أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن افتتاح سوق القطارة التاريخي في مدينة العين خلال شهر ديسمبر المقبل, والذي يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن العشرين, وتأتي إعادة افتتاحه بعد الانتهاء من عملية ترميمه وتطوير المكان المحيط به بهدف تجديده ليحتضن الحرف اليدوية والفنون التقليدية. ويعد سوق القطارة نموذجا للأسواق العربية القديمة التي كانت تنبض بالحياة, وتعد قلبا لأي مدينة فهو مركز للتبادل التجاري, ونقطة التقاء مهمة لسكان المنطقة الذين كانوا يقصدونه للتزود باحتياجاتهم الأساسية, وفي نفس الوقت التواصل الاجتماعي, وقد شهد أعمال توسعة في السبعينات.
وكانت الهيئة قد افتتحت مؤخرا مركز القطارة للفنون ضمن جهودها لتطوير واحة القطارة التاريخية لتضم مركزا يوفر مكانا لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي, وبالتالي تعزيز التواصل بين السوق والمركز في إطار البرامج والفعاليات المختلفة خاصة, وأنه تم الحفاظ على جميع جوانب البناء الأصلي للمركز بعد ترميمه بهدف تحقيق التوازن بين التراث والحداثة التي هي أحد التحديات الرئيسة للحياة الثقافية عموما.
ويتضمن برنامج افتتاح سوق القطارة باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية منها أعمال الحرف اليدوية التراثية, وعروض العيالة, وحفل للعزف على آلة العود, وعروضا حية للطرق التقليدية للبناء بالطين, وصناعة العريش بمشاركة الجمهور من مختلف الأعمار لإثراء تجربتهم في زيارة السوق ومركز الفنون.
وسيتم أيضا تنظيم محاضرات في مجال التراث الإماراتي, ومعارض لفنون الرسم, والتصوير الفوتوغرافي, وإقامة استديو تراثي إضافة إلى عدد من النشاطات الموجهة للأطفال والعائلات.
ويذكر أن السوق كان يضم في البداية 15 دكانا ثم أضاف إليها أربعة أخرى في السبعينات, ومنحت للتجار مجانا, وكانت تباع فيها المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والطحين والسكر والتمر وأنواع من البهارات والصابون وبعض المستلزمات المنزلية التي كانت تجلب من أبوظبي ودبي إلى جانب بعض المنتجات المحلية كما تضمن السوق محلات للخبازين والخياطين وحرفيين مختلفين مثل صاغة الذهب والفضة .
وكان السوق يفتح أبوابه فقط في وقت الظهيرة حتى وقت المغرب, وبعد نحو عشر سنوات أصبح يعمل على فترتين صباحية ومسائية غير أن توسع المدينة وافتتاح سوق العين في عام 1960 أثر على الحركة التجارية في سوق القطارة لسهولة المواصلات إلى سوق العين فبدأت تضعف حركة البيع تدريجيا حتى هجر التجار المكان قبل نحو خمسة عشر عاما وبقي السوق مهجورا منذ تلك الفترة.