يعتبر التخطيط الاستراتيجيّ واحداً من أكثر المهارات المطلوبة لتولّي المناصب القياديّة، والقيام بالواجبات التي تفرضها طبيعة هذه المناصب ، يُعرَّف التخطيط الاستراتيجيّ على أنَّه التخطيط لمدّة طويلة، وبعيدة مع الأخذ بعين الاعتبار كافّة العوامل سواء كانت هذه العوامل داخليّة أم خارجيّة، بحيث يتمّ تحديد الأهداف، والقطاعات المختلفة المستهدفة، بالإضافة إلى الأساليب التي ستتَّبع من أجل الوصول إلى هذه الغايات. التخطيط الاستراتيجيّ يعني القدرة على رؤية موقع الشركة أو المؤسسة في المستقبل، ولا يعني نهائيّاً التنبؤ بما سيكون وضع الشركة أو المؤسسة عليه في المستقبل بناءً على متغيّرات وعوامل في الحاضر، يمكن باختصار تلخيص فكرة التخطيط الاستراتيجيّ عن طريق الإجابة على سؤال: إلى أين سنمضي؟

وللتخطيط الاستراتيجي فوائد عديدة ومتنوعة، ولعلَّ أبرز هذه الفوائد ما يلي:

1 –  يساعد التخطيط الاستراتيجي المؤسسة برمَّتها على تحديد الهدف الذي تسعى للوصول إليه، وتحديد معالم الطريق الذي ستسلكه.

2 –  يعطي القادة القدرة على التفكير الكليّ وفي كافّة العناصر بشكلٍ مترابط ، بدلاً من التركيز على ناحية دون النواحي الأخرى.

3 – يعطي القدرة للأشخاص على التنبؤ بأيّة متغيّرات قد تحصل، والتي قد يكون لها أثر سلبيّ على المسيرة والمضيّ قدماً، الأمر الذي يجعل المؤسّسة قادرة على التأقّلم مع هذه المتغيّرات الجديدة التي قد تحصل.

4 – يعطي القادة القدرة على معرفة الموارد المتاحة، والعمل، والتفوق ضمن هذه الموارد.

5 – يساعد على تقييم الموازنات بشكل فعّال وسليم.

6 – يعطي القادة القدرة على أن يكونوا أصحاب أفكار خلَّاقة، ومبادرات فعَّالة.

7 – يقدّم صورة المؤسّسة بالشكل الأمثل أمام كل من لهم ارتباطات معها.

 

 

 

 

كيف يمكن للسياحة أن تصبح قطاعاً استراتيجياً

القطاع السياحي يعتبر قطاع السياحة من القطاعات التي تجد ازدهاراً مستمراً في الحياة، حيث يعتمد على التخطيط الاستراتيجي في عمله، أي بمعنى معرفة الأحداث الخارجية والداخلية، التي تلامست مع القطاع، وذلك خلال الفترة الزمنية التي حددها، والفئات التي يريد استهدافها، مع معرفته ورسمه للرؤية المستقبلية للمؤسسة، وبعد انتهاء الفترة المحدّدة يقوم بتقييم نفسه، ومعرفة ما العوائد، وما الخسائر، حتى يستطيع التعامل مع أي تغيّرات مفاجئة، ولها علاقة بالدولة.

التخطيط الاستراتيجي وأنواع السياحة :

ساعد التخطيط الاستراتيجي على مواكبة التغيّرات، ومواجهة المنافسات الخارجية، وعندما يحدّد الشريحة التي يريدها، ولا يرى أي إقبال من قبلها على مشروعه، فإنّه يعمل على تغييراها، بشكل أكثر جاذبية للناس، وأحد القطاعات التي تحتاج إلى تخطيط استراتيجي، هو القطاع السياحي، لكون السياحة تُعتبر نشاطاً متنوعاً حسب الغاية منه، والأهم من ذلك بأنّه يدلّ على سفر الإنسان من مكان لآخر، ويوجد أنواع مختلفة للسياحة وهي:

السياحة الدينية: أي انتقال الناس إلى أماكن العبادة.

السياحة الترفيهية: والتي تهدف إلى تغيير الجو العادي.

السياحة الثقافية أو الاستكشافية: أي التعرّف على العالم المحيط بالشخص.

أهميّة القطاع السياحي

 يقوم قطاع السياحة برسم الخريطة التي سوف يعتمد عليها بالمستقبل، في مدينة معينة، وذلك بالاعتماد على خطة محدّدة الخطوات، ومحدّدة الفترة الزمنية، وتقوم بفعل ذلك عن طريق التخطيط الاستراتيجي، وتتركّز أهمية التخطيط السياحي في قدرته على توفير كافة المعلومات والمخطّطات، التي يحتاجونها، ممّا يسهّل إيجاد أسلوب إقناع سهل للآخرين، وأيضاً يعمل على ربط القطاع السياحي مع القطاعات الأخرى، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، ممّا يزيد من نسبة الأرباح من جميع النواحي، وبعد التعرّف على نقاط الضعف فيه، فإنّه يعمل على صيانتها.

 يهدف قطاع السياحة من خلال التخطيط الاستراتيجي إلى زيادة الدخل، وتحقيق التنمية، لذلك فهو لا يقتصر على الجانب الحكومي، إنّما يحتاج إلى التعاون ما بين الجهات الحكومية، والجهات الخاصة، وبالتخطيط السياحي يستطيع قطاع السياحة تطوير نشاطاته، ممّا يوحّد القرارات بين الأفراد، نتيجة عملهم المشترك، وبالنظر إلى ذلك نرى بأنّ هناك أشكال مختلفة للتنمية السياحية، ومنها المدن والقرى والمنتجعات، أي الذهاب إلى أماكن مختلفة حسب ما يُريد الوفد السياحي.

 يُعتبر قطاع السياحة من القطاعات التي تقوم بدور ريادي في التنمية، ومن مميّزات القطاع السياحي، أنّه يتّصف بالمرونة، والتكيّف مع أي متغيّر في كافة البلدان، وفي الوقت الحاضر يُعتبر قطاع السياحة من أكثر الأعمال التي تتّسم بالاتّساع والتطور، وذلك نتيجة تخطيطه، ومتابعته، ممّا يجعله أكثر سهولة في التحول إلى قطاعات أكثر تطوّراً، بالنهاية إنّ السياحة بحاجة لمعرفة عدد السياح الوافدين، والخارجين، ومعرفة قدرة استيعاب الفنادق في كل بلد، وذلك من أجل تجنّب حدوث الضغوطات، وحتى يحقق أكثر أهدافه المرجوّة.