عباس بن فرناس

عباس بن فرناس

 

أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني هو عالم موسوعي مسلم أندلسي.[1][2] ولد في رندة بإسبانيا، في زمن الدولة الأموية في الأندلس، واشتهر بمحاولته الطيران.[3][4] إضافة إلى كونه شاعرًا وموسيقيًا وعالمًا في الرياضيات والفلك والكيمياء.

عُرف ابن عباس في الغرب باللاتينية باسم: Armen Firman [5]، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أنهما شخصان مختلفان.[6][3]

حياته

ولد عباس بن فرناس بن ورداس في تاكُرنّا من أعمال رندة، لأسرة أصولها من الأمازيغ من موالي بني أمية[7] ثم نشأ في قرطبة ودرس بها، وبرع في الفلسفة والكيمياء والفلك. وعاصر الأمراء الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن وحفيده محمد،[8] وكان منهم مقربًا ومن شعراء البلاط، حتى أن عبد الرحمن بن الحكم اتخذه معلمًا له لعلم الفلك.[9] وكانوا يطلقون عليه لقب “حكيم الأندلس“.[10] كما كان شاعرًا لبيبًا، استطاع فك كتاب العروض للفراهيدي.[11] إضافة إلى براعته في فن الموسيقى وضرب العود[12]

بعد أن ذاع صيت ابن فرناس باختراعاته التي سبقت عصره، اتهم ابن فرناس بالكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته لما كان في الاتهامات من مبالغات وجهل.[13] وقد توفي عباس ابن فرناس في أواخر عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن.

أعماله

صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم “الميقاتة”، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة،[11] كما صنع نظارات طبية، إضافة إلى ذات الحلق[14] التي تتكون من سلسلة من الحلقات تمثل محاكاة لحركة الكواكب والنجوم، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس عوضًا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها.[3][4] وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.[15][16]

في منزله، بنى ابن فرناس غرفة نموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق،[11] التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع بندول الإيقاع.[4]

أما أعظم إنجازاته، فهي استخدامه جناحين في محاولة منه للطيران، بالقرب من قصر الرُصافة، والتي تحدث عنها المقري،[17] ليسبق ابن فرناس بذلك محاولة إلمر المالمسبوريللطيران بطائرة شراعية في إنجلترا بين عامي 1000-1010 التي لم تجد من يوثقها.[4]

تكريمه

 

حديثًا، وتكريمًا لاسمه، سُميّت فوهة قمرية باسمه.[18] كما وضع تمثال له أمام مطار في بغداد، كتب عليه “أول طيار عربي ولد في الأندلس”. وأصدرت ليبيا طابعًا بريديا باسمه، وأطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه.[19] وفي 14 يناير 2011، افتتح جسر عباس بن فرناس في قرطبة على نهر الوادي الكبير، في منتصفه تمثال لابن فرناس مثبّت فيه جناحين يمتدان إلى نهايتي الجسر، وهو من تصميم المهندس خوسيه لويس مانثاناريس خابون.[20] وفي رندة، افتتح مركز فلكي يحمل اسمه.