الكاظمية وقصتها بمقابر بابل التبن

 

     هي احدى المدن المعروفة في التاريخ القديم ، ومن مدن العراق المقدسة ، تضم تربتها الزكية رفات الإمامين اللذين نسبت إليهما مدينة الكاظمية وهما الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد عليهما السلام وهي من المراكز الكبيرة التي يقصدها الزوار من كل مكان واليها تنسب الكثير من البيوتات العلوية والأسر العلمية والادبية والذين لعبوا دورا فعالا في صنع تاريخ العراق.

      تعدّ الكاظمية من المدن المعروفة في التأريخ القديم ، ومن مدن العراق المقدسة. ويُعدّ المشهد الكاظميّ في مقدّمة العتبات المقدّسة التي يقصدها المسلمون للزيارة والتبرك، ويتعبّد فيها الزوّار للأجر والثواب. ولم يُكتَب لهذا المشهد المطهّر بأن تحظى تربته الزكيّة بمثل هذا التقديس والاعتبار إلاّ لكونها تضم بين طياتها رفاة الإمامين الكاظمين، اللّذَين جاهدا في سبيل العقيدة الحقّة والدين القويم، وحملا مشعل الإمامة المضطهدة عالياً في أحلك الأوقات وأصعبها. ولئن شاء الله العليّ القدير أن يلاقيَ الإمامان الكاظمان ما تنوء به الكواهل من العَنَت والاضطهاد، ويُلاحَقا في كلّ مكان أو بلد، فقد كتب لهما في الوقت نفسه أن يَخْلدا في قلوب الناس إلى الابد، ويقدّسهما المسلمون إلى  يوم الدين.

    تقع مدينة الكاظمية شمال العاصمة بغداد وعلى بعد 5 كم في الجانب الغربي منها ، وعلى الضفة اليمنى لنهر دجلة بجانب الكرخ. ويحدها من جهة الشرق نهر دجلة ، ومن الغرب اراضي الغرابية ، ومن الشمال اراضي التاجي ، ومن الجنوب اراضي العكيدات ، وترتبط بجانب الاعظمية بجسر حديث يعرفبجسر الائمة ” ، وترتبط من جهة الشالجية بجسر الصرافية بجانب الرصافة.

     فالكاظمية تقع شمال مقبرة الشهداء في باب حرب، وأمام ضفة النهر.. مقبرة قريش الكبرى، وكان يُعرَف قسمها الشرقيّ على الأغلب بمقابر (باب التبن ) وكانت تتصل بقطيعة الزبيدية الواقعة بالقرب من هذا الموضع. وكان المنصور أول مَن جعلها مقبرة حينما ابتنى مدينته، وأول من دفن فيها كان أبنَه جعفر الأكبر الذي تُوفّي سنة 150 هـ ( 767 م ). ولم يمض زمن طويل عليها حتّى صارت تُدعى بـ « الكاظمية » وما زالت تعرف بهذا الاسم، نسبةً إلى الامامين المدفونين فيها إذ نُسبت إليهما الكاظمية فهما: موسى الكاظم حفيد حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمّد الجواد أو التقيّ حفيد موسى الكاظم.. أوّلهما هو سابع أئمّة الشيعة، وثانيهما تاسعهم. وكان مقتل موسى الكاظم على يد هارون الرشيد سنة 186 هـ /802 م ، ويقال أنّ محمّداً التقي ( الجواد ) تُوفي مسموماً في سنة 219 هـ ( 839 م ) في عهد خلافة المعتصم.

    وقد تُذكر الكاظميّة أحياناً بأنّها قائمة في الشونيزية. فتكون مرادفة لمقابر قريش.. يروي الخطيب ( مؤرخ بغداد ) قائلاً : سمعتُ بعض شيوخنا يقول: إن مقابر قريش كانت قديماً تُعرَف بمقبرة الشونيزي الكبير. فقد كان هناك أخوان يقال لكلٍ منهما الشونيزي، دفن واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين فنُسبت المقبرة إليه.

     وقد عُرفت المقابر الشمالية في بغداد الغربية بعد ذلك بمقابر ( باب التبن غير أنّه يظهر من موقع باب التبن أن هذا الاسم كان قد أُطلق على نحو الإجمال على القسم الشرقي منها فقط.