تسعى المؤسسات الفندقية في العصر الحالي إلى إثبات وجودها، عن طريق تقديم الخدمات المتميزة والتي تفوق توقعات السياح ومتطلباتهم في أحيان كثيرة. وإنّ تقديم الأفضل، هو المفتاح الأساس الذي تدخل من خلاله هذه المؤسسات الفندقية إلى تحقيق التقدم والتميز على منافسيها في بيئة الأعمال الحالية التي تتسم بالسرعة في التغير.

      وكنشاط سياحي يسهم في تحقيق التقدم والإزدهار للبلدان من جهة، ويسهم في الدخل القومي للدول وفي ميزان مدفوعاتها من جهة أخرى، لا بدّ أن نسعى الى تعزيز هذه الجوانب عن طريق تحفيز النشاط السياحي عموماً والنشاط الفندقي على الخصوص، ويأتي ذلك من خلال إستهداف العامل النفسي في شخصية السائح، ويهمنا في هذا المجال مجموعة العناصر التي تسهم في تعزيز عنصر الإثارة في تلك الشخصية.

   عند زيارة السائح للفندق، يشكل عنصر الإنبهار عنده إنطباعاً خاصاً. وبسبب هذا الإنطباع تسعى المؤسسة الفندقية الى أن تكوّن الإنطباع الإيجابي عند الضيف عن طريق إعطاء الضيف صورة حسنة يخرج بها عند زيارته للفندق، ويتأتى ذلك بتحسين الخدمات وتقديم التسهيلات اللازمة للضيوف. وكذلك عنصر المتعة؛ إذ إن الإقامة في المؤسسات الفندقية، تولد شعوراً عند الضيف بمتعة الرحلة التي يقوم بها.

     كما أن شعور السائح بالراحة والتخلص من أعباء العمل وظروف الحياة تمثل عنصراً في تعزيز شخصية السائح وإثارة عامله النفسي تجاه المؤسسة الفندقية. وكذلك تلعب التكلفة دوراً في تعزيز تلك الشخصية؛ فالتكلفة من العناصر المحددة للنشاط السياحي لإرتباطه بالطلب السياحي، إذ إن الإيواء يمثل ما نسبته (45 %) من الإنفاق السياحي في الرحلة السياحية، فيعني ذلك إن السعر في المؤسسة الفندقية يؤدي دوراً بارزاً في إقامة الرحلة أو التخلي عن إقامتها.

    ويشكل عنصر الأمان إثارة لدى السائح، ويولد له شعوراً كبيراً بالراحة النفسية للضيوف، ما يزيد في معدلات الإقامة وارتفاع نسبة الاشغال الفندقي في حال وجود الأمان. ومعنى ذلك أن النشاط السياحي يتناسب طردياً مع السلم والأمان والعكس صحيح.