طلب مال أو مبيت أو طعام من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم إما بعاهات أو بسوء حال أو بالأطفال، بغض النظر عن عاملي الصدق والكذب؛ تلك هي ظاهرة التسول التي تكون أوضح أشكالها تواجد المتسولين على جنبات الطرقات والأماكن العامة الأخرى. وإن تجاوب الناس مع المتسولين بطريقة عفوية ما هو إلا نتاج الثقافة المجتمعية أو الثقافة الدينية أو الخجل من ردّ السائل.

    ويضطر الأطفال وتحت وطأة ظرف معين أو مجموعة من الظروف بالهروب للشارع، فينتظرهم رفاق السوء الذين يؤثرون عليهم بشكل مباشر بتصرفاتهم وميولهم، وغالباً ما حدث الانحراف والتشرد والتسول وكل ذلك بعيداً عن رعاية الأهل وتوجيههم ، وكذلك إن الأطفال الذين يهجرون قراهم باتجاه المدن بحثاً عن لقمة العيش غالباً ما يجدون أنفسهم عرضة للانحراف والتسول والتشرد نظراً لندرة فرص العمل وانعدام كفاءاتهم التعليمية ولعدم وجود المعين لهم في العمل والرعاية والتوجيه، فضلاً نشوء الطفل في أسرة مفككة منحلة خلقياً إذ يعيش الطفل في أجواء أسرية منحلة سواء سببها انحراف الأب أو الأم.

ولهذه الظاهرة أسبابها التي تعود بشكل أساسي الى :

         الفقر وسوء الوضع المعيشي

         البطالة

         الجهل

         عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة (المرض)

         النقص العقلي والجسدي

         المرض النفسي

         السكن في مناطق مكتظة بالسكان ولا تتوفر فيها الخدمات اللازمة

         المال الوفير الذي يجنيه محترفو التسول

         ضعف الرادع القانوني

         التنظيم العصابي (خطف طفل صغير وجعله يعمل متسولاً)

         الإجرام

         فقدان المعيل

         التربية الخاطئة في مرحلة الطفولة، وتعليم الأطفال على طلب الحاجة إلى الغير، وبطلب العون من كل أحد قد يحصل الأنس بالتسوّل

         توارث الظاهرة من الآباء وانتقالها إلى الأبناء

         سوء توزيع الثروات داخل المجتمع

وتختلف أوضاع وطرق وأساليب عملية التسول باختلاف المجتمعات في العالم :

       في الهند : هناك مدينة للمتسولين، لها قوانينها وشريعتها وطريقة العيش فيها.

       في الصين : يدخل المتسولون أقفاصاً خاصة لهم ويضعون وعاء النقود أمام القفص لجمع الصدقات، والمتسول المخالف يتعرض الى عقوبة قانونية وقد ينفى من مدينته.

       في البلاد الشرقية والمسلمة منها : يختار المتسولون أماكن العبادة والجوامع والأضرحة مكان لممارسة عملهم.

      في الدول الغربية: تجد المتسولين في أنفاق المترو وقرب الساحات العامة والمتاحف يمارسون عملهم بطريقة أخرى من خلال العزف والغناء أو ربما الرسم.

كما وأن هناك أنماط مختلفة أيضاً لظاهرة التسول:

ü     النمط التقليدي للمتسولين من الذين يدعون ويمثلون أنهم لديهم عاهات أو من أصحاب العاهات فعلاً الذين يقفون على النواصي أو الكباري أو في الطرق العامة يمدون أيديهم طلباً للنقود.

ü     يلجأ بعض المتسولين إلى عرض خدماتهم التي لا حاجة لها غالبا مثل مسح زجاج السيارة أثناء التوقف على الإشارات أو حمل أكياس إلى السيارة وغير ذلك.

ü     يدعون أن أموالهم قد تم سرقتها وأنهم مسافرون إلى مدينة بعيدة، وأنهم يحتاجون إلى العديد من الأموال لكي يستطيعوا السفر إلى بلدهم، وإذا مر الشخص الذي دفع النقود لهذا المتسول بعد فترة قصيرة على نفس المكان فسوف يجد نفس المتسول يطلب منه المال للسبب نفسه.

ü     متسولون يدّعون المرض لأنفسهم أو لأحد من أقاربهم، وفي الغالب يكون معهم شهادة مزورة مختومة بختم غير واضح، وكتابة في الغالب غير واضحة تبين أنه (أو أنها) أو أحد ذويهم مريض، وهؤلاء تجدهم في عدة أماكن، ويوجد عندهم مكبرات الصوت يتحدثون من خلالها عن أحوال المرض والعمليات الجراحية التي يحتاجونها هم أو ذويهم، ولزوم الحبكة تجد شخص مستلقي على ظهره أو جالس على كرس ذوي الاحتياجات الخاصة مدعي المرض الشديد. متسولون يدّعون أنهم بحاجة لصرف العلاج ومعهم الوصفة الطبية يريدون صرف الدواء، وإذا قلت لهم أني طبيب وأروني الوصفة الطبية، أو قلت أني صيدلي وسوف أصرف الوصفة الطبية ففي الغالب سوف يرفضون.

ü     متسول يطلب منك أن تعطيه المال وإذا رفضت فانك سوف تواجه سيلاً من الشتائم والسب أو بعض الاحيان الرمي بالحجارة، ما يدفع المارة الى إعطاء هذا المتسول المال ليتخلصوا من تبعات رفضهم اعطاءه وتلافيه.

ü     متسول يطرق الباب أو يجوب الشارع في طلب الطعام لكونه جائعاً أو البعض يطلب مواد غذائية كالرز أو الطحين أو غيرها، أما الان فان كلمة جائع تعني أريد ثمن الطعام ولا أريد أن تعطيني طعاماً.