تزخر برلين على مدار العام بالفعاليات والأحداث التي تُقام في المتاحف ذات الشهرة العالمية والمعارض الفنية الرائدة، ناهيك عن المسارح التي تقدم العروض الموسيقية المهمة. ونظراً لتوفر شبكة مواصلات عامة واسعة، يمكن الوصول إلى أماكن الفعاليات بكل سهولة ويسر وبتكاليف قليلة. كما يمكن للمرء الاستفادة من البطاقات الخاصة والتذاكر في الحصول على تخفيضات وخصومات مغرية عند زيارة المعالم السياحية والمتاحف والمنتزهات.
من المعروف عن برلين أنها تتنفس فناً، حيث تمتلك أكثر من 170 متحفاً، ولكن واحداً منها فقط يستعرض الكيفية التي عاش فيها سكان برلين الشرقية تحت الحكم الشيوعي، حيث يقدم متحف جمهورية ألمانيا الديمقراطية (دى دى ار موزيوم) رحلة من وراء الستار الحديدي مع أعمال فنية أصلية وأفلام أرشيفية حول الحياة في ألمانيا الشرقية السابقة ويوسع النطاق ليصل إلى تأثير جهاز أمن الدولة والجدار في الحياة اليومية للناس: كيف اختلفت الحياة بالمقارنة بالحياة في ألمانيا الغربية سابقاً؟ وما كم أثرت الدولة على حياة الناس؟ وأين كانت الديكتاتورية أكثر وضوحاً في الحياة اليومية؟ وما هي الإنجازات التي تعتبر إيجابية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية وهل هي إيجابية حقاً؟
وبالنسبة لهؤلاء المأخوذين بفيلم “حياة الآخرين” (ذي لايفس أوف آذرس) الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية وعلى عدة جوائز ألمانية والذي تدور معظم أحداثه حول طبيعة نظام الحياة في ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين، فينبغي عليهم أن يزوروا متحف شتازي (شتازي موزيوم) الذي كان يضم في السابق مكاتب أمن الدولة الـ (شتازي).
ومن خلال زيارة متحف الجدار (ماور موزيوم) ونقطة التفتيش شارلي التي تمثل اليوم شاهداً تذكارياً على انقسام ألمانيا إلى دولتين (شرقية وغربية)، فمن المؤكد أنك ستعيش أجواء الحرب الباردة أكثر من أي مكان آخر في العالم.
أما إذا كنت ترغب بالقيام برحلة عبر العصور القديمة، فما عليك إلى التوجه إلى جزيرة المتاحف، التي تحتوي على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة، وقد تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999. وتضم الجزيرة خمسة متاحف: (المتحف القديم) ويعتبر الأول من حيث تاريخ الإنشاء ويمثل تحفة في فن العمارة الكلاسيكية. وبالإضافة إلى مجموعة التحف الكلاسيكية واللوحات التي يضمها، هناك طابق مخصص للفن اليوناني، كما تقام فيه الكثير من المعارض المتنوعة، وكان المتحف المصري يحتل الطابق العلوي منه وترافق مع معرض دائم تمحور حول التمثال النصفي لـ (نفرتيتي) الذي جرى نقله إلى (المتحف الجديد) الذي يمثل بدوره الناحية الجمالية لجزيرة المتاحف، فقد تم إعادة بنائه وإدخال الفن المعماري الحديث عليه، ليتحول بذلك إلى نقطة تجتذب أعداداً كبيرة من الزوار.
أما (المتحف الوطني القديم) فيعرض رسومات أوروبية وألمانية من القرن التاسع عشر، إضافة إلى منحوتات رائعة، تجعلك تشعر وكأنك في معبد قديم. وفيه يمكنك أيضاً مشاهدة أعمال الفنانيين الفرنسيين الانطباعيين مثل: (مانيه)، (مونيه)، (رينوار)، بالإضافة إلى لوحات الفنان الرومانسي (كاسبر دافيد فريدريش) والرسام المهندس (كارل فريدريش شينكل). وبالانتقال إلى الجهة الشمالية من الجزيرة تكون قد وصلت إلى متحف (بوده) الذي يزخر بالكثير من كنوز الفن العائدة إلى مختلف العصور، إلا أن المعروضات الأكثر شهرة فيه تتمثل في مجموعة القطع النقدية التي تعتبر واحدة من أثمن نظيراتها في العالم.
أما متحف (برغامون) فيحظى بأعلى نسبة إقبال من الزائرين، وهو من الأماكن المذهلة بما يضمه من قطع أثرية قديمة جداً تنتمي إلى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، كما يشكل (مذبح برغامون) المشهور نقطة جذب للسياح من كافة دول العالم.