بيئتنا وحياتنا

     لفظ شائع الاستخدام، يرتبط مدلوله بنمط العلاقة بينه وبين مستخدمه، ألا وهو لفظ (البيئة). وكثيراً ما يرادفها لفظ دال على مدلوله، إذ نقول: البيئة الزراعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية، ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات. فالبيئة وسط يعيش فيه الكائن الحي أو غيره من مخلوقات الله وهي تشكل في لفظها مجموع الظروف والعوامل التي تساعد الكائن الحي على بقائه ودوام حياته.  

     ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان تمثل الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة، وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.وبمعنى آخر هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته، من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر.

   فبيئتنا تمثل كل مكونات الوسط الذي يتفاعل معه الإنسان مؤثراً ومتأثراً، فهي الوسط أو المجال المكانى الذى يعيش فيه الإنسان، بما يضم من ظواهر طبيعية وعناصر وكائنات حية يتأثر بها ويؤثر فيها. ومن هنا جاء مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية الذى إنعقد فى إستوكهولم عام ١٩٧٢م، ليحدّد تعريفاً خاصاً للبيئة، جاء فيه، هو: رصيد الموارد المادية والإجتماعية المتاحة فى وقت ما وفى مكان ما لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته.

    ووفقاً لذلك فهي الوسط أو المجال  المكاني الذي يعيش فيه الإنسان، بما يضم من ظاهرات طبيعية وبشرية يتأثربها ويؤثر فيها. أو هي محيط تعيش فيه الكائنات الحية كالإنسان والحيوان والنبات، ويتكون هذا المحيط من الماء والتربة والهواء، فهو المحيط أو الوسط الذي يولد فيه الإنسان وينشأ ويعيش خلاله حتى تنتهي حياته، وتشمل بيئة الإنسان (الموقع – المساحة – المناخ – التضارس– التربة – المعادن المحيطات – السواحل – النباتات الطبيعية – الحيوانات) وهذه العوامل تعدّ مجالات البيئة الطبيعية والجيولوجية والإقتصادية والإجتماعية.

      وأما المفهوم الأقرب للحقيقة العلمية، يمكن القول إن البيئة هي مجموع العوامل الطبيعية والبيولوجية والعوامل الإجتماعية والثقافية والإقتصادية التي تتجاور في التوازن، وتؤثر على الإنسان والكائنات الأخرى بطريق مباشر أو غير مباشر.