قبل التطرق الى الاطار النظري للتنمية الاقليمية للسياحة لا بد ان نبين مفهوم التنمية باعتبارها مفهوما عاما وواسعا وعليه لا بد ان نبين ما المقصود بالتنمية دون الغور في عمق وجذور معناها اللغوي وعليه فان مفهوم التنمية هو (العملية التي تجعل المجتمع قادرا على استخدام موارده المادية والبشرية استخداما امثل لتحسين ظروف حياته المعيشية وهناك مفهوم اخر يعرف التنمية على انها عملية نقل الاقتصاد القومي من وضع التخلف الى وضع اكثر تقدما في مجالات الحياة كافة وتتضمن مستوى ضروريا من النمو الاقتصادي(الزيادة في الناتج القومي الاجمالي) ومن التغير في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي تغييرا جذريا في اساليب الانتاج القائمة وفي البناء الثقافي الملائم لها.

     لهذا فان عملية التنمية ما هي الا تغيير او تحول من وضع الى وضع اخر بصورة واعية ومنظمة ومن اكثر المفاهيم والسياسات الهادفة الى خلق التطورات والتبدلات الاقتصادية والاجتماعية كما يريدها المجتمع وقيادته السياسية.

     فالتخطيط يرسم مسار عملية التطوير والتبديل قبل البدء بها؛ فهدف التخطيط للتنمية الاقليمية للسياحة هو تحقيق الرفاه المادي وغير المادي لمجتمع الاقليم عن طريق الزيادة في استثمار وانتاج موارده السياحية لاغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان الاقليم وبوجه عام فان اهداف التنمية لا يمكن ان تقف عند تحقيق الرفاه الاقتصادي أي زيادة الدخل الفردي والقومي بل لا بد ان تسعى الى تحقيق الاهداف القومية الاخرى للاقليم ولهذا فان التنمية الاقليمية للسياحة تتناولها عدة مواضع او تشترك بها عدة علوم منها العلوم الاقتصادية أي(علم الاقتصاد والاجتماع) ضمن المنظور الاقتصادي لتنمية الاقليم سياحيا اصبحت التنمية الاقتصادية للسياحة من المفاهيم الشائعة في الدول المتقدمة اذ عدت السياحة مصدرا من مصادر التنمية الاقتصادية في زيادة الدخل القومي وهذا ناتج عن الطلب العالمي على السفر والسياحة اذ ان الايرادات السياحية تفوق احيانا على ايرادات القطاعات الاخرى في بعض دول العالم كما انها اصبحت من حوافز العمل والاستخدام وغيرها.

     أما ضمن المنظور الاجتماعي والنفسي فتظهر في الوصول للتنمية لأي بلد أو اقليم بمعدلها الامثل بالسيطرة على موارده البشرية وميول سكان الاقليم او البلد النفسية والاجتماعية بالتأكيد سيؤدي الى التنمية اذ لو احسن استغلال هذه الموارد والميول الاجتماعية والنفسية في وضع الخطط لامكن بالتالي نجاح التنمية في الاقليم بشكلها الصحيح لهذا ضمن التنمية السياحية لا بد من الاخذ بموضوع التخطيط لغرض تحديد ميول ورغبات الناس النفسية والاجتماعية خاصة في اختيار تنمية اقليم عن اقليم اخر او اختيار مشروع عن مشروع اخر وعموما فان التنمية السياحية للاقليم يجب ان تسبقها تنمية شاملة وفق خطة قومية تتضمن الصحة والتعليم والاسكان والاعلام وتتضمن تخطيطا لجميع المواقع بموجب العدالة التوزيعية ويكون التخطيط الاقليمي مرتبط بالتخطيط الحضري.