محيط الانسان وبيئته

أ.د. صادق كمر عبود

 

يهتم الانسان ببيئته باستمرار الحياة نتيجة لتفاعله معها وفق علاقة متبادلة وثيقة الارتباط، ولذا يحكم البيئة النظام البيئي أو التوازن الإيكولوجي، وما الإنسان إلا جزء من هذا النظام المعقد الذي يتفاعل معه ويؤثر فيه عن طريق المجتمع ومن خلاله. وتهتم الكثير من بلدان العالم بالبيئة وتعتمد على مواردها لاستثمارها سياحياً لكي يتسنى لها تقويم حياتها الاقتصادية ودخلها القومي.

وتمكنت تلك الدول من استقطاب رؤوس الأموال القادرة على الاستثمار في هذا المجال وهيأت لها ظروف انشاء مشاريع ضخمة أدت الى تحقق فرص عمل كبيرة، تسببت في دورة اقتصادية كاملة أنعشت اقتصادياتها التي كانت ضعيفة. وقد اعتمدت في خلق تلك الفرص الاستثمارية على أسس البيئة التي تمتلكها، والأنظمة التي من شأنها الحفاظ على تلك البيئة وحمايتها من التلوث والعبث كونها المحيط الذي يعيش فيه الانسان.

فى مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية الذى إنعقد فى إستوكهولم عام ١٩٧٢م وضعوا تعريفا للبيئة بأنها “رصيد الموارد المادية والإجتماعية المتاحة فى وقت ما وفى مكان ما لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته”. فهي الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان، بما يضم من ظاهرات طبيعية وبشرية يتأثربها ويؤثر فيها. وبمعنى أن البيئة محيط تعيش فيه الكائنات الحية كالإنسان والحيوان والنبات، ويتكون هذا المحيط من الماء والتربة والهواء، فهو المحيط أو الوسط الذي يولد فيه الإنسان وينشأ ويعيش خلاله حتى تنتهي حياته، وتشمل بيئة الإنسان (الموقع – المساحة – المناخ – التضارس– التربة – المعادن المحيطات – السواحل – النباتات الطبيعية – الحيوانات) وهذه العوامل تعدّ مجالات البيئة الطبيعية والجيولوجية والإقتصادية والإجتماعية.

وأما المفهوم الأقرب للحقيقة العلمية، يمكن القول إن البيئة هي مجموع العوامل الطبيعية والبيولوجية والعوامل الإجتماعية والثقافية والإقتصادية التي تتجاور في التوازن، وتؤثر على الإنسان والكائنات الأخرى بطريق مباشر أو غير مباشر.