بـعض الأمـاكن الاثـرية والـسياحية فـي كـربلاء
بحيرة الرزازة :
تقع على مسافة (15كم) الى الغرب من مدينة كربلاء ، وهي بحيرة مغلقة تتراوح مساحتها بين (400كم2 ) و (800كم2 ) وتتميز مياهها بأرتفاع نسبة الملوحة فيها . تكثر في بحيرة الرزازة المواقع الطبيعية والتأريخية والاثرية التي لها امكانية جذب سياحي ، وتهيىء للزائر انوع الفعاليات السياحية . كا النزهة على شاطئ البحيرة وممارسة السباحة ،
اضافة الى صيد الاسماك والطيور المائية وزيارة المواقع الاثرية القريبة من البحيرة ، وكذلك الراحة والاستجمام قرب عيون المياه الطبيعية في عين التمر ممارسة الصيد والقنص للحيوانات البرية .
عين التمر
وهي سر من اسرار الصحراء الغربية التي حولت قسوة الطبيعة سحر سياحي ومحاكاة عذبة لجمال المكان ، وكانت عين التمر وماتزال مركزاً تجارياً للبدو الذين يرتحلون بحثاًعن الماء والعشب ،وتقع هذه المدينة جنوب غربي كربلاء على بعد (67كم) وهي منطقة عريقة بما تحمله من آثار حضارية واخبار تأريخية ، وتمتاز بتربتها الرسوبية ومياههاالجوفيةالناتجة من مياه الامطار المنسابة في الاودية وبذلك اشتهرت بعيون المياه الطبيعية وخاصة المعدنية منها التي يخرج الماء منها عبر فتحات ذات بوابات حديدية ، وفي هذه العيون توجد اسماك مختلفة الاشكال لتكسب العيون جمالاً نادراً واهم هذه العيون (عين المسيب ) وتعني التفاح ، وعين الحمرة ، وعين الزرقة ، وعين الكبيرة . وهناك (50) عيناً كبيرة وصغيرة تمتد بين الرحالية وعين التمر ، لو اصلحت وظهرت هذه العيون لظهرت فيها المياه المعدنية الفوارة وعمرت المنطقة ، وعلى الرغم من عدم صلاحية مياهها للشرب لوجود الكبريت فيها ، الا انها صالحة لسقي المزروعات مما ساعد على انشاء بساتين كثيفة من النخيل والرمان حولها حتى اصبحت واحة خلابة وسط رمال الصحراء المحيطة بها وهي تصلح لممارسة السياحة الطبيعية والترفيهية .
حصن الاخيضر
وهو من الابنية الاثرية الدفاعية الشاخصة ، وهو من المعالم العسكرية المميزة في العمارة الاسلامية من حيث التصميم والهندسة لا في العراق فحسب بل في الوطن العربي والاسلامي . يقع الحصن على طريق صحراوي يربط العراق بالعالم الخارجي يصل بين حلب – البصرة من جهة اخرى كما نلاحظ على امتداد هذا الطريق عدة ابنية كانت مراحل مهمة للقوافل والمسافرين منها عطشان وموجدة الى الجنوب وقلعة شمعون وبرداويل الى الشمال .
واشارالبعض الى انه بني بعد القرن الاول للهجرة (7م) واخرون اشاروا ان بانيه احد امراء كندة واسمه الاكيدر ثم حرف اسمه بعدذلك الى الاخيضر ، كما نسب بناؤه الى احد ملوك الحيرة من اللخميين(المناذرة) ، اما الذين ذكرانه وبني بعد الاسلام فقد اختلفوا ايضاً في فترات بنائه منهم من ذكر و بني في العصر الاموي ومنهم من قال انه بني في العصر العباسي معتقدين بأن بانيه عيسى ابن موسى ابن اخ كل من الخليفتين العباسيين السفاح والمنصور معتقدين على ادلة علمية اثرية مقارنة بالابنية العربية العربية الاسلامية المعروفة ، يقع الحصن في الصحراء الغربية على بعد (48)كم الى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء وعلى بعد (150) كم من بغداد و(20)كم من مدينة عين التمر .
