شجرة المقام

 

     إزاء المزار شجرة تظلل المرقد الشريف… كانت قبل تحسين المقام ملاصقة له مباشرة، فكان الناس يأخذون منها أوراق صغيرة للتبرّك كونها وكما هو مشهور لدى العوام بأن الإمام زين العابدين عليه السلام هو من زرعها ويقال ان نوع هذه الشجرة من نوع السرو المعروفة بنموها البطيء وباخضرارها الدائم، وعمرها يعود لمئات السنين، وهي شجرة ضخمة جدا تخترق المقام نحو الأعلى بسمو وتباه، ومن معاجز هذه الشجرة أن أوراقها مازالت تنبض بالحياة وجذورها ميتة.

    يروى عن هذه الشجرة الكثير من الكرامات التي اختصت بهذه الشجرة إذ يأخذ الزائرون أوراق منها لعلاجهم من مختلف الأمراض ولتعاظم هذا الأمر كاد يؤدي إلى يباس هذه الشجرة وخسارتها، مما حدا بالمعنيين والقيّمين على المرقد وحفاظاً عليها أن أحاطوها بقفص زجاجي كبير وعالي يمنع الأيدي من الاقتراب منها، أو قطع أوراقها.

 

    ان القيّمين على المرقد الشريف يقولون ان هذه الشجرة كانت غصنا غرسه الامام علي السجاد عليه السلام لتكون دلالة على قبر اخته خولة، ومع مر السنين تحول هذا الغصن إلى شجرة يعود عمرها قرابة 1400 سنة، ويروى ايضا انها من موضع غرس عصى الامام السجاد التي يتوكأ بها في الارض. وقيل عنها أنها ايضا: هي إحدى الشجيرات اليتيمات التي كانت ضمن الجنائن الرومانية الشهيرة والتي كانت محيطة بالمعابد الرومانية في العصر الروماني، وقيل أيضاً: إنها زرعت للدلالة أو العلامة وكأن حولها أو قربها شيئاً مقصوداً، إذ يتردد بين العوام أن الإمام زين العابدين عليه السلام أمر بزرعها للاستدلال من خلالها على ضريح السيدة خولة.