الانتماء

   هو شعور بالقبول والاستحسان من قبل فرد أو جماعة، والسعي للحصول على مكانة متميزة في جماعة، أو في مجتمع ما ككل. والانتمائية في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماعي هي شعور الفرد بالاستغراق في الجماعة، أو القبول منها والعمل من أجلها. أو هو شعور الفرد بأنه عضو في جماعة معينة ينتمي إليها، ومتوحد معها، ومقبول منها، وله وضع آمن بينها، ويتبنى مجموعة من القيم التي ترتضيها تلك الجماعة.

        وعرف الانتماء بأنه حاجة الإنسان إلى الارتباط بالآخرين وتوحده معهم، ليحظى بالقبول والمكانة المتميزة في الوسط الاجتماعي. وتتمثل أوجه الانتماء في ارتباط الفرد بوطنه الذي يحيا فيه، وبمن يقيمون في هذا الوطن (أسرته، أصدقائه، جيرانه، زملائه)، والذين يمثلون أفراد مجتمعه، ثم انتمائه إلى مجموعة من الأفكار والقيم والمعايير التي تميز هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات. أو إنها حاجة إنسانية أساسية للقبول والاستحسان من الآخرين.

        ويرى بعض الباحثين أن الانتماء يقصد به: “حاجة الفرد لأن يكون عضواً في جماعة متوحداً معها، مقبولاً، ومستحسناً بينها، وأن يحس بالفخر بها والأمان فيها، ويعمل من أجل خيرها ونصرتها، ويعتز بولائه لها”. أو إن الانتماء ليس سلوكاً لذاته، وإنما هو طريق متسع للإشباع القائم على الحب الخلاق الذي يتضمن الرعاية المتبادلة. وهو يعنى الارتباط الوثيق بالشيء موضوع الانتماء، سواء كان هذا الارتباط بجماعة مباشرة أو مرجعية بهدف تقبل الآخرين والتقبل منهم، كما أن الانتماء حاجة اجتماعية، ودافع أو ميل لدى الإنسان يهدف إلى تكوين علاقات مع الآخرين.

        وذهب آخرون الى أن الانتماء هو: “انتساب الفرد إلى جماعة معينة، أو حزب معين، أو ناد معين أو وزارة معينة أو مؤسسة عمل معينة.. بمعنى كونه عضواً فيها، أو واحداً منها، له ما لأفرادها من حقوق، وعليه ما عليهم من واجبات”. أو إن الانتماء هو دافع يحفز الفرد للانضمام لجماعة معينة، وإقامة علاقات وثيقة معها تقوم على المشاركة والمقارنة الاجتماعية، وتحمل المسؤولية، ويشعر معها بالأمان والرضا عن الجماعة.

        إن الانتماء هو حاجة بشرية جوهرية إلى الارتباط بالآخرين، وتكوين علاقات قوية ومستقرة معهم. أو هو “احتياج إنساني نفسي لجماعة تشبع حاجته للحب والأمن النفسي والتقبل الاجتماعي والاستماع لآرائه وإعطائه الفرصة للتعبير عن ذاته، ومشاركته في حل صراعاته الداخلية والخارجية، وتخفيف ضغوط الحياة اليومية، ومساعدته في توفير سبل الحياة والإنجاز والرقى، مما يجعل الفرد يتوحد بالجماعة، ويبذل قصارى جهده للالتزام بمعاييرها وقواعدها، ويشعر بالأمان النفسي بينها ويهدد بالاغتراب النفسي عند الانفصال عنها، ويشعر بالفخر كلما كانت ناجحة وآمنة مستقرة”.