيل في منشأ الاهوار في ثلاثة اتجاهات كما رأينا ولعل اشهرها هو الذي يقول ان ميزوبوتاميا السفلى قد تكونت من انحسار مياه الخليج لمسافة (300) كم خلال (6000) عام كما المحنا , وفي هذه الحالة فأن تكون الاهوار يعود الى تنوع قاع الخليج ومقدار الترسبات وشكل الترسب وأوضاعه هي التي كانت وراء ظهور اراضي يبست لتترك منخفضات احتفظت بجزء من ماء الخليج وهي تضيف اليه دائما كميات جديدة مختلفة المنشأ : امطار , مياه , بزل , …الخ .

ومن العوامل التي ساعدت على تكون الاهوار شدة انبساط السهل الرسوبي التي جعلته يعاني في كثير من انحائه مشكلة صرف مياه الري ولا سيما الجزء الجنوبي منه الواقع شمال البصرة وكذلك انخفاض السهل عن مستوى مياه النهرين والذي عرضه لمياه الفيضانات مع صعوبة التصريف , كما يذكر عجز الانهار في السهل الرسوبي عن نقل الرواسب بشكل يسير بسبب قلة انحدار مجاريها ومما يعزز هذا الرأي قول الاخرين بأن رداءة الإطماء وظاهرة الانكباس (Subsidence)  يعملان على عرقلة الصرف وبقاء اهوار شاسعة لا تزال ماثلة حتى الان . ويذكر من اسباب تكون بعض الاهوار والمستنقعات ما تعرضت له منظومات الري على مر التاريخ في فترات اهمال بل وتخريب ايضا مما عرقل عملية التصريف ودفع بالمياه الى حيث تجمعت واستقرت كأهوار ومستنقعات .

اما الاتجاه الثاني في تعليل تكون الاهوار فهو حديث نسبيا إذ يعود الى بداية النصف الثاني من هذا القرن اذ ظهرت ابحاث تؤكد ان ارض الرافدين وبالتالي الاهوار الواقعة فيها إنما نشأت نتيجة حركات في القشرة الارضية خلال ازمنة طويلة ادت الى ظهور مناطق مرتفعة ومناطق منخفضة حيث تعرضت الاخيرة الى ان تكون احواضا لمياه متنوعة المصدر (1). ويوضح البعض انه على العكس تماما من نظرية انسحاب الخليج , فإن الخليج ثابت بل كان سابقا دون موقعه الحالي فقد اسهم في تكون الاهوار من ناحية اندفاع مياهه في القنوات والمنبسطات القريبة اما بفعل ظاهرة المد والجزر او بتأثير الزلازل التي تحدث من حين لأخر في قاع الخليج , اضافة الى فيضانات الانهار لا سيما ما يعرف بالفيضانات الربيعية التي كانت تتعرض لها مساحات شاسعة مما يلي البصرة شمالا (بلاد سومر القديمة). وأما الاتجاه الثالث فلم نجد له – لحداثته – انعكاسات واسعة حتى الان .

وعلى كل حال فإننا سواء كنا من اصحاب هذه النظرية ام تلك فإن هناك فيما يبدو قناعة عامة بأن اراضي السهل الرسوبي للرافدين لا سيما القسم الجنوبي منه مغطاة بطبقة طينية سميكة تكونت بفعل عمليات الترسيب مضافا اليه ما نقلته الرياح من الصحراء (2) .