وسط الممالك التي ظهرت في الأردن وفلسطين وسوريا – خلال القرن الثامن قبل الميلاد – تظهر ايضاً مملكة إسرائيل التي لم تدم الا لعشرات السنين وهي المملكة العمونية. والعمونيون او مملكة عمون أحد الشعوب القديمة التي استوطنت في شمال الأردن منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، واقامت حضاراتها فيه واتذخت من عمون او عمّان حاليا عاصمة لها . ذُكر الاسم في التوراة و كما ظهر عند بعض كتابات الحضارات الاخرى مثل الاشوريين ، حيث كانوا معروفين بانهم الشعوب التي تعيش شرق نهر الأردن.
لقد ظهر العمونيون في الأردن في سنة 1250 ق م وعاشوا حياة البداوة وكونوا دولة قوية امتدت حدودها من الموجب جنوباً إلى سيل الزرقاء شمالاً ومن الصحراء شرقاً إلى نهر الأردن غرباً وكانت عمان عاصمة مملكتهم . وبحكم موقع عمان الجغرافي الاستراتيجي طمع فيها الغزاة فتعرضت مملكة العمونيين للغزو والدمار لكنها كانت تضمد جراحها وتعيد بناء مدنها. وكان “طوبيا العموني” آخر ملك حكم دولة العمونيين وارتبط اسمه بآثار عراق الأمير وقصر العبد في وادي السير. وكانت لغتهم سامية وثيقة الصلة باللغتان المؤابية و العبرية ، وقد ادرجت بعض التأثيرات الآرامية عليها. وهي تندرج ضمن اللغات الكنعنانية القديمة ، والتي انقرضت باندثار الدولة العمونية واحتلالها .
وبالنسبة لمنطقة عمان فقد كانت معمورة في العصر البرونزي (1300 ق.م-300 ق.م) وتميزت هذه الفترة باستخدام العجلة لصناعة الفخار, وفي العصر الحديدي 1200 ق.م – 332ق.م .
شهدت المنطقة تطورا في استخدام الحديد في صناعة الأسلحة والأدوات المنزلية . وبرز جبل القلعة في عمان مقر عاصمة العمونيين. وما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة في جبل القلعة,منها جدران الاسوار ، والابار المحفورة في الصخر الجيري. كما عثر في جبل القلعة على اربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن ق.م ، ووجدت تماثيل أخرى في ضواحي عمان في خربة الحجاز وابو علندة وعرجان .
وتميزت عمان في هذه الفترة بالتحصينات الحجرية والأبراج التي تظهر النشاط العسكري والتجاري في المنطقة، مثل برجي الملفوف وخلدا اللذين ما زالا ماثلين حتى الآن, وتشير الاثار إلى ان عمان كانت حلقة وصل بين الشرق الأقصى وعالم البحر المتوسط وامتداده إلى اثينا وجزر بحر ايجة . في عام 1994 وجدت الحفريات الباحثة عن الاّثار بيوتا وأبراجا يُظنّ أنها من العصر الحجري حوالي العام 6500 ق.م.
وبعد وفاة الاسكندر الكبير عام 323 ق م تفرق ملكه فخضعت سوريا للسلوقيين وحكم البطالسة مصر وفلسطين والأردن وأثناء حكم بطلماوس الثاني فيدلفوس (285-247 قبل الميلاد) حملت عمان اسم فيلادلفيا وبدأت تنعم بالحضارة اليونانية.
وتميز العصر الحديدي بتطور صناعة الحديد أكثر من الصناعات المعدنية الأخرى، حيث أن تطور عملية صهر وتقسية الحديد وتوافر مصادر إنتاج الحديد جعلت منه يتوفق على البرونز كما جعلته أرخص ثمنا. مما أدى إلى استبدال البرونز بالحديد في معظم الصناعات.