اختلف الباحثون في تحديد مفهوم الاقليم وذلك باختلاف اختصاصاتهم العلمية. فالاقليم يحتوي على عدة خصائص وصفات منها طبيعية واجتماعية واقتصادية وسكانية وادارية وهذا ما أكد عليه العالم لويس كيبل L.Keeble للاقليم: “الاقليم هو المساحة التي تتوفر فيها صفات خاصة تجعل من السهولة تحديدها وتمييزها عن باقي المناطق وهذه الصفات يمكن ان تكون اما عمرانية او اقتصادية (بما يحتويه الاقليم من موارد) أو اجتماعية”. ومن الجدير بالذكر ان كثيرا من الاقاليم تتشابه في بعض الخصائص؛ اذ ينبغي ان لا يكون هناك مناطق محددة او اقاليم مستقلة بذاتها اذ لا بد من وجود تبادل متجانس بين الاقاليم حتى يتسنى استغلال الموارد والامكانيات وعلى سبيل المثال السياحية منها الى الحد الامثل ولكن عمليات التبادل تختلف احيانا من حيث طابعها وحجمها وعليه فقد جاء العالم كلاسون Classon بوجهتي نظر في تحديد معنى الاقليم: (الاولى: شكلية) و (الثانية: وظيفية).
اذ يؤكد في وجهة نظره الاولى (الشكلية): (على تشابه الصفات اذ يقول ان الاقليم هو المنطقة الجغرافية المتشابهة في بعض الصفات المختارة لاغراض التحديد وهو ما يطلق عليه بـ(الاقليم المتجانس). أما الاقليم الوظيفي: فهو المساحة او المنطقة الجغرافية التي يؤثر فيها التماسك الوظيفي واعتماد متبادل بين اجزاء الاقليم وعلى اسس ومعايير معينة لاغراض التحديد وهذا يسمى بـ(بؤرة الاستقطاب) وهو يضم وحدات متمثلة بالمدن والقصبات والقرى وترتبط هذه الوحدات بعلاقات وظيفية فيما بينها. ويتجه (روبرت دكسنR.Dikson) اتجاها مغايرا في تحديد الاقليم فيقول:”ان كل اقليم لديه خصوصيته الفريدة التي تساهم في توضيح ملامحه مثلاً: (التربة والمناخ والمزروعات والانسان)”.
ومن خلال ذلك نستطيع ان نقول ان عملية اختيار الاقليم الامثل تعتمد على ما يمتلكه من صفات او ميزة غالبة عليه وعلى سبيل المثال امكانية اختيار الاقليم للتنمية والاغراض الصناعية لا بد ان يتميز هذا الاقليم بإحدى المقومات الاساسية للسياحة كالعناصر الطبيعية او الدينية او الاثرية اذ تعد هذه العناصر عاملا مهما في تحديد الاقليم الامثل او يمتلك احيانا عدة مقومات وعناصر ذات خصائص سياحية متماسكة فيما بينها وتشكل عنصرا جوهريا في تحديد الاقليم سياحيا فليس كل اقليم او منطقة تصلح لغرض التنمية السياحية من وجهة نظر الجدوى الاقتصادية ما لم تتوفر فيها كافة الامكانيات الطبيعية والبشرية (عناصر الجذب السياحي) حتى نستطيع عندئذ تحديد الاقليم.
وعليه فان عملية التخطيط السياحي للاقليم تعتمد بالدرجة الاولى على مجموعة مقومات أو عناصر متسلسلة ومترابطة ومتواصلة كالمقومات الطبيعية والاثرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها والتي تشكل فيما بعد هذه الحلقة المتعلقة في عملية التنمية والتخطيط الاقليمي.