إن الإرهاق الذي يسببه أسلوب الحياة اليومية والإشتياق عن طريق عشق الطبيعة، جعل الطلب على السياحة البيئية يتزايد. فظهر مصطلح السياحة البيئية منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وهو مصطلح حديث نسبياً، جاء ليعبر عن نمط جديد من أنماط الأنشطة السياحية، يتمثل بالنشاط السياحي الصديق للبيئة الذي يمارسه الإنسان محافظاً على على الميراث الفطري الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها. ويعدّ نمو السياحة البيئية أحد الإتجاهات الحديثة لتنويع أنماط السياحة، فالطبيعة الغنية بالنظم البيئية الفريدة والنادرة بدأت تأخذ قيمة إقتصادية حقيقة.

       والسياحة البيئية نوع ترفيهي وترويحي عن النفس، يوضح العلاقة التى تربط السياحة بالبيئة. أو بمعنى آخر؛ كيف يتم توظيف البيئة من حولنا لكى تمثل نمطاً من أنماط السياحة التى يلجأ إليها الفرد للاستمتاع. فالسياحة البيئية ما هى إلا متعة طبيعية بكل شىء طبيعي يوجد من حولنا فى البيئة البرية والبحرية. وقد ورد تعريف للسياحة البيئية من قبل الصندوق العالمى للبيئة بأنه: السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعى إلى الخلل، وذلك للإستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها فى الماضى والحاضر.

      وتعني السياحة البيئية مزاولة أنشطة رشيدة غير ضارة بالبيئة مثل السير على الأقدام في واد أو ساحل بحر أو إرتياد براري ومرتفعات وغابات وضفاف أنهر بغرض البحث والدراسة أو إستكشاف مناطق نائية، ولتعميق المعرفة بالبيئات الطبيعية ومكوناتها الأحيائية وغير الأحيائية وكيفية التعامل السليم معها بعناية خاصة وبدرجة عالية من الأمانة والوعي والإحساس بخصائصها ومتطلباتها. فهناك أنواع من السياحة ترتبط بالبيئة بصورة مباشرة سواء كانت ملتصقة بالطبيعة أو بالتراث الحضاري أهمها:

       سياحة المحميات الطبيعية والتي يطلق عليها السياحة الفطرية.

       السياحة الخضراء في السهول والغابات والمنتزهات وحدائق الحيوان.

       سياحة الصيد للحيوانات البرية والطيور والأسماك.

       سياحة الغوص تحت الماء والألعاب المائية ومشاهدة الشعب المرجانية والتنزه على الشواطئ ودراسة النباتات البحرية، والرحلات الشراعية البحرية، والفنادق العائمة في البحار والخلجان.

       سياحة الصحاري حيث الهدوء والسكينة ومراقبة الطيور والحشرات والزواحف والتزلج على الرمال وسباقات الصحراء.

       سياحة السفاري والرحلات.

       تسلق الجبال.

       السياحة العلاجية، كما في العلاج الطبيعي بالرمال والأعشاب الطبية والكهوف والمغارات.

       سياحة الاستكشاف عن طريقالقيام برحلات إستكشافية.

       سياحة المنتجعات السياحية والمعسكرات الصيفية والكشفية.

       وتستثمر السياحة البيئية نتائج المحافظة على البيئة والطبيعة في قالب جديد يعطي الفرصة لدعم الدخل القومي وتنويع مصادره، مع ضمان إستمرار النظم البيئية والتنوع الأحيائي والمحافظة على جمال الطبيعة ورونقها بكامل محتوياتها من ألوان التراث الطبيعي والتاريخي، حتى تكون مصدراً لتعليم الأبناء والأحفاد وللإنتفاع بها إقتصادياً من خلال تنمية برامج إستغلال رشيدة، ولقد شهدت السنوات العشرون الماضية طفرة هائلة في صناعة السياحة رافقها أيضاً إتجاه عالمي حثيث نحو الإهتمام بالبيئة. ولما كانت البيئة الطبيعية للبلدان هي الأكثر تأثراً بصناعة السياحة فقد اطلقت منظمة الأمم المتحدة حملة عالمية لهذا الغرض واعلنت عام 2002 م عاماً للسياحة البيئية بهدف تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة إلى قطاع يحافظ على البيئة ومساند لها بعكس المفهوم الذي ساد طويلاً قبل ذلك بأن السياحة على عداء مع البيئة.