هناك علاقة متبادلة بين جميع الكائنات الحية والعوامل البيئية المحيطة بها بدون تدخل خارجي توازناً بيئياً وتنظيماً ذاتياً للعلاقة المتبادلة بين الطبيعة والحياة، بواسطة العلاقات البايلوجية كالكاربون والنيتروجين والأوكسجين والهايدروجين، فالنباتات تحول هذه المواد غير العضوية الى مواد عضوية كمادة غذائية لها، وتعتمد الحيوانات على النباتات في تغذيتها، وتتغذى الملايين من الكائنات الحية الموجودة في التربة على المخلفات الحيوانية والنباتية، ويتغذى الإنسان ويستمد طاقته من النباتات والحيوانات والموارد الطبيعية في البيئة. إن هذا التعقيد غير المحدد للبيئة أدى الى المحافظة على توازنها الطبيعي لملايين السنين التي خلت.

    وترتبط النفايات بالدخل بقوة، إذ كلما ارتفعت مستويات الدخل ارتفعت نسبة النفايات، ويتوقع أن ينتج العالم ما يربو على (13,1) مليار طن من النفايات في عام 2050 أي ما يزيد بنسبة (20%) عن الكمية المنتجة عام 2009، ويمكن للسياسات العامة الذكية أن تقلل من تدفق النفايات المتعلقة بارتفاع مستويات المعيشة، وأن تتجنب المشاكل المستقبلية، إذ يتم استعادة (25%) فقط من كل النفايات وتدويرها، في حين يبلغ حجم السوق العالمي للنفايات من التجميع الى التدوير ما يقدر بـ(410) مليار دولار أمريكي في العالم.

    إن إختلال العلاقة بين الإنسان وبيئته التي يعيش فيها يؤدي إلى ظهور المشكلات البيئية والتي تظهر بسبب:

أ‌.       عدد السكان : إن الزيادة المستمرة في عدد السكان هي إحدى المشكلات الضخمة التي تؤرق الشعوب،  فالتزايد الآخذ في التصاعد للسكان يلتهم أية تطورات تحدث من حولنا في البيئة في مختلف المجالات سواء صناعي، غذائي، تجاري، تعليمي، اجتماعي … إلخ  .

ب‌.  إنتشار بعض العادات والخرافات : توجد علاقة وطيدة بين المعتقدات التي يؤمن بها الشخص وبين تدهور البيئة أو الإساءة إليها لأنها تؤثر بشكل ما أو بآخر على حسن إستغلاله لهذه الموارد والتي تنعكس من بعد عليه. ومن هذه العادات الخاطئة؛ المعتقدات الخاصة بالطب والعلاج، ومعتقدات خاصة بالتفاؤل والتشاؤم  .

ت‌.  العمليات الصناعية : تنطوي العمليات الصناعية في الأساس على تحويل المواد الخام والموارد الى سلع مصنعة وشبه مصنعة، ونظراً لكون عملية التحويل لا يمكن مطلقاً أن تستنفذ المدخلات الأساسية بصورة كاملة، فإنها تفرز نواتج ثانوية أما على شكل طاقة أو مادة، وهذه المواد الثانوية إن لم تستغل فإنها تتحول الى نفايات، وإذا ما جرى تفريغها في البيئة المحيطة فإنها تسبب تلوث هذه البيئة.

ث‌.  التطور التكنولوجي : يتضاعف عدد الإلكترونيات القديمة أو ما يعرف بالنفايات الإلكترونية باطّراد، إذ يتزايد عدد هذه الأجهزة الى حدّ جعل التخلّص منها مشكلة حقيقية حتى في الدول الكبرى المتطوّرة. إذ إن أطناناً من أجهزة الكومبيوتر، ومعدات الصوت والفيديو والتلفاز يحولها التطور التكنولوجي غير المسبوق، والنمط الاستهلاكي السريع سنوياً الى نفايات تلوّث بيئتنا وتهدّد سلامتنا. ففي الكثير من البلدان المتطورة، أضحت معدلات النفايات الإلكترونية كثيرة النمو، بحيث أن الأسعار الرخيصة لتلك المنتجات جعلت المستهلكين أمام واقع مفاده أن استبدال الألكترونيات بات أفضل اقتصادياً من تصليحها، وبالمقابل فإن انخفاض أسعار تلك الإلكترونيات يعني بالضرورة انخفاض مستوى الجودة وبالتالي انحسار مدة صلاحيتها. وتكمن المشكلة إذاً هي حول كيفية التخلص من الأجهزة الإلكترونية التي لم تعد صالحة أو التي لم تعد تواكب التطور التكنولوجي المطّرد، خصوصاً أن لجوء الدول المتقدمة تكنولوجياً الى تجميع الإلكترونيات المستخدمة وتصديرها الى البلدان النامية يجعل المشكلة أكبر في هذه البلدان.