التعليم العام واقتصادياته
التعليم هو توفير الشروط المادية والنفسية التي تساعد المتعلم على التفاعل النشط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي واكتساب الخبرة والمعارف والاتجاهات والقيم التي يحتاج اليها هذا المتعلم وتناسبه وذلك بأبسط الطرائق الممكنة. وهو عملية تتميز بالعمومية والرسمية يتزود الانسان بموجبها بمعلومات تفسيرية وتعليمية عامة بحيث تصبح القاعدة العريضة التي يستند إليها الانسان في معرفة الاشياء والظواهر والنظريات والمبادئ والقيم التي تساعده على حل مشكلاته اليومية او مجابهة المواقف المختلفة عبر حياته، كما ان عملية التعليم تتضمن عناصر التغيير (change ) وهذا التغيير ليس بالضرورة لتحسين السلوك بل عادة مايرتبط بالاداء الحسن الا ان العادات السيئة وتقييد الانتاج والتعصب وغيرها تعد متعلمة ايضاً وهذا التغيير يمكن ان يجري بعدة مراحل([3]).
1- التغيير في المعلومات
2- التغيير في الاتجاهات
3- التغيير في سلوك الفرد
4- التغيير في سلوك الجماعة يمكن ان تمثل مراحل التغيير
حيث يظهر لنا الشكل ان عمليتي التغيير في المعلومات والمهارات لاتستلزم جهداً ووقتاً طويلاً بالشكل الذي تستلزمه عمليات التغير في الاتجاهات والتغير في السلوك يقول سدهوف (Sid Hoif) كان علماء التربية يعتقدون ان الناس يتثقفون بواسطة دروس اللغات والرياضيات والتاريخ… الخ وقد اعطيت الأهمية الكبرى لتثقيف الذهن وهذه نظرة ضيقة ادت إلى تأخير اعمال المدارس وحياتنا الثقافية والاقتصادية واكتشفت الكثير من البلدان هذه الغلطة وحاولت اصلاح نظام مدارسها فهو يشير إلى ضرورة الربط بين مانتعلمه في المدارس وبين المهنة في الحياة العملية لان التركيز من وجهة نظر الباحث على تثقيف الذهن هدفه الاساس تغيير الاتجاهات وتغيير السلوك وتجاهل التغيير في المهارات لذلك نجد في البلدان المتقدمة تحولاً في المعارف التي تقدمها الجامعات من معارف عقلية نظرية إلى معرفة علمية ذات صلة وثيقة بالمجتمع ومنذ ستينات القرن الماضي عندما تبينت العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والتعلم في كتابات تيودر شولتز الذي عرض اول ظهور منظم لنظرية رأس المال البشري والذي عد الانفاق على التعليم استثماراً يؤدي إلى زيادة انتاجية الفرد ورفع مستوى معيشته. حيث لم يعد هناك وجود للفلسفات البالية المنادية بعدم ربط التعليم ببنية المجتمع وتركه حراً ولو لفئة من الناس تطلب العلم لذات العلم وتكون حرة بعد التخرج في شأن مستقبلها وصنعه ان مثل هذا الامر لايمكن تقبله في الوقت الحاضر لان نتيجته الصريحة والضمنية هي التعليم للبطالة والبطالة المثقفة واحتدام الأزمة بين التعليم بخريجيه والمجتمع بمطالبه، لذلك تنامى الاهتمام بموضوع التعليم وبرز مصطلح اقتصاديات التعليم في اعقاب الحرب العالمية الثانية وقد عرفت (بأنها العلم الذي يبحث امثل الطرائق باستخدام الموارد التعليمية مالياً وبشرياً وزمنياً وتكنولوجيا من اجل تكوين البشر بالتعليم علماً ومهارة وعقلاً وخلقاً وذوقاً ووجداناً وصحة وعلاقتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها حاضراً ومستقبلاً ومن اجل امثل توزيع ممكن لهذا التكوين فيما عرفها كوهن (Cohn) بانها دراسة كيفية اختيار المجتمع وافراده استخدام الموارد الانتاجية لانتاج أنواع التدريب وتنمية الشخصية عن طريق المعرفة والمهارات وغيرها اعتماداً على التعليم الشكلي في اثناء مدة زمنية محددة وكيفية توزيعها بين الافراد والمجاميع في الحاضر والمستقبل، وبرأينا يتم التركيز على البرنامج التعليمي الذي يحقق الاهداف التعليمية بأعلى منفعة مع شرط مراعاة الانسجام بينه وبين البيئة والكفاية التمويلية لضمان اعلى مردود لها وبأقل تكلفة، وذلك لكون المعالجة في اقتصاديات التعليم تتمحور حول العلاقة بين الانفاق التعليمي والعائد المأمول او المتوقع وحول حجم الانفاق وفعاليته والعائد وكفايته من حيث الوفاء باحتياجات المستقبل
حيث نجد ان المفاهيم المرتبطة باقتصاديات التعليم تتمحور حول تمويل التعليم والعائد منه وتكلفته