لكل نوع من انواع التخطيط مقومات اساسية تدخل في تحقيق العملية التخطيطية ونجاح الخطط بانواعها وبما ان التخطيط السياحي كسائر انواع التخطيط له موارده الاساسية(المقومات التي تدخل ضمن عملية التخطيط السياحي)اذ ان فكرة التخطيط لتنمية الاقليم سياحيا من ابرز الاتجاهات عالميا في ظهور مفهوم التخطيط المتكامل والذي يدعم وبشكل اساسي مبدء التخطيط الاقليمي الشامل للسياحة وضمن هذا النوع فقد اهتمت الجهات المعنية في اجراء الدراسات المتكاملة لجميع المقومات التي تؤثر وتتأثر في هذا المجال والتي يمكن من خلالها اجراء عملية التوازن الفعلي بين هذه الاقاليم على ضوء ما تمتلكه من مقومات تساعد في نجاح فكرة التخطيط الشامل السليم.
ان فكرة المقومات الاساسية هي بمثابة العناصر الاولية في نجاح قطاع صناعة السياحة وكأي صناعة اخرى تحتاج الى عناصر اساسية في سبيل تنميته فتلاحظ ان التنمية والتخطيط السياحي يعتمد بالدرجة الاولى على القطاعات الاخرى كالقطاع الصناعي والزراعي والتجاري وقطاع الخدمات كما تتضمن دراسات من مختلف الاختصاصات ذات العلاقة بالعلوم كالاقتصاد والجغرافية والاجتماع والزراعة وعلم التربة الا ان من الافكار الجيدة للتخطيط السياحي حماية البيئة الطبيعة وغير الطبيعية من المظاهر الحضرية الحديثة وخاصة اوقات الفراغ ومدى الاستعداد لاستهلاك الخدمات بمختلف انواعها وما لها من تاثيرات جانبية على حياة الانسان ويعد التصنيع ايضا مظهر من مظاهر الحياة الحديثة التي تؤثر في الحياة الطبيعية والبيئة المحيطة بالانسان فعملية التخطيط السياحي ما هي الا عنصر من عناصر الوقاية لعملية التلوث الناتجة من ذلك.
اذ نلاحظ ان اتصال الانسان بالطبيعة اتصالا حميما وخاصة بالمناطق المفتوحة او الشواطئ او الجزرعما هو عليه في المدن وخاصة المزدحمة اذ نلاحظ ان مستوى التلوث فيها كبيرا في حين المناطق الطبيعية والكبيرة اقل تلوثا ولهذا تقل المخاطر الصحية والاجتماعية في آن واحد ولكن يحدث احيانا ان تطور السياحة في المناطق السياحية قد تكون اكثر خطورة في انتشار مشاكل التلوث وخاصة المناطق المزدحمة بالسياح ضمن الفترات الموسمية (الذروة السياحية) لكن هذا لا يعني الاعاقة في عدم تنمية وتخطيط المناطق السياحية لان نسبة التاثير السلبي اقل بكثير عما هو عليه في المناطق السكنية هذا من جهة ومن جهة ثانية ان الاهمية الاقتصادية للسياحة باتت معروفة ولا شك فيها.
لكن عملية التخطيط السياحي تعتمد بدرجة كبيرة على ركن اساسي ومهم وهو امكانية الدولة في دعمها المادي لهذا القطاع وتنميتها لهذا فان تنمية وتخطيط المواقع السياحية هي جزء من تنمية المجتمع اذ ان درجة رفاهية المجتمع تعتمد بالدرجة الاولى على المقاييس الاجتماعية والاقتصادية والاستهلاكية وبما ان السياحة تمثل ركنا او عنصرا اساسيا له فوائده الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والاعلامية والثقافية فلا بد ان يكون هناك اهتمام منظم حول الاسس العلمية لدراسة ما يتعلق ضمن نجاح وتطوير هذا القطاع الا ان عملية التفاعل القائمة ما بين هذه المقومات او العناصر تكون المحصلة النهائية لنجاح التخطيط السياحي الشامل على كافة المستويات المكانية والزمانية. وعليه فان دراسة وتشخيص هذه المقومات الاساسية والتي هي الموارد او المواد الاولية المؤثرة في صناعة السياحة؛ دراسة علمية وفق المنظور السليم والتخصص الدقيق.