*الطار : موقع اثري شامخ ) في منتصف الطريق الى حصن الاخيضر تقريباً يشمخ موقع اثري آخر من المواقع التي تحتضنها مدينة كربلاء ، كهوف الطار التي تقع فوق تل صخري يشاهد على يمين الطريق العام وتشكل هيئة اسطوانية بفتحات متعددة ، تقع كهوف الطار الاثرية على بعد (30كم) جنوب غربي مدينة كربلاء و(15كم ) الى الشمال الشرقي عن قصر الاخيضر .كما انها تقع غرب العاصمة القديمة (بابل ) بمسافة (80كم ) وهذه الكهوف عددها يقارب (400) كهف نحتت صناعياً (بيد الانسان ) في طبقة من الصخور المشبعة بكاربونات الكالسيوم تحورت الى سلسلة من الحفرات والخنادق الممتدة على طول بحيرة الرزازة(بحر الملح ) بناء على نتائج البعثات الاثرية اليابانية التي عملت في العراق ، ان كهوف الطار قد نحتت او حفرت في حدود سنة (1200) ق. م الميلاد واكثر احتمالاً ان استخدمها كان لاغراض دفاعية ثم استخدامها كقبور في الفترة مابين الثالث ق.م الى القرن الثالث بعد الميلاد .
اكتشف هذ البعثة (2000) قطعة اجريت الصيانة على بعضها في اليابان وعادت محفوظة للعراق في صناديق زجاجية معباةبالنتروجين يعود تأريخها للعصور
الاسلامية القديمة وهي منسوجة بخيوط ملونة مصنوعة من الوبر وشعر الماعز وبعض القطع مطرزة بوجوه نسائية وبزخارف شبيهة بشغل اليد عندنا (الاتمين).
أقدم كنيسة في الشرق…
في كربلاء اقدم كنيسة شرقية فيها قبور للكهنة وصلبان والنظام السابق جعلها ساحة للتدريب كربلاء ـ كلما توغلت بعيدا عن كربلاء.. تتفاجأ بوجود موقع اثري .. ان كان من جهة الغرب او الجنوب او الشمال.. وحين تقطع الطريق فان مايحيطك يجعلك تنظر باعجاب لما أنجبته هذه الارض من حضارة وعلم.. وكربلاء التي قيل ان اسمها جاء من كور بابل فان هذا يعني ان لها التاريخ مايبتعد عن حاضرها بكثير من القرون.. ولكن كل شيء مازال بين دفات الكتب او في ادراج الباحثين والدارسين وكأن لا أحد يريد ان يعرف ان آثار كربلاء تمتد حتى بابل وربما ابعد من ذلك ايضا. على مسافة 70 كم من كربلاء وعلى مبعدة 5 كم من قصر الاخيضر التاريخي المعروف والى الغرب من بحيرة الرزازة.. كان هناك موقع لا احد يعرفه الا بالاسم ولا احد يعرف مابه من آثار .. موقع يطلق عليه اسم(الاقيصر) فيه مايشبه المدينة المتكاملة التي كانت تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة وتحكي مابقي من الآثار من انها مدينة عامرة عاش فيها اهلها قبل الاسلام يقع الاقيصر في وسط الصحراء وكانت المدينة التي تتربع على عرش الحياة العراقية الان قد ابتعدت عن جميع المواقع لكي تبقى شاخصة الى قيام الساعة وتحكي قصة الحضارة والتقدم والعمران.. ولو عاش الانسان الحالي فوق هذه الاثار لما بقي اثر منها الا ان للطبيعة غايتها وحكمة من الله اراد لهذه الاثار ان تبقى خالدة.. في هذا الموقع الذي يحتوي على اثر كبير قد يعود بالمنفعة السياحية اضافة الى دراسة اثار كربلاء على اعتبارها مدينة عميقة الجذور.. الأثر هو كنيسة مسيحية لم يسمع بها حتى اهالي كربلاء.. بل ان بعضهم اندهش حين عرف اننا نبحث عن تاريخ هذا الاثر متصورين ان مدينة كربلاء يبدأ تاريخها مع واقعة الطف فحسب. الاسم والدلالة والتاريخ الاقيصر تصغير لكلمة القصر وهي لفظة محلية لان فيها مايشبه القصر وهو الكنيسة التي تضم رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة الديانة المسيحية.. توجهنا الى السيد ماجد جياد الخزاعي مدير هيئة السياحة.. وسألناه عن هذا الموقع فقال: توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود الى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والاثاريين. واضاف