تأثير المناخ على تغير مساحة الاهوار
زيد حاكم جياد
بأشراف الدكتور
م. د. علي خزعل جواد
تعد منطقة الأهوار والمستنقعات من أوسع الاراضي الرطبة في غرب آسيا وتمتلك خصائص فريدة، فالأهوار تمتاز بكثرة الأراضي المغمورة بالمياه وتزداد المياه خلال موسم الفيضان وخاصة فصل الشتاء وبداية فصل الربيع وتقل في فصل الصيف إذ تتراجع المياه وتقل المساحات المغمورة.
أطلق العرب على الأهوار والمستنقعات اسم البطائح ومفردها بطيحة وتعني تبطح السيل واتسعت في الأرض، ومن المعلوم أن منطقة السهل الرسوبي منطقة سهلية خالية من المظاهر التضاريسية وذات انحدار بسيط، ومن ثم فأي انبثاق يحصل في ضفاف الأنهار يؤدي إلى وصولها للأهوار، ومن أوضح الأمثلة مخرج أو فتحة المصندك الذي يتفرع من الضفة اليمنى لنهر دجلة وأكبر فرع للنهر بين مدينتي الكوت والقرنة وأنه ليس له مجرى واضح من بدايته إلى وصوله هور السنية فمجراه واسع يصل إلى (450م)
تمتد الأهوار مكانياً ضمن ثلاث محافظات هي (الناصرية والبصرة والعمارة)، وتظهر على شكل مثلث، وأهم أهوارها الحويزة والحمار، والأهوار الوسطى، وتدل المصادر التأريخية بأن الأهوار قديمة في جنوب العراق، فقد أطلق السومريون على الأهوار (نارموتو) أي الماء المر، وأطلقوا على هور الحويزة تسمية (سوزيانا) أي البطيحة الكبرى، وهي تسمية تطلق على الأراضي المنخفضة عما يجاورها وتغمرها المياه موسمياً أو دائمياً عبر مصادر التغذية المائية من نهري دجلة والفرات ومن الأراضي الإيرانية وكذلك من المياه المنبثقة من مياه المبازل وينمو فيها نبات القصب والبردي بكثرة وينمو نبات القصب في المياه العميقة، أما الأقل عمقاً والأقل مياهاً فينمو بها نبات البردي، وهي ظاهرة طبيعية وخزان مائي للمياه يمكن الاستفادة منها، وتكمن أهمية الأهوار في أن لها الدور البارز في إحلال التوازن البيئي في المنطقة وهي نظام متكامل يعود تاريخها لأكثر من خمسة آلاف سنة.