بهو الأسود

 

بهو الأسود

 

بهو الأسود، (بالإسبانية: Patio de los Leones)، (بالإنجليزية: Court of the Lions) هو الفناء الرئيسي بقصر الحمراء، في غرناطة، جنوب إسبانيا، أشرف على بنائه بين العامين 1354 و1359م الملك محمد الخامس الملقب “الغني بالله” الذي حكم غرناطة مرتين 13541359م و13621391م[1] وهو جزء من قائمة التراث العالمي لليونسكو.

لمحة تاريخية

يعود بهو الأسود، إلى سلالة بنو نصر –الأحمر– [1] الذين كانوا يحكمون غرناطة بين عامي 629 – 897 هـ و 1232 – 1492م. وهو من أجمل وأشهر أجنحة قصر الحمراء.[2]

عندما أطيح بالسلطان محمد الخامس سلطان غرناطة من قبل اخوه غير الشقيق، أبو الوليد إسماعيل، اكتشف في المنفى مجموعة من التأثيرات الجمالية الجديدة التي لم تكن في عهد أسلافه،[1] فقد رأى مسجد المرابطين في القرويين التي بنيت من قبل مهندسين معماريين من الأندلس. وساعده ذلك في إثراء قصور بنو نصر في قصر الحمراء.[1]

البناء

بناء البهو عبارة عن فناء مستطيل مكشوف، طوله خمسة وثلاثون متراً، وعرضه عشرون، تحيط به من الجوانب الأربع مشرفيات أو أروقة ذات عقود، تحملها مائة وأربعة وعشرون عموداً من الرخام الأبيض [3]في نهايته العلوية أقواس وتيجان مزينة بكتابات وتوريقات محفورة بشكل منظم ورائع، وعليها أربع قباب مضلعة، تقع كل واحدة منها وسط ضلع من أضلاع المستطيل[1]

وفى وسط الفناء نافورة الأسود الشهيرة، وهى عبارة عن نافورة ماء، يحمل حوضها المرمرى المستدير الضخم، اثنا عشر أسداً، [3]اصطفت بشكل دائري تقذف بالماء من أفواهها وتنساب في قنوات، ومثلت في وقتها إنجازاً علمياً كبيراً ولا سيما في ما يتعلق بسرِّ الساعة المائية حيث تتدفق المياه من أفواه أسودها ساعة بعد ساعة وأسداً بعد أسد ولم يفهم المعماريون الاسبان في قرون لاحقة سرّها العلمي والتقني.[1] وعلى جانب الحوض نقشت قصيدة للوزير الشاعر ابن زمرك في 12 بيتا، وهي جزء من قصيدة 47 بيتا، وفيها مدح السلطان محمد الخامس ووصف النافورة والقصر. أمام كل أسد بيت منها، وهذا مطلعها[1]

تبارك من أعطى الإمام محمدا

مغانىَ زانت بالجمال المغانيا

وإلا فهذا الروض فيه بدايع

أبى الله أن يلقى لها الحسن ثانيا

وفى منتصف الناحية الجنوبية من بهو الأسود، يوجد مدخل قاعة بنى سراج، [2] وهو اسم الأسرة الغرناطية الشهيرة، التى لعبت دوراً كبيراً في حوادث غرناطة الأخيرة. وهى عبارة عن مستطيل طوله اثنا عشر متراً وعرضه ثمانية، وفوقه قبة عالية مضلعة، وفى وسطه حوض نافورة مرمرى مستدير، وفى قاعه بقع داكنة ثابتة،[1] تزعم الأسطورة أنها آثار من دماء بنى سراج، الذين دبر لهم السلطان كميناً، واستدرجهم إلى الحمراء، ودبر مقتلهم في هذه القاعة واحداً بعد الآخر.

وفى الناحية الشرقية لفناء الأسود، يوجد مدخل القاعة التى تسمى قاعة الملوك أو قاعة العدل، وبها ثلاث عقود أو حنايا، رسمت في سقف الحنية الوسطى منها، صور عشرة فرسان مسلمين، يلبسون العمائم ويجلسون على وسائد، وهيئاتهم تشع بالوقار والعزة، ويقول بعض الباحثين إن هذه هى صور ملوك غرناطة العشرة، الذين سبقوا أبى عبد الله في تولى العرش.[1]

وفى شمال فناء الأسود يقع البهو المسمى “منظرة اللندراخا”. ويوجد بين قاعة الأختين وبين منظرة اللندرخا، باب يفضى إلى ساحة مستطيلة لم تكن من أبنية الحمراء الأصلية، ولكنها أنشئت أيام الإمبراطور شرلكان.

ويتصل بهذه الساحة رواق ضيق يفضى إلى متزين الملكة، وهو عبارة عن بهو صغير منخفض، وقد أنشىء في القرن السادس عشر، ورسمت على جدرانه صور وزخارف نصرانية من طراز عصر الأحياء.

الترميم

 

استمرت عمليات الترميم 4 سنوات شارك فيها أكثر من مائتي خبير في مختلف المجالات ومن مؤسسات كثيرة، وكلفت ملايين اليوروات. وأبرز ما اكتشفه الخبراء، بعد عمليات الترميم، أن هذه الأسود ليست متشابهة تماما؛ إذ تشكل كل 4 منها مجموعة متشابهة، وكل مجموعة تختلف عن الأخرى في الهيئة العامة، وشكل الأنف والأذنين والذنب وتسريحة الفرو.[4]