الخزاعي.. ان في هذه الكنيسة مجموعة من القبور قسم منها يعود الى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذين كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة.. والقسم الاخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهي تبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا.. وأوضح ان الكنيسة يحيطها سور بني من الطين فيها أربعة ابراج ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى.. فيما يبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا وعرضها اربعة امتار.. بنيت من الطابوق المفخور او الفرشي. وهذه القيمة البنائية تثبت انها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لانها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينيات القرن الخامس الميلادي.. وهذا يعني ان هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الاسلام بأكثر من 120 عاما حسب مايذكره الدارسون والكتب. ولكن التنقيبات التي اجريت عام 1976 وعام 1977 هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة عندما قاد السيد مظفر الشيخ قادر البعثة العراقية في هذه المنطقة.. وأشار الى ان موقع الكنيسة كان مثبتا لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذين كانوا يأتون الى الكنيسة لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة وأكد الخزاعي.. ان هذا المكان لابد ان يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحيين لانهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الاوسط عموما.. وعليه فان اعادة اعمارها لابد ان يجلب المنفعة للجميع.. المسيحيون للصلاة وغيرهم كسياحة اثرية لان هذه الارض هي منجم للسياحة ونحن بعيدون كل البعد عن استغلال مالدينا من آثار من اجل السياحة في حين ان العالم لايملك مثلما نملكه نحن ولديه السياحة عامل من عوامل الاستقرار الاقتصادي.
خان الربع
هو بناء مربع الشكل طول كل ضلع من اضلاعه 86م يقع على الطريق بين محافظتي كربلاء والنجف وهو ضمن سلسلة من الخانات التي بنيت في العهد العثماني التي عددها (48) خانا يقع اثنان منها في محافظة كربلاء هما خان الربع وخان العطيشي التي بناها سليمان باشا الكبير في العهد العثماني والتي كانت تستخدم كمحطات استراحة للمسافرين ما بين البصرة وبلاد الشام.
تسميته
سمي خان النخيلة او خان الربع لوقوعه في ربع المسافة ما بين محافظتي كربلاء والنجف وهذه التسمية محلية اخذت منها التسمية الرسمية لهذا البناء.
الخان مربع الشكل يحتوي على مدخل رئيسي في الجهة الشرقية منه ويعلو المدخل قبة كبيرة تحتوي على عناصر زخرفية اسلامية مهمة وهي المقرنصات، البناء ذو طابع اسلامي بحت لاحتوائه على الاواوين والاقواس المدببة والمقرنصات والتي هي عناصر معمارية زخرفية اسلامية انتشرت في الابنية الاسلامية.
على جانبي المدخل ممر يعلوه قبو وعلى جانبيه اواوين ذات اقواس مدببة كانت تستخدم كأماكن لاستراحة المسافرين ومبيتهم.
ويطل المدخل على الساحة الوسطية التي تحيط بها الاواوين من جميع الجهات ويحتوي المدخل على سلمين يقعان على جانبي المدخل يؤديان الى سطح الخان.
وتحتوي الساحة الوسطية على بئر واحدة فقط كان يتزود منها النزلاء في الخان بالماء وكانت الساحة مبلطة بمادة الاجر (الطابوق الفرشي).
وكان الطابوق الفرشي والحصى هي المادة الاساسية في بناء الخان مثل باقي الخانات التي بنيت في الفترة الزمنية نفسها.
وقد استعمل الخان كمنطقة سياحية يرتاده السواح من داخل وخارج العراق، لما يحتويه هذا الخان من سحر وعمق حضاري.
