مفهوم وأنواع البطالة

مفهوم وأنواع البطالة :

مما تقدم فهمنا ان مصطلح القوى العاملة هم جميع الافراد العاملين او الذين يرغبون في العمل ويبحثون عنه بأجر في اي وقت، اما الفرد الذي يملك القدرة والاستعداد والرغبة في العمل ولكنه لايجد عملاً فيدعى بالمتعطل([1]) فاذا ماعرفنا ذلك نستطيع ان نحدد ان الظاهرة التي تتمثل في عدم ممارسة الافراد الذين هم في سن العمل للنشاط الاقتصادي خلال مدة زمنية معينة لظروف خارجة عن ارادتها بالرغم من قدرتهم على العمل ورغبتهم فيه وبحثهم عنه([2]) تدعى ظاهرة البطالة وهي كمية  من وقت العمل ومن طاقة العمل او من كليهما لم يتم الإفادة منها في العملية الانتاجية للسلع والخدمات بشكل امثل([3])، ويرى الباحث في ضوء الافكار الواردة في اعلاه للبطالة بأنها  ظاهرة قد يكون لها تأثيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية سلبية ناجمة بالاساس عن زيادة الفرق بين الكمية المعروضة والكمية المطلوبة من العاملين فهي مظهر من مظاهر الهدر في استخدام عنصر العمل.

ان معدل البطالة وهو النسبة بين عدد المتعطلين إلى عدد القوى العاملة الكلي على الرغم من بساطة هذا المعدل، واتصافه بعدم الدقة فهو أكثر مقاييس حالة سوق العمل انتشاراًوعندما يكون معدل البطالة بين (%4%3) في الولايات المتحدة يوصف سوق العمل بأنه قريب من التشغيل الكامل (Full Employment ) كما يشير إلى ذلك رونالد ايرنبرج([4])(Ronald Ehrenberg) حيث ان ذلك يشير إلى ان الوظائف كثيرة بصفة عامة وان اصحاب الاعمال يجدون صعوبة في شغل الشاغر منها لان معظم المتعطلين يجدون وظائف بسرعة وعندما يكون معدل البطالة (%7) مثلاً او اعلى يوصف سوق العمل بأنه متراخياً بمعنى ان هناك وفرة من العمال وان الوظائف تملأ بسهولة.

وتصنف البطالة تبعاً لاسبابها إلى مايأتي([5]) :-

1- البطالة الدورية : وتظهر بسبب الدورات الاقتصادية وتحاول معظم البلدان تجنبها او تقليص مدتها وهي عادة ماتختفي او تقل في اثناء مدة الرواج والانتعاش ولذلك فهي تعكس الحالة الاقتصادية للبلد

2- البطالة الهيكلية : وهي ناشئة عن تحولات في الطلب او تغيرات في التكنولوجيا بحيث ان القوى العاملة المتاحة تكون خبراتها ومؤهلاتها غير متسقة مع الطلب في سوق العمل وهي تعد اشد تأثيراً وايلاماً في الاقتصاد وتتطلب تدخل الدولة لمعالجتها.

3- البطالة الاحتكاكية : ويعود هذا النوع إلى حركة العاملين وانتقالهم من عمل إلى اخر وهي تعد ظاهرة صحية تدل على ديناميكية سوق العمل، وعادة مايتم معالجتها عن طريق تقصير المدة الزمنية التي يظل فيها العامل يبحث عن فرصة عمل

4- البطالة المقنعة : وهي تنشأ حينما يكون الناتج الحدي لعنصر العمل صفراً او سالباً وكانت البلاد النامية الزراعية من اشهر الامثلة لهذا النوع من البطالة ويسود الاعتقاد بوجود هذا النوع من البطالة في القطاعات الحكومية للبلاد النامية بسبب التزام الدولة بضمان تعيين الخريجين.

5- البطالة الموسمية : وتظهر بسبب تباين المواسم وطبيعة العمل اي ان هناك بعض الاعمال لايمكن تأديتها الا في فصل معين من السنة.

6- البطالة السافرة : وهي حالة تعطل لقوة العمل وهي من الممكن ان تكون احتكاكية و هيكلية او دورية تطول مدتها الزمنية او تقصر. ومهما تعددت أنواع وأشكال البطالة فهي تندرج تحت مجموعتين رئيستين تمثل كل منهما مدرسة مستقلة بذاتها([6])

الاولى المدرسة الهيكلية وهي تعتقد ان البطالة تنشأ بسبب عدم كمال قوى السوق بمعنى ان مجرد تفاعل قوى العرض والطلب بمفردها في سوق العمل لن يحل المشكلة فعند اي نقطة زمنية لاتتوقع تحقيق التوظيف الكامل للقوى العاملة بنسبة %100 بسبب طبيعة سوق العمل الخاصة

ويتحقق التوظيف الكامل تبعاً لرأي هذه المدرسة اذا امكن تخفيض البطالة إلى حدها الادنى وهي نسبة %2 من القوى العاملة تبقى عاطلة اما سبب البطالة وفق رأي هذه المدرسة فهو عدم توافق مؤهلات العمال العاطلين وبين متطلبات الوظائف الشاغرة او عدم قبول العمال للحراك الجغرافي فقد توجد هناك مناطق فيها بطالة في حين ان هناك مناطق فيها وظائف شاغرة.

