مفاهيم وسمات السياحة

بدأت المحاولات الجدية لتحديد مفهوم علمي معين للسياحة كظاهرة لها مقوماتها الخاصة ، في الثمانينات من القرن التاسع عشر اذ تناولتها مفاهيم عديدة مثلت بمجملها اجتهادات للاهتداء الى مفهوم شامل يغطي كل جوانب هذه الظاهرة الفريدة التي نمت وتطورت عبر الزمن وتغيرت انواعها واهدافها وانماطها ودوافعها بتطور الحياة البشرية لتصبح نشاطاً يشار لأهميته المتزايدة في بلدان كثيرة .

وفيما يأتي استعراض لبعض اهم تلك المفاهيم :

اولاً : مفهوم السياحة Tourism  :

السياحة في اللغة العربية تعني التجوال في البلاد لغرض التنزه(1) او غير ذلك اذ ورد ذكرها بمعان كثيرة منها ” ان من ساح في الارض (2) فقد ذهب على وجه الارض ” كما ورد في القران الكريم ، اذ جاء في سورة التوبة (3) قوله تعالى      ” براءة من الله ورسوله الى الذين عهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر واعلموا انكم غير معجزي الله ، وان الله مخزي الكافرين ” صدق الله العظيم.

وبتقدم الزمن وتطور البشرية ابتعدت السياحة عن مفهوم الانتقال المجرد من الترفيه لتنفرد بمفاهيم وسمات خاصة بها تطورت شانها شان بقية اوجه النشاط الانساني الاخرى .

وفيما يأتي استعراض لبعض تلك المفاهيم :

  • مفهوم الالماني جوبير فرويلير عام 1905 الذي عرف السياحة على انها ظاهرة من ظواهر العصر التي تنبثق من الحاجة المتزايدة الى الراحة ، والى التغيير والانسجام والى الاحساس بجمال الطبيعة والى الشعور بالبهجة والمتعة من الاقامة في مناطق لها طبيعتها الخاصة ، وايضاً الى نمو الاتصالات ، على الاخص بين شعوب واوساط مختلفة من الجماعات الانسانية . وهي الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة سواء كانت كبيرة او متوسطة او صغيرة وثمرة تقدم وسائل النقل (4) .
  • مفهوم السويسري هو نزيكر عام 1959 الذي يرى ان السياحة هي مجموعة من العلاقات والظواهر التي تترتب على سفر واقامة مؤقتة لشخص اجنبي في مكان ما ، طالما ان هذه الاقامة لا تتحول الى اقامة دائمة ولا ترتبط بالعمل ولو مؤقتاً لهذا الاجنبي (1) .
  • مفهوم ليبير عام 1981 الذي عد السياحة ” نظاماً مفتوحاً مؤلفاً من خمسة عناصر تتفاعل مع البيئة الاوسع ، العنصر البشري ، السياح ، الاقليم المولد ، دول الطريق التي يتوقف عندها السائح خلال رحلته ، وجهة القصد ، والعنصر الاقتصادي ” (2) .
  • مفهوم ماكنتوش وزملائه عام 1994 الذي بين ان السياحة هي ” مجموعة الظواهر والعلاقات الناتجة عن اليات التفاعل بين السياح ومنشأة الاعمال والدول والمجتمعات المضيفة ، وذلك بهدف استقطاب واستضافة هؤلاء السياح والزائرين ” (3) .

ومن خلال المفاهيم تعرف السياحة ظاهرة بشرية تقوم على الانتقال المؤقت للأفراد لمدة زمنية محددة من البلدان التي يقومون فيها بشكل دائمي الى بلدان اخرى لأغراض شتى عدا الحصول الإقامة الدائمة والدخل ويترتب على هذا الانتقال تأثيرات متنوعة تأتي التأثيرات الاقتصادية في مقدمتها .

(1) عبد الله محمد فريد ، السياحة عند العرب تراث وحضارة ، ج1 ط1 ، دار مكتبة الهلال للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، 2000 ، ص29 .

(2) مقابلة ، د. خالد ، فن الدلالة السياحية ، ط1 ، دار وائل للطباعة ، عمان ، 1999 ، ص18 .

(3) القران الكريم ، سورة التوبة ، مدنية ، الاية (1) ، مطبعة هاشم الكتبي ، دمشق ، 1411هـ ، ص187.

(4) كامل ، د. محمود ، السياحة الحديثة علماً وتطبيقاً ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1975 ، ص13 .

(1) المشهداني ، خليل ابراهيم احمد ، التخطيط السياحي ، بغداد ، 1989 ، ص15 .

(2) الطائي ، حميد عبد النبي ، اصول صناعة السياحة ، ط1 ، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ، عمان ، 2001 ، ص20 .

(3) الطائي ، حميد عبد النبي ، مصدر سابق ، ص20 .