هل سيتحول برج إيفل إلى شجرة عملاقة؟
في خطة مثيرة للخيال وللجدل في آنٍ واحد ويُمكن أن تغير كثيراً وجه باريس المعتاد، ترغب شركة فرنسية في تحويل برج إيفل إلى تحفة بيئية بشكل يجعله أشبه بحديقة رأسية أو شجرة عملاقة، في خطة تتكلف نحو مائة مليون دولار.
ويقوم التصور على وضع عباءة تتكون من 600 ألف نوع من النباتات حول الهيكل المعدني للبرج، ووضع نظام للري يتكون من 12 طن من الأنابيب المطاطية لتحويل البرج الذي يرتفع لحوالي 324 متر إلى معلم بيئي أخضر. وتقضي الخطة بزراعة النباتات في مشاتل قريبة من باريس بدايةً من يونيو 2012، ويبدأ تثبيتها حول هيكل البرج المعدني بعدها بعام، وتترك لتنمو حتى يوليو من عام 2016 وهو أقرب تاريخ يمكن بعده إزالة الغطاء النباتي المقترح للبرج.
إيفل” إلى حديقة رأسية؟
ويقف وراء الخطة المقترحة شركة “جينجر Ginger” للاستشارات الهندسية والمتخصصة في المشروعات البيئية، وترى أن البرج أو الشجرة العملاقة سيصبح رئة خضراء لباريس، وستمتص النباتات المثبتة عليه نحو 87.8 طن من ثاني أكسيد الكربون. كما تدافع عن مشروعها بوصفه رمزاً إلى التوافق بين الطبيعة والجنس البشري، في وقت يقارب فيه عدد سكان العالم تسعة مليارات نسمة بينهم سبعة مليارات يعيشون في المدن.
ويقع برج إيفل في ساحة “شامب دي مارس” قريباً من نهر السين، وصممه المهندس الفرنسي غوستاف إيفل عام 1889 بمناسبة المعرض الدولي لباريس، وكان حينها أطول مبنى في العالم، لكنه زود بهوائيات وأبراج للاتصالات، كما أضُيف إليه قبل عشر سنوات 10 الاف مصباح يضيء ويطفئ بالتبادل. ورغم الهجوم عليه حين إنشاءه واعتباره بشعاً من الناحية الفنية، إلا أنه تحول إلى أيقونة معمارية ورمز العاصمة الفرنسية، وواحد من أهم معالمها ويجذب سنوياً سبعة ملايين زائر.
ولكن لا تزال خطة تحويل أكبر معلم سياحي في العالم إلى تحفة بيئية ضخمة حلم لشركة استشارات؛ فلم توافق بلدية باريس أو الشركة التي تدير برج إيفل رسمياً على الخطة، كما يبدو أن البعض سيرفضها لأكثر من سبب فمن ناحية يراها إضاعة للمال في وقت تعاني فيه فرنسا اقتصادياً، ومن ناحية أخرى يرى البعض ومنهم سائحون أن البرج في الأساس تحفة هندسية وقيمة تاريخية، بينما للحدائق أماكن أخرى. وإلى أن يصدر قرار حاسم بشأن خطة تحويله إلى تحفة خضراء، يبقى برج إيفل “السيدة الحديدة” كما سُمي حين إنشاءه قبل أكثر من قرن من الزمان.