أ.م.د. صادق كمر عبود
إذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أن يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها وأن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد. ويُعد الإنسان من أكثر الأحياء تأثيراً على البيئة, لذلك فإن إعداده وتربيته بيئياً أمراً في غاية الأهمية. وإذا كانت القوانين التي تحكم العلاقات بين مكونات البيئة غير قابلة للتغير، فإن سلوك الإنسان يمكن تعديله بالتربية والتعليم. فإن فهم العلاقات والقوانين المنظمة للبيئة تساعدنا في التعامل مع البيئة ومشكلاتها بصورة أفضل وبذلك يمكن تجنب الكثير من المشكلات البيئية قبل وقوعها. وهناك اعتقاد خاطئ بأن القضاء على مصادر التلوث هو الأساس في النهوض بالبيئة من جديد وليس العمل على تنمية مواردها وتحسين استخدام مثل هذه الموارد (أرض – هواء – كائنات حية). ومن هنا فإن عملية الحفاظ على بيئة كربلاء وتخليصها من مظاهر التلوث، عملية جماعية تقع مسؤوليتها على عاتق المجتمع أولاً والسلطات التنفيذية ثانياً. إذ إن عملية التخطيط التي تهدف الى وضع معالجات بيئية معينة يجب أن تسير بنفس الخطى مع معالجات التلوث البصري الذي تعاني منه المدينة. وتأتي معالجة النفايات في كربلاء وفقاً لطرق المعالجة المتبعة في بلدان العالم المختلفة. ومن تلك الطرق التي تساعد على معالجة النفايات ما يأتي :
– الحرق : تقام محارق للتخلص من المخلفات الصلبة المنزلية عن طريق الحرق الكامل وتقليل حجمها، غير أن لهذه الطريقة عيوباً تكمن في: الكلفة العالية، انبعاث للكربون وأكاسيد الكبريت والنتروجين وبخار الماء وذرات الغبار، انبعاث كلوريد الهيدروجين السام الناتج عن احتراق المواد البلاستيكية والبولي فينيل. وإن أكثر عيوب المحارق وخاصة ذات الدرجات الحرارة المنخفضة (أقل من 800 درجة مئوية) هو انبعاث الأبخرة السامة ومن أهمها وأخطرها الديوكسين والذي ينتج عند حرق النفايات التي بها مركبات الكلور.
1. الطمر : هناك حجم لا بأس به من النفايات يجب أن يتم التخلص منه عن طريق تخزينه بمواقع خاصة، خاضعة لمواصفات معينة وتهندس بإمكانيات من حيث السعة والفاعلية والمراقبة والعناية بعد الإغلاق، والتنظيف عند الحاجة لذلك، وتخصيص موارد مالية لمعالجة أي خلل عرضي يحدث أثناء الاستعمال، مع الإلتزام بقواعد الصحة العامة والتشريعات المرتبطة بها.
2. إعادة التدوير : وهي من أهم أساليب إدارة التخلص من المخلفات؛ وذلك للفوائد البيئية العديدة لهذه العملية. فهي عملية إعادة تصنيع واستخدام المخلفات، سواء المنزلية أم الصناعية أم الزراعية، وذلك لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة، تتم هذه العملية عن طريق تصنيف وفصل المخلفات على أساس المواد الخام الموجودة بها ثم إعادة تصنيع كل مادة بمعزل عن الأخرى. وتتضمن عملية التدوير معالجة المخلفات بحيث يمكن استخدامها كمواد خام فى نفس العملية التى تتولد عنها أو فى عمليات أخرى. ويعدّ التدوير حالياً هو أحد أفضل البدائل لإدارة المخلفات البلدية والزراعية على حد سواء. ويتوقف تدوير المخلفات على الجدوى الاقتصادية لهذه العمليات وعلى الطلب على المنتجات المختلفة. ومن أشهر المخلفات الخاضعة لعمليات التدوير هي: الورق – الزجاج – العظام – القماش – البلاستيك – المخلفات المعدنية – المخلفات العضوية .
3. إعادة الاستخدام : يعني ذلك الاستخدام المباشر للمخلفات فى الشكل الذى تولدت عليه وفى نفس العملية التى تولدت عنها دون تعريضها لأى معالجة طبيعية أو كيميائية أو بيولوجية قد تؤثر في شكلها أو فى تكوينها. فعلى سبيل المثال، يتم فى بلدان كثيرة، خاصة الدول النامية إعادة زجاجات المشروبات الفارغة إلى المحلات والتي تتولى بدورها إعادتها إلى الشركات المنتجة لتنظيفها والتأكد من سلامتها ثم تعبئتها بمنتجاتها وطرحها فى الأسواق مرة أخرى .
4. الاسترجاع الحراري : الطريقة الآمنة للتخلص من النفايات الصلبة، والنفايات الخطرة صلبة وسائلة، ومخلفات المستشفيات، والحمأة الناتجة من الصرف الصحي والصناعي، وذلك عن طريق حرق هذه المخلفات تحت ظروف تشغيل معينة مثل درجة الحرارة ومدة الاحتراق، وذلك للتحكم في الانبعاثات ومدى مطابقتها لقوانين البيئة. وتتميز هذه الطريقة بالتخلص من (90%) من المواد الصلبة، وتحويلها إلى طاقة حرارية يمكن استغلالها في العمليات الصناعية أو توليد البخار أو الطاقة الكهربية .