أهمية العامل الديني في النمو الحضري

يعدّ العامل الديني أحد العوامل المساعدة على النمو الحضري ونمو المدن وبالتالي أصبحت الحاجة إلى بناء وتوسيع الخدمات المتعلقة بسكان هذه المدن، ومنها الخدمات الترفيهية والسياحية ذات المغزى الديني والتي تتمثل بالسياحة الدينية، وهي السياحة التي يقوم بها الناس بزيارة بعض الأماكن للتبرك أو المقدسة للحج أو لأداء واجب ديني أو للتعرف على التراث الديني للدولة. فالسياحة الدينية ذلك النشاط السياحي الذي يقوم على انتقال السائحين من أماكن إقامتهم إلى مناطق أخرى بهدف القيام بزيارات دينية داخل وخارج الدولة لفترة من الوقت.

ويقصد بالسياحة الدينية أيضاً زيارة الإمكان الدينية المقدسة للحج وللتبرك أو للتعرف على التراث الديني لدولة ما ولكل امة ديانتها وعاداتها وتقاليدها الدينية المعمول بها والمتعارف عليها، وتعد الزيارات الدينية من الواجبات الأساسية لعدد من الأديان، فالدين الإسلامي فرض الحج وزيارة المسلمين والمسيحيين إلى بيت المقدس وكذلك زيارة المزارات والأضرحة والمشاهد الدينية للأنبياء والأولياء الصالحين والكنائس القديمة لغرض التبرك وأداء واجب ديني معين وللاطلاع على الموروثات الدينية المقدسة لمعرفة خصائص هذه الديانات التي تميز هذه الشعوب عن غيرها وللاطلاع على نمط حياتهم لإشباع رغبة المعرفة والمشاركة في الاحتفالات الدينية التي تقام فيها.

وللسياحة الدينية أهمية كبيرة كونها وسيلة التعارف بين الشعوب الذي يؤدي إلى التقارب والتلاقي وتقوية أواصر المحبة والتي تكون أساس التبادل الثقافي والتجاري والاقتصادي. واعتمادها على المورد البشري الذي يقوم بتوفير الاحتياجات من الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والعديد من الخدمات التي تقدمها السياحة الدينية، وهذا بدوره يعمل على توفير فرص عمل كثيرة للأيدي العاملة والقضاء على البطالة من خلال توظيف الإفراد في الأماكن الدينية المقدسة والمزارات.

وتعمل السياحة الدينية على انتعاش الأسواق والصناعات التقليدية, لان السائح دائما يتزود بحاجيات كتذكار أو هدية إلى من يحب من أقاربه عند عودته من السفر. ولها الأثر المهم في تكوين فرص العمل وزيادة الاستخدام لاسيّما وان السياحة الدينية تعتمد على تقديم الخدمة المباشرة, وبما إن قطاع السياحة الدينية متشابك مع القطاعات الأخرى فإن الأثر في توليد فرص العمل يمتد أبعد من القطاع السياحي. وكذلك إسهامها الفعال في رفد الدخل القومي وتعمل على ضخ العملات الصعبة وجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ إن عملية استضافة الزوار القادمين من الخارج بهدف زيارة الأماكن المقدسة يصاحبها دخول حجم كبير من العملات الأجنبية تدعم ميزان المدفوعات للدولة.

 

وتساعد أيضاً على تطوير البنى التحتية كونها تلبي حاجات ورغبات الأعداد المتزايدة من السياح مما يتطلب بالضرورة تطوير وإضافة بنى تحتية جديدة. فضلاً عن إنها تدر موارداً على المواقع الدينية والمناطق المحيطة بها ما تبعث على الحياة والثقة وترسخ إيمانها بمعتقداتها وقدراتها الذاتية.