لم تعد وسائل التعليم التقليدية، وأساليبه النمطية قادرة على تحقيق أهداف العملية التعليمية في واقع تهيمن عليه سطوة التكنولوجيا المتطورة وتسوده النزعة للتجريب والتطبيق العملي، فقد حلت شاشات العرض وأنظمة الكمبيوتر وشبكات المعلومات والمعامل الحديثة المجهزة محل السبورة والطباشير.

    ويعدّ الكمبيوتر من التقنيات التعليمية الحديثة الأكثر قدرة على تقديم المعلومات بإثارة وتشويق مما يجعل عملية اكتساب المعرفة أكثر سرعة ودقة وشمولاً. ويذكر أن الكمبيوتر يتيح الفرصة لأن يقوم المتعلم بدور مشابه لمواقف الحياة الواقعية، أو يطبق فيه ما تعلمه بطريق سهلة، شيقة، اقتصادية، آمنة في موقف الخطورة، ويقلل من القلق والتهديد الذي يمر به المتعلم في مواقف الحياة الواقعية. ونظرا للدور الإيجابي والفعال للكمبيوتر في العملية التعليمية فقد استخدم في فصول الاقتصاد المنزلي بعدة طرق أهمها استخدامه كوسيط تعليمي، وكذلك مراجعة المعلومات وأيضا مساعدة المدرسة في ابتكار بعض الأشياء التي تساعد على استيعاب المادة الدراسية في الفصل.

      كما أوضحت الدراسات والبحوث السابقة أن التدريس بمساعدة برامج الكمبيوتر متعدد الوسائط قد أدى إلى تنمية اتجاهات المتعلمين نحو التعلم باستخدام الكمبيوتر، وقد يرجع ذلك إلى تعدد وتنوع الوسائل والأنشطة وأساليب التقويم، وإتاحة الفرصة لكل متعلم للوصول إلى مستوى الإتقان.                                                   

    وتؤدي الوسائل التعليمية الدور الهام في تقديم المثيرات بل تعتبر هي المثيرات الغنية التي تعمل على إثارة حواس المتعلم مما يعود بالاستجابات التي نرجوها منهم في هذه المرحلة السنية، ويعتبر الكمبيوتر من أبرز معطيات الثورة التكنولوجية في العصر الحاضر الذي يوفر الوسائل التعليمية التي تقدم المثيرات الغنية للمتعلم والتي تقوم بدور حيوي في عملية تعلمه.

    وتتعدد مجالات استخدام الكمبيوتر في العملية التعليمية، حيث يمكن استخدامه هدفا تعليميا، أو أداة، أو عاملا مساعدا في العملية التعليمية أو إدارتها. وما يهمنا في هذا المجال هو التعليم بمساعدة الكمبيوتر، ونعني بالتعليم بمساعدة الكمبيوتر، أن الكمبيوتر يمكنه تقديم دروس تعليمية مفردة إلى الطلاب مباشرة، وهنا يحدث التفاعل بين المتعلم وبرنامج الكمبيوتر لتحقيق أهداف محددة.

     ويصنف التعليم بمساعدة الكمبيوتر إلى عدد من النماذج أو الأساليب هي: أسلوب التدريب والمران، أسلوب التدريس الخصوصي، حل المشكلات، المحاكاة، والألعاب التعليمية. وتعد برامج الكمبيوتر متعددة الوسائط من الوسائل الفعالة التي تجمع بين خليط من الوسائل كالصور الثابتة والمتحركة، والنصوص المكتوبة، والخطوط البيانية، والموسيقى، وتوظف جميعا لتقديم المحتوى الدراسي بصورة متكاملة ومتفاعلة.

    أن تكنولوجيا الوسائط المتعددة جاء أساس استخدامها لمقابلة النظرة الحديثة للتعلم، على اعتبار أن الفرد كائن حي متفاعل، غايتها نموه وليس حفظ المعلومات، بل بناء الفرد للمعرفة وفق نمط معالجته لها، مما يجعل الفرد بان للمعرفة وليس مستقبلا سلبيا لها.

     ولقد أكدت بحوث تقنية الكمبيوتر (CTR) أن الإنسان يستطيع أن يتذكر 20% مما يسمعه، و30% مما يشاهده، و50% مما يشاهده ويسمعه، أما إذا سمع وشاهد وعمل بشكل متزامن فان هذه النسبة ترتفع إلى حوالي 80% مما يؤكد فعالية الوسائط المتعددة ويوضح دورها الهام والكبير في إنجاح العملية التعليمية. فأساس نجاح برامج الوسائط المتعددة وزيادة فاعليتها هو تصميمها التفاعلي، والذي يسمح للمتعلم أن يقود البرنامج بالشكل الذي يفضله ويختاره، وهذا ما يجعل هذه البرامج تبدو خاصة وقريبة من المتعلم.

     وتعد برامج الوسائط المتعددة من أكثر التقنيات التكنولوجية مناسبة لتعليم المتعلمين عامة، وتلاميذ المرحلة الإعدادية خاصة، وذلك لما تتميز به من امكانات وخصائص تلائم طبيعة هؤلاء التلاميذ وخصائصهم وتقابل احتياجاتهم واهتماماتهم.