يمثل التخطيط الفندقي جزءً أساسياً في عملية التخطيط السياحي الذي يعدّ هو الآخر جزء من التخطيط العام والشامل. إذ يعتمد التخطيط السياحي على مقومات العرض السياحي المختلفة ومن ضمنها المقومات الفندقية. فعناصر الجذب السياحي الطبيعية والبشرية مهما كانت عالية القيمة تبقى دون قيمة سياحية حين لا تتوافر فيها خدمات الإيواء والطعام والشراب، ونتيجة لذلك لا يجازف الانسان في إقامة رحلة سياحية إلى تلك المناطق…. فلا يمكن أن يزدهر النشاط السياحي دون وجود القطاع الفندقي، بل ينعدم ويتلاشى النشاط بعدم وجوده إذ إنّ تنظيم الرحلة السياحية إلى مكان يخلو من أماكن الإقامة ما كانت لتنظم أساساً، كون أنّ السياح ينفرون من السعي لإقامة الرحلة. والفندق اليوم يمثل أحد مستلزمات الحضارة، فهناك علاقة بين التحضر والتطور السياحي.

    لذا يمثل التخطيط السياحي دراسة كافة الامكانيات القائمة فعلاً أو المحتمل قيامها للمنطقة واحتياجات وإمكانيات المناطق المجاورة لها للأغراض السياحية، أو هو الاستغلال الكامل للموارد الطبيعية والبشرية والمالية المتعلقة بالسياحة الى أقصى درجات المنفعة القومية. وللتخطيط السياحي آثاراً في زيادة الدخل القومي وزيادة الدخل الفردي من خلال ازدهار الحركة السياحية الدولية، والمساهمة في تطوير الأقاليم، وارتفاع معدل الاستثمارات السياحية، وتوليد فرص عمل، فضلاً عن تطوير وتدريب الموارد البشرية العاملة في الصناعة السياحية، والتفاعل والاحتكاك الاجتماعي بين مختلف أجناس السكان ومختلف الطبقات الاجتماعية، والحفاظ على المقومات الطبيعية وصيانتها، فضلاً عن صيانة المناطق الآثارية والتراثية.

    وعلى ضوء ذلك، تتمثل عناصر التخطيط السياحي بخمسة عناصر هي:

1.    التخطيط الطبيعي: بدراسة طبيعة الأرض ومصادرها وتضاريسها والعمل على تجهيز الموقع سياحياً.

2.    التخطيط الاجتماعي: دراسة المستوى المعيشي للسكان وعدد السكان والجنس والأيدي العاملة وطبيعة العمل والأجور وغيرها من العوامل الاجتماعية.

3.    التخطيط الاقتصادي: يعتمد هذا التخطيط على التخطيطين الطبيعي والاجتماعي ودراسة العلاقة مع الجوانب الزراعية والصناعية، فضلاً عن التجارة والعرض والطلب السياحي وغيرها من الجوانب الاقتصادية.

4.    التخطيط الحضري: دراسة البيئة الحضرية الحاضرة والتراث القديم والمحافظة عليه. كما يشمل الدراسات العمرانية والخدمية الحديثة وتوزيعها في المراكز الحضرية.

5.    البنية الأساسية: وهي الخدمات السياحية الأساسية، كالنقل والطرق والمرور، وخدمات الماء وخدمات الكهرباء ومصادر الطاقة.