إنتصار ضعن الرسالة المحمدية في الزيارة الاربعينية

العشرون من صفر … يوافق مرور أربعين يوماً على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب “ع” في معركة كربلاء على يد الجيش الأموي، وقامت زينب بنت علي وعلي بن الحسين (السجاد) “ع” برفقة الايتام والأطفال إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين “ع” في الأربعين.

وتعدّ الأربعينية من أهم المناسبات الدينية، إذ تخرج مواكب العزاء في مثل هذا اليوم ويتوافد الملايين من الشيعة والأديان الأخرى من كافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين “ع”. ويقوم الملايين من الزوار بالحضور إلى كربلاء مشياً على الأقدام بأطفالهم وشيوخهم من مدن العراق البعيدة حاملين الرايات تعبيراً عن النُصرة. إذ يقطع بعضهم مئات الكيلومترات مشياً على الأقدام، في حين يقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بنصب سرادق الخدمة الحسينية لخدمة زوّار الإمام الحسين “ع”،  أو يفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم.

    وقد ورد عن بعض أئمة الشيعة قولهم أن علامات المؤمن خمسة: التختم باليمين، وتعفير الجبين، وصلوات إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

    وتقول الروايات أن أول من زار الحسين في يوم الاربعين كان الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري إذ صادف وصوله من المدينة المنورة إلى كربلاء في ذلك اليوم وهو يوم وصول ركب حرم الحسين (نسائه وايتامه) برفقة الامام علي بن الحسين زين العابدين وعمته زينب “ع”، فالتقوا هناك ونصبوا مناحة عظيمة أصبحت إحياء ذكراها من السنن المستحبة المؤكدة عند أتباع أهل البيت “ع”، وتسمى هذ الذكرى محلياً في العراق بزيارة مردّ الرؤوس (اي رجوع أو عودة الرؤوس) لأن رأس الحسين وبعض من قُتل معه من أصحابه وأهل بيته أُعيدت لدفنها مع الأجساد بعد أن أخذها جيش بني أمية إلى يزيد وطافوا بها البلدان تباهياً بالنصر.

   وما مسيرة الأربعين إلا عنوان يطلق على تظاهرة شيعية ينطلق خلالها ملايين من الشيعة باتجاه كربلاء لزيارة الامام الحسين “ع” في العشرين من صفر من كل عام إذ يتقاطر الشيعة من شتّى المدن والقرى العراقية تشاركهم في ذلك الوفود الكثيرة من أتباع مدرسة أهل البيت “ع” لأكثر من خمسين دولة.

   إن نفس المشي الى الامام الحسين “ع” له ثواب خاص يختلف عن الركوب، وهذا يشمل جميع الأوقات وكل المناسبات الخاصة بزيارة الحسين “ع”. فعن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله “ع” وهو يقول: من أتى قبر الحسين “ع” ما شياً كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحى عنه ألف سيئة ورفع له الف درجة. وفي رواية اخرى عن أبي سعيد القاضي قال: دخلت على أبي عبد الله “ع” في غريفة له وعنده مرازم فسمعت أبا عبد الله “ع” يقول: من أتى قبر الحسين “ع” ماشياً كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبه من ولد اسماعيل.

 

ثم هناك خصوصية في زيارة الاربعين فإن المشي الى كربلاء فيها يضاف الى ما سبق كونه تأسياً بعائلة الحسين “ع” التي تحملت الآلام والمتاعب حتى وصلت الى الامام الحسين “ع” في يوم الاربعين، فمحبو الحسين “ع” يتحملون المتاعب مواساة لعائلة الحسين “ع”.