الخيرالدة

 

الخيرالدة

 

الخيرالدة (بالإسبانية: La Giralda) هو برج قائم في إشبيلية، إسبانيا ، ومن أهم معالمها. كان في السابق مئذنة في المسجد الكبير من عهد الموحدين ، إلا أنه اليوم أصبح برجا للأجراس كاثدرائية إشبيلية التي أسسها الأسبان بعد نهاية حكم العرب لأشبيلية. يزورها السياح من جميع أنحاء العالم . يبلغ ارتفاع البرج 97.5 مترا، وكان عند بناءه أعلى برج في العالم. وبشكله الحالي يظهر في بناء البرج تأثير الحضارات المختلفة، بدءا من الحضارة العربية الإسلامية. تم إدراج البرج ضمن مواقع التراث العالمية في 29 ديسمبر 1928م.

تم ترميم المئذنة في عام 1984 والاحتفال بمرور 800 سنة على بنائها بتعاون بين المملكة الأسبانية والمملكة المغربية ، ووضعت في مدخلها لوحتين تذكاريتين باللغتين الأسبانية والعربية .

بني البرج في عام 1184م بأمر من الملك أبو يوسف يعقوب المنصورالموحدي خليفة الموحدين. وقد قام البرج على أنقاض عدة مبان قديمة، منها مبان رومانية، والتي استعملت كمواد إنشائية. بنيت الخيرالدة دون أدراج ولكن بمنحدرات يبلغ عددها 35 يمكن من خلالها الصعود إلى البرج. وهذه المنحدرات عريضة بشكل كان يستطيع المؤذن أن يصعد إلى أعلى البرج وهو راكب على حصانه للنداء إلى الصلاة.

كانت المنارة مغطاة بقبة كروية مصنوعة من النحاس إلا أنها سقطت عقب زلزال ضرب المنطقة عام 1365م، فقام المسيحيون باستبدال القبة بصليب وجرس. وفي القرن السادس عشر الميلادي، قام المعماري هيرنان رويز بتصميم برج ناقوس وعلى رأسه تمثال يعبر عن العقيدة المسيحية ليحول المنارة إلى برج للأجراس. وضع هذا التمثال على قمة الخيرالدة عام1568م، أربعة أمتار طولا دون قاعدته وبها يبلغ السبعة أمتار. كان يطلق على التمثال اسم جيرالدا (أي دوارة أو محددة اتجاه الريح)، ومع مرور الوقت أصبحت المنارة تعرف بهذا الاسم، أي جيرالدا، فيما أخذ التمثال اسم جيرالديللو.

ويوجد على الجزء المجدد من المنارة نحت بحجم كبير للأحرف NO8DO، وهي شعار إشبيلية الذي كان ألفونسو العاشر من قشتالة قد أعطاه لها لما استمرت بدعم حكمه خلال فترة العصيان التي هبت بالبلاد. وترمز هذا الحروف إلى الجملة الإسبانية « no me ha dejado » والتي تعني « لم تتخل عني ».

يتوج البرج من الأعلى القسم السوسني الذي يحيط بالجرس، ويوجد على كل زاوية من زواياه الأربعة باقة من السوسن مصنوعة من البرونز. كما يوجد، تحت التمثال، قبة مغطاة بالنجوم.

 

يوجد عدد من الأبراج المشابهة لهذا البرج في العالم، كما كان يوجد نموذجان بالحجم الكامل منه في أمريكا، ما زال أحدهما قائما. وفي مراكش يوجد مسجد الكتبية والذي كان بمثابة الأصل الذي بني على نمطه أبراج أخرى مشابهة من ضمنها الخيرالدة. وقد تم حديثا بناء مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء على نفس النمط أيضا.