تؤدي العوامل الدينية دورا مهمآ في زيارة سكان المدن معظم المدن التي من خلال المراقد والعتبات المقدسة، إذ تعلم بأن معظم المدن التي نمت وتطورت كانت بسبب المراقد الدينية. لذا تهتم معظم الدول ذات العرض السياحي الدينية وذلك لأثرها الاجتماعي والنفسي والاقتصادي في آن واحد. تختلف السياحة الدينية عن غيرها من الأنماط السياحية لما يتمثل الطلب عليها من استجابة للطلب الروحي والوازع الديني الذي يدفع عدداً كبيراً من الناس لزيارة تلك المشاهد المقدسة، وكذلك تمتاز السياحة الدينية بتكرار الزيارة من قبل زوار المشاهد المقدسة، إذ أن الزائر لا يصل إلى حد الإشباع من زيارة تلك المشاهد وبالتالي فإن السياحة الدينية هي سياحة مستديمة على طول أيام السنة سواء أكان هناك مناسبة دينية أم لم تكن، فهي تستطيع جذب أعداد كبيرة جداً من الزوار. وتهتم معظم الدول ذات العرض السياحي الديني بالسياحة الدينية وذلك لأثرها الاجتماعي والنفسي والاقتصادي في آنٍ واحد.

      والسياحة الدينية ما هي إلا نشاطاً سياحياً الذي يقوم على انتقال السائحين من أماكن إقامتهم إلى مناطق أخرى بهدف القيام بزيارات دينية داخل وخارج الدولة لفترة من الوقت. الأمر الذي يعني إن الأساس في السياحة الدينية هو تلبية نداء الدين وإشباع العاطفة الدينية وأداء واجباتها، كما  تشمل زيارة الآثار والمعالم الدينية للتبرك بها وللاستشفاء الروحي والنفسي. أو هي: السفر من دولة إلى أخرى أو الانتقال داخل حدود دولة يعينها لزيارة الأماكن المقدسة فهي سياحة تهتم بالجانب الروحي للإنسان وكذلك هي مزيج من التأمل الديني والتراثي من أجل الدعوة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. وأما التعريف الأكثر شمولية؛ يقصد بالسياحة الدينية زيارة الإمكان الدينية المقدسة للحج وللتبرك أو للتعرف على التراث الديني لدولة ما ولكل امة ديانتها وعاداتها وتقاليدها الدينية المعمول بها والمتعارف عليها، وتعد الزيارات الدينية من الواجبات الأساسية لعدد من الأديان، فالدين الإسلامي فرض الحج وزيارة المسلمين والمسيحيين إلى بيت المقدس وكذلك زيارة المزارات والأضرحة والمشاهد الدينية للأنبياء والأولياء الصالحين والكنائس القديمة لغرض التبرك وأداء واجب ديني معين وللاطلاع على الموروثات الدينية المقدسة لمعرفة خصائص هذه الديانات التي تميز هذه الشعوب عن غيرها وللاطلاع على نمط حياتهم لإشباع رغبة المعرفة والمشاركة في الاحتفالات الدينية التي تقام فيها.