وقد اهتمت الهيئة العامة للاثار والتراث بهذا الخان بشكل خاص حيث اقدمت على مشروع اعادة بناء وترميم وصيانة الاجزاء المتضررة منه، ووكلت مهمة اعادة بنائه الى مفتشية اثار محافظة كربلاء حيث تم العمل به لموسمين متتاليين لحين وقت سقوط النظام حيث توقف العمل به كما توقف العمل في جميع مشاريع الاثار.
وقد تم وضع دراسة جديدة للاستمرار باعادة بناء وترميم وصيانة الخان وادراجه ضمن خطة مشاريع الهيئة العامة للاثار والتراث.
ولم تكن هذه الاعمال اي اعمال الصيانة في هذا الخان الوحيدة بل كانت هناك اعمال سابقة في السبعينيات من القرن المنصرم ولكنها كانت اعمال صيانة خفيفة.
ولكن هذا الخان تعرض الى الضرر كما تعرض اي شيء في العراق الى الضرر حيث هدم جزء كبير منه في عهد النظام السابق لانه استخدم كمخزن للعتاد من قبل الجيش السابق في حرب الكويت والانتفاضة الشعبانية وتعرض هذا العتاد الى الانفجار مما ادى الى سقوط اجزاء كثيرة من هذا الخان وقامت لجان اثارية متخصصة من دائرة اثار كربلاء وبايعاز من الهيئة العامة للاثار والتراث ووضع التخصيصات المالية له بمشروع اعادة ما تهدم من الخان وترميم وصيانة الاجزاء المتضررة لموسمين 2002-2003 ولكن ظروف الحرب على العراق واحتلاله حالت دون تنفيذ هذا المشروع وفي عام 2004 تعرض الخان الى التخريب من قبل القوات البولندية وهي احدى القوات متعددة الجنسيات اذ قامت بتفجير ما تبقى من انقاض لاسلحة ثقيلة قديمة منذ عهد النظام السابق التي كانت موجودة في بئر الخان مما ادى ذلك الى هدم وتشققات لاجزاء كثيرة من الخان. لعلمهم الاكيد ان هذا موقع اثري
مهم يمثل حضارة وتاريخ بلدان ولكن ماذا تقول انه محتل. وقد قامت دائرة اثار كربلاء باثارة هذا الموضوع اكثر من مناسبة، قدمت مطالعات ومذكرات بهذا الخصوص الى مقر القوات المتعددة الجنسيات في كربلاء وبابل. وقد وعدوا بان يقوموا بتعويض الضرر. ولكنها وعود كاذبة كباقي الوعود السابقة ولكننا نطمح الى الخير ان شاء الله بعد ان يستقر الوضع الامني في العراق ويتم تشكيل حكومة هدفها الاول والاخير هو مصلحة العراق والحفاظ على الهوية.سوف نقوم وبدعم من الهيئة العامة للاثار والتراث وملاكات عراقية اثارية باعادة بناء وترميم وصيانة كل جزء تضرر من هذا الخان الشامخ الذي هو جزء من شموخ العراقيين والله الموفق.
موقع الاقيصر الأثري
الاقيصريعتبر من المواقع الاثرية الشاخصة المهمة غرب الفرات يبعد عن مركز محافظة كربلاء 50 كم ويبعد عن حصن الاخيضر الاثري 5 كم. يعود تاريخ الموقع الى القرن الخامس الميلادي. البناء يتكون من كنيسة وغرف مخصصة للرهبان لاداء الطقوس الدينية ويشغل الموقع قبور القسسة وهي تقع داخل الكنيسة وقبور عامة الناس تنتشر خارج الكنيسة.
سورت الكنيسة بسور من الحجر مدعم بابراج وتنتشر على جدران الكنيسة الصلبان وكتابات سريانية.
وتعتبر كنيسة الاقيصراقدم كنيسة شرقية في العراق وتسمية الاقيصرهي مصغر كلمة قصر او بعبارة اخرى تسمية الاقيصرمشتقة من كلمة قصر.
في الستينيات قامت هيئات بالتنقيب في الموقع في قسم من التلول وظهرت الاجزاء التي تم ذكرها وترك الموقع لحد اليوم علماً ان موقع الاقيصريتكون من سلسلة تلول تمتد حتى تلول الاخيضر.