ديناميات الفيضانات في الأهوار- الظروف الحالية
زيد حاكم جياد
بأشراف الدكتور
م. د. علي خزعل جواد
في الوقت الراهن، تتم إدارة الأهوار بشكلٍ مختلف تماماً: يسمح وجود السدود، والحواجز من صنع الإنسان والحواجز الترابية، بالتحكم الكامل في كيفية دخول المياه للأهوار ومكان تدفقها. فقد بُنيت السدود والحواجز لتمكين القيام بالأنشطة البشرية وحمايتها. وكان من النتائج المباشرة لبناء السدود اختفاء التدفقات القصوى من الأنهار والحدّ من إجمالي المياه المتاحة لجنوب العراق. وفي الوقت نفسه، فرض تشييد نظام حواجز شامل قيوداً مادية على كمية الأراضي التي يمكن أن تتاح لتنمية الأهوار، فضلاً عن الربط بين الأهوار والأنهار.
وفي هذه الظروف، لم تعد الأهوار مرتبطة ببعضها البعض، وفي حال وجود أي ترابط، يكون هذا فحسب لأن السكان المحليين قاموا بإحداث فجواتٍ في الحواجز القائمة، أو لأن القنوات التي صنعها الإنسان تنقل الماء من مكانٍ إلى آخر.
إن الافتقار إلى ذروات التدفق والدورات المائية، وانخفاض توافر المياه، وعدم وجود ترابط مائي، هي جميعها عوامل تسهم في وجود نظام الأهوار غير السليم وغير المستقر.
يمكن الإشارة إلى إدارة التدفق هذه في الأهوار، والتي طبقت على نطاقٍ واسع في جنوب العراق في العقود الماضية، على أنها “شبه طبيعية،” حيث يتم التحكم بالجريان إلى الأهوار بشكلٍ كامل، في حين لا يتم تنظيم التدفقات، وإن لم تكن طبيعية. ولسوء الحظ، فقد وجد أنها استراتيجية خاسرة، ذلك أن التدفقات الكبيرة لم تعد مضمونة، ولا يمكن محاكاة تغير التدفق داخل الأهوار دون نظام اصطناعي ملائم.
واعترافاً بأنّ كلاً من الإدارة “الطبيعية” و”شبه الطبيعية” لم تعودا ممكنتين أو كافيتين، تتبع حالياً وزارة الموارد المائية الإدارة “التي يتم التحكم بها،” وهي نظامٌ يتم من خلاله التحكم الكامل بالتدفقات الداخلة والخارجة على حد سواء. تحاول الإدارة التي يتم التحكم بها تحقيق التغييرات اللازمة للجريان الداخلي ومستوى المياه التي يتطلبها ازدهار النظام الإيكولوجي.
من وجهة نظرٍ مائية، تعمل الإدارة التي يتم التحكم بها عن طريق منع أو الحد من تدفق المياه من المناطق المغمورة. وهي ليست خياراً مجدياً فحسب، بل أيضاً الخيار الأكثر كفاءة في استهلاك المياه.
ومنذ عام 2008 وحتى عام 2010، أشرفت وزارة الموارد المائية على تصميم الهياكل الهيدروليكية اللازمة للفيضانات التي يتم التحكم بها في الأهوار. وقد تم تشييد بعض هذه الهياكل الهيدروليكية في السنوات الخمس الماضية، سيما منافذ الحويزة والأهوار الوسطى