تعدّ السياحة الصحراوية مطلب إقتصادي وإستراتيجي، لما تنفرد به من خصائص إقتصادية وطبيعية تجعلها قادرة على توفير الموارد المالية والإقتصادية لدفع عجلة نمو النشاط الإقتصادي المعاصر. فهي تسهم بشكل كبير في الحد من مشكلة البطالة وزيادة تحسين مستوى الناتج الوطني من جهة، وهي من المتطلبات الأساسية للتنمية الإقتصادية والإجتماعية من جهة أخرى.

       وتتسع ظاهرة الصحاري في العالم لتشمل وبشكل خاص معظم الأراضي الواقعة حول المدارين (السرطان والجدي)، ولكنها تظهر بشكل واضح حول مدار السرطان الذي يمر في قلب الوطن العربي. ولذا تتسع مساحات الصحاري العربية والتي تعدّ الصحراء الغربية في العراق جزءاً من متصلاً بصحراء شبه الجزيرة العربية. وقد بدأت الصحراء تلفت إنتباه الرحالة الأجانب والباحثين عن المغامرات الصحراوية، في الرمال والأودية والواحات والجبال الجرداء، فظهرت أنشطة صحراوية متعددة.

     والسياحة الصحراوية، نوع من أنواع السياحة البيئية (الطبيعية) مجالها الصحراء، بما فيها من مظاهر طبيعية تتمثل بتجمعات الكثبان الرملية، والجبال الجرداء، والأودية الجافة، والواحات الطبيعية. وكذلك بما فيها من مظاهر بشرية تتمثل في إسلوب حياة وثقافة الشعوب الصحراوية المتناغمة والمنسجمة تماماً مع طبيعة الصحراء لتشكل في تفاعلها الطبيعي والبشري هذا نمطاً غريباً من أنماط الحياة المألوفة في المدن والأرياف. فأصبحت الصحراء محطة استقطاب السياح الذين يبحثون عن الهدوء والسكينة ومراقبة الطيور والحشرات والزواحف والتزلج على الرمال وسباقات الصحراء للخيل والهجن والسيارات والدراجات، فضلاً عن إقامة المهرجانات التي تعرض ثقافات وإسلوب حياة شعوب الصحراء.

     وعلى الرغم من مظاهر الجفاف للصحراء، إلا أنها تمتاز بوجود تنوع بيولوجي يتمثل بأنواع متعددة من النباتات، وكذلك الحيوانات التي تتكيف مع أجواء الصحراء.

     وتتمثل بالسياحة الصحراوية أشكالاً من السياحة، فعلى سبيل المثال سياحة السفاري عبر الصحراء، وسياحة التجوال وتتمثل بقيام جولات سيراً على الأقدام الى مناطق نائية لتأمل الطبيعة، وهناك الرياضات الصحراوية المتنوعة كالصيد والراليات والقفز المظلي والتفحيط. وتكون الإقامة في مخيمات في البر والتعايش مع الطبيعة.

    كما تشكل البيئة الصحراوية (الإيكولوجية) دافعاً للتعرف على حياة التنوع البيولوجي في الصحراء والأشكال التضاريسية الغريبة التي تصنعها التعرية الهوائية. كما يلتفت السائح الى الواحات وجمال الشروق والغروب للشمس، وإمتداد وإتساع الصحراء والكثبان الرملية، بالإضافة الى تشكيلات الصخور والمغاور والكهوف وليل الصحراء المدهش. وتعرض السياحة الصحراوية فرصاً مميزة ومنفردة للمجتمع، حيث تتيح لمختلف أفراده إمكانية الإستمتاع بفضاءات سياحية متنوعة ومفيدة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الراحة والترفيه، والتعرف على ثقافات ومعارف جديدة، وخلق نوع من التوافق الإجتماعي والثقافي عن طريق تبادل الثقافات والتقاليد والأعراف بين مختلف الشعوب.

     وقد خلفت الحضارات السالفة تاريخاً أثرياً في الصحراء، يتمثل في القصور الصحراوية والحصون والآبار والبرك والتي إنتشرت في الصحاري.