والأُخرى مدرسة الطلب الكلي وهي تعتقد ان البطالة تحدث هنا بسبب عدم كفاءة الطلب الكلي عن استيعاب الطاقة الانتاجية تبعاً لهذه المدرسة لايعني الاستخدام الكامل انخفاض نسبة البطالة إلى صفر ولكن يعني القبول بنسبة معينة من البطالة للقوى العاملة وهي تختلف من بلد لاخر ففي امريكا نسبة البطالة المقبولة هي %4 وفي كندا هي %3 ويعد الاقتصاد في حالة توظيف كامل اذا امكن تخفيض البطالة إلى هذه النسبة.

والجدول (6) يوضح معدلات البطالة في الدول العربية عام 2004 او اخر سنة توافرت فيها البيانات

الدولة

معدل البطالة %

موريتانيا

الجزائر      

العراق

فلسطين (2006)

ليبيا

السودان

الصومال

اليمن(2005)

تونس(2006)

الاردن(2006)

مصر(2005)

المغرب(2005)

سوريا(2006)

لبنان

جيبوتي

عمان

السعودية(2006)

الكويت(2005)

البحرين

الامارات

قطر

32.0

29.9

28.1

23.6

17.5

17.0

16.3

16.3

14.3

13.9

11.2

11.0

8.1

10.8

9.5

7.1

6.3

4.4

3.0

2.3

2.3

المصدر: التقرير الاقتصادي العربي الموحد2007 ص189

إذ نلحظ ان العراق يأتي في طليعة الدول العربية بمعدلات البطالة بعد موريتانيا والجزائر ولاشك في ان العراق قد تجاوز هذين البلدين في الاعوام اللاحقة. الا أن معدلات البطالة في العراق عام 2008 تراجعت إلى 15%([7]) وذلك بسبب التغير الطفيف في مستوى الاستقرار الامني وحركة الاعمار في البلاد في اثناء هذه السنة

 



 

 

 

 

 

 

 

 

مفهوم سياسة التشغيل

ان للتشغيل او التوظيف او الاستخدام معنى واسعاً ينطبق على عناصر الانتاج المختلفة الأُخرى   (الارض، رأس المال، التنظيم) فضلا عن العمل الا ان التشغيل في نطاقه الضيق يشمل استخدام عنصر العمل فقط في العملية الانتاجية عن طريق الجهد وساعات العمل التي تبذل لانتاج السلع والخدمات في اثناء مدة زمنية معينة كما ان مفهوم التشغيل الكامل يشير إلى الاستخدام الكامل للموارد البشرية المتاحة من قوة العمل كماً ونوعاًَ ولايعني ذلك التشغيل %100 ([7]) وهو يتميز عن مفهوم التشغيل الناقص في ان الاخير هو عبارة عن الفرق بين مقدار العمل الذي يقوم به الاشخاص المستخدمون وبين مقدار العمل القادرين عليه والراغبين فيه فالعامل يعد في حالة تشغيل ناقص عندما يعمل في جزء من وقت العمل على الرغم من حاجته وقدرته على العمل([7]). 

ويرى الباحث ان هذا المفهوم لابد ان يرتبط بمفهوم اخر هو السياسات العامة لكي يتميز بشكله الواضح وملامحه الاساسية.

والسياساتpolticles  كمصطلح واتجاه علمي ظهر داخل علم الاجتماع حيث تمثل بكتاب “علوم السياسات تطورات حديثة في الهدف والاسلوب” الذي نشره العالمان (ليرنرLerner  و لاسويل Lasswal) ولم يكن الهدف من الكتاب هو المساعدة في اتخاذ القرارات الفعالة فقط بل كان يهدف إلى تحسين اداء الحكومة داخل المجتمع([7]) (ان السياسات هي مجموعة الاهداف والبرامج التي تصاحبها مجموعة من القرارات تحدد الكيفية التي تصنع بها الاهداف او الكيفية التي تنفذ فيها([7])) ” فهي اذن فيما يتعلق بمفهوم (التشغيل مجموعة القرارات والمواقف والاجراءات التي تتبناها الدولة من اجل تحقيق اما تشغيل كامل او امثل للقوى العاملة بوصف التشغيل هدفاً استراتيجياً من اهدافها). 

ان التشغيل الامثل كمصطلح يقصد به في اغلب الظن الاستخدام الكفوء او التوظيف الفعال للموارد، وكلمة الامثل تعني الاستخدام المرغوب او الذي يرضى عنه واستخدام موارد او عناصر الانتاج (والعمل من اهمها) بكفاءة([7]) بمعنى الحصول على قدر معين من الناتج او المخرجات باستخدام ادنى قدر من المدخلات وهو يرتبط فيما يخص الموارد البشرية بالقدرة على تلافي الهدر في هذه الموارد الذي يأخذ عادة احد شكلين اما بطالة سافرة وهي حالة تعطل لقوة العمل او بطالة مقنعة يقصد به التشغيل الناقص الذي ذكرناه سابقاً

ويرى الباحث ان هاتين السياستين للتشغيل يرتبطان بصورة وثيقة بطبيعة الفكر السياسي والاقتصادي للبلد فالبلدان ذات النهج الاشتراكي كانت تتبنى سياسة التشغيل الكامل وتتبع سياسات محددة لتحقيق ذلك تهدف بالاساس القضاء على البطالة التي تظهر بأشكال أُخرى فيها كالبطالة المقنعة بينما البلدان ذات النهج الرأسمالي التي تعتمد سياسات اقتصاد السوق والمنافسة والتي يقل فيها دور الدولة مما جعل هذه البلدان تنتشر فيها البطالة الهيكلية التي تنجم عن الدورات الاقتصادية

1- أسباب دراسة السياحة